عمان – البوابة – وسام نصرالله
كشف رئيس جمعية مناهضة الصهيونية في الاردن الدكتور ابراهيم علوش النقاب عن حجم التضييقات الأمنية التي تعرض لها ناشطو "جك" على مدى الأشهر الماضية.
ورفض علوش خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء الخميس في "الجمعية" المبررات التي ساقتها السلطات الاردنية لمنع اعتصام "جك" في منطقة الرابية القريبة من السفارة الاسرائيلية، معتبرا أنها لا تمت للحقيقة بصلة.
وقال منسق "جك" علوش: "كيف يمكن لأحد أن يقتنع بأن منع اعتصامنا جاء بسبب شكاوى السكان القريبين من ساحة الاعتصام التابعة لمسجد الكالوتي"، ويضيف: "أنا موجود بالاعتصامات في هذه المنطقة منذ عام 2000 أي سنة انطلاقة انتفاضة الاقصى، وأنه منذ بدأت اعتصامات "جك" بتاريخ 31-5-2010، كانت الاعتصامات نظامية ومنضبطة".
ويوضح علوش: "إن التهمة التي وجهت لنا أثناء التحقيقات بأننا نغلق الطريق أثناء الاعتصامات باطلة وليس لها أي أساس من الصحة".
ويبين علوش أنه خلال اعتصامات جك على مدار 5 سنوات وسبعة أشهر واسبوعين التصرف كان سلميا وحضاريا، وأن الشعار السياسي الذي رفع كان هو إغلاق سفارة "الاحتلال" واعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
وأكد علوش أن العديد من ناشطي "جك" تعرضوا للاعتقال والضرب والتضييق الشديد من قبل الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية، متمنيا أن يكون التضييق موجها بالدرجة الأولى ضد المجرمين والتكفيريين.
وقال رئيس "الجمعية" علوش: "الجكيون والجكيات خلال الأشهر الماضية صمدوا صمودا بطوليا، والاعتصامات التي نفذت وعددها 18 بعد تلقي الإنذار النهائي أكثر أهمية من كل الاعتصامات التي سبقتها على مدار السنوات الماضية، لأنها تمت تحت ضغط شديد".
وأضاف علوش: "عرض علينا من قبل الجهات المعنية أن نغير مكان الاعتصام القريب من السفارة الاسرائيلية، ونقله لمنطقة "اللويبدة" التي تبعد عن موقع السفارة حوالي 7 كم، فرفضنا ذلك بشدة، وأصرينا على مكان اعتصامنا في "الرابية" ".
ويتابع منسق "جك": "لسنا معنيين بالصدام مع القوى الأمنية، ولكن عندما تسنح اللحظة المناسبة فإننا سنعود للرابية، ونحن لم نوقف الاعتصام وانما نعلقه مؤقتا إلى حين أن تسنح لنا الفرصة للعودة مرة أخرى.. ولا أخفي سرا أننا لو تمكنا من جمع عشرات آلاف الاردنيين فإننا لن نتردد بإقتلاع السفارة "الصهيونية" ".
ويشير علوش إلى أن "جك" تحمل رسالة واضحة المعالم، وأنه إذا تعذر ايصالها بالطريقة المعهودة، فإنه سيكون هناك طرق أخرى لايصالها، ولو تحت مسمى آخر، مشددا على البقاء تحت سقف القانون، ومحذرا في الوقت نفسه من اندفاع البعض وعدم الالتفات للبعد القانوني.
وتحدث علوش عن المزاجية القانونية في التعامل مع اعتصام "جك"، ويقول: "لا نستطيع أن نفهم كيف توجه لنا رسالة من وزارة الثقافة بتاريخ 17 أيلول 2015، بأن اعتصام "جك" غير قانوني، أي بعد 5 سنوات وعدة أشهر منذ بدء اعتصامنا.. ماهذه المزاجية القانونية، لأننا حتى اللحظة لا نعرف على ماذا استندت السلطات لاعتبار اعتصامنا غير قانوني".
ويضيف علوش: "عندما بلغنا بقرار ايقاف الاعتصام حاولنا أكثر من مرة مقابلة محافظة العاصمة، وكتبنا استدعاء بهذا الشأن، وبدأنا بارسال اشعارات بموجب قانون الاجتماعات العامة كل ثلاثاء أي قبل الاعتصام بيومين، مع العلم أن القانون يعتبر الإشعار كاف لإقامة الفعالية ما لم يكن هناك رد خطي بالرفض".
وقال: "ان ما ما شهدته القوى القومية والوطنية في الفترة الاخيرة من حظر لفعالياتها الرافضة للتطبيع، اضافة الى تسييج ساحة الكالوتي، لا يعني سوى اصرار النظام على ممارساته التطبيعية مع "الاحتلال" وسعيه لاسكات الاصوات المطالبة بوقف التطبيع وحظر اي فعالية من هذا القبيل، ما ينذر بعودة الاردن الى مرحلة الاحكام العرفية".
وحذر علوش من الجهود التي يبذلها النظام في زيادة التطبيع و تمريره من المستوى الرسمي للشعبي وذكر بعض الامثلة على الترويج للتطبيع كارسال 1500 عامل لأم الرشراش المحتلة من قبل الصهاينة والاتفاق الذي وقعته شركة الكهرباء لاستيراد الغاز الفلسطيني المسروق من قبل العدو، وما كشفته الصحف قبل عدة ايام نقلا عن وزير المقدسات والشؤون الاسلامية الذي قال أن هناك وفود رسمية اردنية ذهبت لماليزيا وتركيا وأندونيسسا لاستقدام الحجاج الى المسجد الاقصى بموافقة العدو والاتفاق معه، علاوة عن التطبيع في مجال البنية التحتية والمياه والسياحة .
و"جك" هي إختصار لـ "جماعة الكالوتي" وهي كنايةً عن التجمع الشعبي الذي ينعقد أسبوعياً على الرصيف المحاذي لمسجد الكالوتي والذي يقع على مقربة من السفارة الاسرائيلية في العاصمة الاردنية للاحتجاج على وجود السفارة على الأرض العربية الأردنية، وللمطالبة بإعلان بطلان معاهدة وادي عربة.
وقد كانت الأجهزة الأمنية هي التي أطلقت على المعتصمين الذين يتكررون دوماً أمام سفارة الاحتلال بلقب "جماعة الكالوتي" وعندما قرر بعض هؤلاء أن يجعلوا من اعتصامهم ضد السفارة الصهيونية اعتصاماً دورياً دائماً. وجدوا أن القاسم المشترك بينهم. وهم من خلفيات فكرية وسياسة شتى هو أنهم من "جماعة الكالوتي" ولما لم تكن هناك جهة رسمية أو معروفة ترعى اعتصامهم أو تدعو له، فقد أخذوا الحرف الأول من كلمة جماعة "ج" والحرف الأول من كلمة كالوتي "ك". ليصبح اعتصامهم معروفاً بـ "جك".