خبر عاجل

وصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لعقد اجتماع رفيع مع عدد من القادة العرب والمسلمين، بهدف مناقشة تطورات الأوضاع في قطاع غزة وسبل التوصل ...

رايس تنفي مقاطعة حكومة الوحدة الفلسطينية

تاريخ النشر: 16 فبراير 2007 - 09:41 GMT

نفت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الخميس ان تكون الولايات المتحدة ابلغت الرئيس الفلسطيني محمود عباس انها لن تتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المزمع تشكيلها.

وردا على سؤال لمحطة "العربية" السعودية حول معلومات تحدثت عن رسالة بهذا الخصوص سلمها الخميس مسؤول اميركي كبير الى عباس قالت رايس باستغراب "لم نسلم اية رسالة من هذا النوع الى الرئيس عباس".

واضافت رايس التي تستعد للقيام بجولة جديدة في الشرق الاوسط ستتميز بلقاء ثلاثي مع عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت "بالواقع ما قلناه هو اننا ننتظر ان تتشكل الحكومة وعلى ضوئها نأخذ موقفا حول علاقاتنا مع هذه الحكومة".

واوضحت في لقاء مع الصحافيين "اكدنا ان مبادىء اللجنة الرباعية لا تزال بالنسبة للولايات المتحدة وبالتأكيد للجنة الرباعية القاعدة التي سنحكم من خلالها على الحكومة" الفلسطينية.

وكان مسؤول فلسطيني كبير اعلن الخميس لوكالة فرانس برس ان الولايات المتحدة ابلغت الرئيس الفلسطيني محمود عباس بانها لن تتعامل مع حكومة الوحدة الوطنية المقبلة التي ستضم حركتي فتح وحماس.

واضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه ان موقف الادارة الاميركية نقله القنصل الاميركي العام في القدس جاكوب والس الى عباس اثناء محادثات في رام الله بالضفة الغربية.

وقال المسؤول "ان الادارة الاميركية ابلغت الرئيس الفلسطيني محمود عباس انها ترفض التعامل مع الحكومة الفلسطينية الجديدة بسبب عدم الالتزام بشروط اللجنة الرباعية الدولية بشكل واضح".

وكان عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل اتفقا على تشكيل حكومة وحدة وطنية اثناء اجتماع المصالحة في الثامن من شباط/فبراير في مكة المكرمة (السعودية) بعد ازمة سياسية تسببت بمواجهات دامية بين عناصر كل من حركتي فتح وحماس في قطاع غزة.

ونص اتفاق مكة على ان تلتزم الحكومة الجديدة "باحترام" الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية بما فيها تلك الموقعة مع اسرائيل ما يعني اعترافا ضمنيا بالدولة العبرية.

وتطلب اللجنة الرباعية من الحكومة الفلسطينية لكي تقيم علاقات معها ان تعترف باسرائيل وبالاتفاقات الموقعة والتخلي عن العنف.

وردا على سؤال بهذا الخصوص قالت رايس "ان احد العناصر هو الانضمام الى الاتفاقات القائمة. انه عنصر مهم". واضافت "لكن من المهم ايضا الاعتراف بضرورة التخلي عن العنف. لا يمكن الحصول على كل شيء. لا يمكن القول اننا نشارك بديموقراطية مع الاحتفاظ بخيار العنف".

وقالت وزارة الخارجية الاميركية يوم الخميس ان عدم الوضوح إزاء تشكيل حكومة فلسطينية جديدة يُعَقد الوضع قبيل اجتماع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس مع الزعماء الفلسطينيين والاسرائيليين الأسبوع القادم.

وطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الخميس رسميا من رئيس الوزراء اسماعيل هنية الذي ينتمي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة ودعاه لاحترام اتفاقات السلام التي وقعت مع إسرائيل.

وأعلنت ادارة بوش عن محادثات رايس المقررة يوم الاثنين مع عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت باعتبارها البداية لاستئناف مسعى اميركي للتوسط من اجل اتفاق سلام في الشرق الاوسط.

ولكن مسؤولين اسرائيليين في القدس قالوا ان الاهتمام سينصب على بواعث القلق الاميركية والاسرائيلية بشأن اتفاق حكومة الوحدة الذي توصلت اليه حماس وفتح التي يتزعمها عباس الاسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية.

وسعى شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية لتقليل سقف التوقعات المنتظرة من الاجتماع.

وقال "من الواضح ان عدم الوضوح المتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية محتملة قد اضافت المزيد من التعقيد للوضع. وسوف نتعامل مع هذه الامور تباعا."

واضاف "رغم كونه وضعا اكثر تعقيدا..فان الوزيرة رايس عازمة على ان تقوم بكل ما في وسعها للمساعدة في جمع الاطراف معا."

وقال مكورماك انه من المهم ان يمضي الاجتماع قدما بالرغم من الاتفاق بين عباس وحماس التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة ارهابية وسعت لعزلها.

واضاف "انك تتعامل مع شرق اوسط اذا ما انتظرت فيه لحين الوضوح الكامل فلن تبدأ العملية ابدا."

واشار محللون ودبلوماسيون شرق اوسطيون الى حالة الضعف التي يعاني منها كل من اولمرت وعباس بالداخل والتغييرات التي طرأت على تكتيكات الرئيس الفلسطيني بابرام اتفاق مع حماس.

واصطدم ايضا هدف الولايات المتحدة بتعزيز سلطة عباس وعزل حماس بعقبة في الكونجرس حيث عرقلت مشرعة اميركية طلبا من ادارة بوش بتقديم مساعدة قيمتها 86 مليون دولار لتدريب قوات الامن التابعة لعباس.

وقال جون الترمان الخبير بشؤون الشرق الاوسط "استراتيجية تقوية ابو مازن (عباس) على حماس اجهضت وهذا يغير الامرين.. ما سعت الولايات المتحدة للقيام به وكيف كانت تحاول القيام به."

وتبحث ادارة بوش كيفية التعامل مع مسألة الاتصال بحكومة فلسطينية جديدة تتضمن أعضاء من حماس وفتح.

وقال مسؤول فلسطيني انه تم ابلاغ عباس ان واشنطن ستقاطع كل أعضاء الحكومة الجديدة مالم يتم تلبية المطالب الدولية تتعلق بالسياسة تجاه اسرائيل.

وقال نيد ووكر السفير الاميركي السابق لدى اسرائيل ومصر انه من غير الواقعي توقع إحراز أي تقدم في الاجتماع الثلاثي المقرر الاسبوع القادم في القدس.

وقال ووكر "يبدو لي انه من الافضل القيام بهذا لكننا يجب الا نبالغ في التوقعات وان نقلل من توقعاتنا بشأن الوزيرة وجهودها."

وقال نبيل فهمي سفير مصر لدى الولايات المتحدة انه من المهم الا يفقد الاجتماع رؤية الهدف الأعم الخاص بالتعامل مع قضايا الوضع النهائي مثل وضع القدس والحدود وحق العودة للاجئين.

وقال فهمي انه لا يتوقع اصدار وثيقة إطار عمل رسمية بعد الاجتماع ولكنه قال ان هناك حاجة لالتزام الجانبين بأن يدفعا عملية السلام مهما تكن عوامل التشتت.

وبعد اسرائيل من المقرر ان تسافر رايس الى الاردن ثم برلين لتقدم تقريرا الى المجموعة الرباعية الدولية التي تتوسط في سلام الشرق الاوسط.

وتضم المجموعة الرباعية الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.

وتتعرض الولايات المتحدة لضغوط من روسيا وبدرجة أقل من الاتحاد الاوروبي لتخفيف الحصار المفروض على حماس والذي تقرر العام الماضي بعد ان فازت الحركة الاسلامية على حركة فتح في الانتخابات.

وتصر واشنطن على انها لن ترفع الحصار إلا بعد ان تفي حماس بشروط رباعي الوساطة الثلاثة وهي الاعتراف باسرائيل والقبول بالاتفاقيات السابقة مع اسرائيل ونبذ العنف.