المصرية رجاء... معاناة زوجة متهم بالإرهاب بين القاهرة ولندن

تاريخ النشر: 25 فبراير 2013 - 03:13 GMT
رجاء زوجة المصرية عادل عبد الباري أحد المتهمين بالإرهاب.
رجاء زوجة المصرية عادل عبد الباري أحد المتهمين بالإرهاب.

مع تزايد أعداد المهاجرين في بريطانيا وكثرة مشاكلهم.. إضافة إلى التكلفة المالية التي يتحملها المواطن البريطاني نتيجة استضافة العديد من طالبي اللجوء السياسي، بدأت العيون تتجه إلى هذه الفئة وتحاول التقرب منها سواء للتعرف على مشاكلها أو أسبابها.

وفي هذا الإطار قامت الصحفية البريطانية اللامعة فيكتوريا بريتان بالتحاور مع زوجة أحد الأشخاص المتهم بانتمائه للقاعدة.. والذي كان يخوض معركة استمرت عدة سنوات لمنع تسليمه إلى الولايات المتحدة والتي خسرها في نهاية المطاف.

السيدة اسمها «رجاء».. وهي مصرية التقت مع السيد عادل عبدالباري في القاهرة.. والذي أصبح زوجها فيما بعد، وكانت فتاة عادية ترتدي الجينز والتي شيرت وكانت تدرس الأعمال في جامعة القاهرة.. وتشير إلى كيفية ارتدائها النقاب وأن زميلاتها أقنعنها بأن منظرها سيصبح أفضل.. وأنها شعرت براحة كبيرة بعد أن بدأت تلتزم بالصلاة وأداء الفروض كاملة.

وتتحدث رجاء عن تعرفها على عبدالباري فتقول: إنه كان يدرِّس لها في الجامعة.. وفي تلك الأيام كانت مصر في مرحلة غاية في التوتر السياسي والديني، وخاصة في عام 1981 حينما اعتقل السادات عدداً من الصحفيين والنشطاء الدينيين وسخر من المنقبات والملتحين وتم اغتياله بعد ذلك.

وتستطرد رجاء بأنه بعد أن عاد عادل من اليمن بعد سنة دراسية هناك.. تزوجته على الطريقة الإسلامية وكانت تحلم بأن تعيش الحياة التي كانت تتخيلها، ولكن تم القبض على عادل مع العديد من الآلاف المعارضين لحكم مبارك.. وقضت ست سنوات مع شقيقته تحاول معرفة مكان زوجها، وزارت خلالها كافة سجون مصر.. وحينما وجدته كان قد رأى معظم ألوان التعذيب سواء بتعليقه وضربه أو بصعقه بالكهرباء أو بالحبس الانفرادي.. وتم وضعه بعد ذلك في أحد المستشفيات للعلاج.. ولم يعرف أحد متى سيتم الإفراج عنه.. وعلى الرغم من خروج زوجها من السجن إلا أن السلطات كانت تعتقله كل ستة أشهر وأصبح التعذيب من الأمور العادية بالنسبة له.

وبعد أن تمكن من الذهاب إلى الولايات المتحدة توجه بعد ذلك إلى بريطانيا.. وكان قد حصل على الدكتوراه وأصبح من المحامين المعروفين المدافعين عن حقوق الإنسان.. وفي عام 1990 حصل عادل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا وبعد ذلك انضمت رجاء والأولاد إليه وعاشت الأسرة خمسة أعوام في سلام.

وفي عام 1998 فجرت القاعدة سفارتي أميركا في كينيا وتنزانيا.. وقامت الشرطة بمهاجمة منزلها وأفزعوها هي والأولاد.. وتم اعتقال زوجها ووضعوها هي والأولاد في فندق لمدة أربعة أيام.. دون أن تعرف أي شىء عن زوجها.. أو عن سبب وجودها في هذا الفندق.. ولم تجد الشرطة أي أدلة لاتهامه بالإرهاب.. ولم تكن له أو للرجال الآخرين الذين تم القبض عليهم أي صلة بالقاعدة.. وبعد عدة أشهر تم اعتقاله لمطالبة الولايات المتحدة بتسليمه إليها، لنفس الأدلة التي ثبت عدم صحتها في بريطانيا.

وأشارت رجاء بعد ذلك إلى صعوبة الحياة التي عاشتها مع ستة أطفال دون أموال.. وكيف كانت تنام على الأرض ولا تستطيع إشعال التدفئة في الشتاء.. ومع ذلك استطاعت أن تعلم أولادها. وتقول رجاء بأنها تخشى من التفكير في محاكمة عادل مع عدد كبير آخر في الولايات المتحدة.. بتهمة التآمر لقتل الأميركيين ومنذ ترحيله إلى نيويورك أواخر العام الماضي.. قامت رجاء بالاتصال بزوجها في نيويورك لمدة 15 دقيقة والمحاكمة في أكتوبر المقبل.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن