ست مفخخات وهجوم للقاعدة
وكانت العاصمة العرقية قد شهدت انفجار ستة سيارات مفخخة مع بداية اليوم الثاني لتطبيق الخطة الانية
النطاق التي انطلقت أمس بمشاركة عشرات الآلاف من أفراد القوات العراقية والأميركية.
وقتل أربعة عراقيين وأصيب 20 آخرون في انفجار سيارتين مفخختين بحي الدورة جنوب العاصمة بغداد. وقد كان الحي منذ صباح اليوم مسرحا لعمليات دهم واسعة تنفذ في إطار خطة "فرض القانون" الأمنية الجديدة في بغداد.
كما انفجرت ثلاث سيارات مفخخة استهدفت قوات من الجيش العراقي في حي الجامعة غربي بغداد. وفي تطور آخر شهدت مدينة الصدر شرقي بغداد انفجار سيارة مفخخة في سوق مريدي الشعبي ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 25 آخرين.
كما تواصلت أعمال العنف خارج بغداد، ففي بعقوبة (شمال شرق بغداد) قتل ستة أشخاص بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة في عمليات مسلحة منفصلة.
وفي كركوك (شمال) قتل شخصان وأصيب آخر في انفجار عبوة ناسفة قرب سيارتهم.
من جهة أخرى قال مسؤول عسكري عراقي إن قوات الأمن تصدت اليوم لهجوم شنه قرابة 150 مسلحا من تنظيم القاعدة على بلدة الحويجة (50 كلم غرب كركوك) ما أسفر عن مقتل تسعة منهم وإصابة 15 آخرين بجروح".
فيما نفى مسؤول حكومي فرار مقتدى الصدر الى ايران قالت تقارير ان الزعيم الشيعي وقادة جيش المهدي وصلوا طهران الى حين انتهاء الحملة الامنية، وحاصرت القوات البريطانية والعراقية البصرة في اعقاب اعمال عنف في المدينة
قامت القوات البريطانية والعراقية الخميس بمحاصرة مدينة البصرة، ذات الأغلبية الشيعية، في استعراض جديد للقوة بهدف دعم خطة أمن بغداد الجديدة، التي بدء بتنفيذها الأربعاء. وقال الجنرال محمد حمادي الموسوي، قائد اللجنة الأمنية في البصرة، إن القوات المشتركة أحاطت بكافة أنحاء المدينة وأقامت نقاط تفتيش وحواجز عسكرية. وبحسب الوضع في البصرة، فقد كان هناك ثماني نقاط تفتيش مشتركة تمت زيادة عدد أفراد القوات فيها، كما تمت إقامة 20 نقطة تفتيش وحاجز عسكري جديد، بعضها تتمركز فيها قوات مشتركة، ويتمركز في بعضها جنود بريطانيون، فيما يتمركز جنود عراقيون في البعض الآخر. وأوضح الموسوي أن الخطة تهدف إلى منع المسلحين الهاربين من بغداد خلال الخطة الأمنية الجديدة من اللجوء إلى البصرة. يذكر أن السلطات العراقية قامت الأربعاء بإغلاق النقاط والمراكز الحدودية مع كل من إيران وسوريا.
مقتدى الصدر
نفى سامي العسكري، أحد أبرز مستشاري رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الخميس، التقارير التي تفيد بأن الزعيم الشيعي الشاب، مقتدى الصدر، قد هرب إلى إيران، لخوفه من أن يتم اعتقاله بموجب بدء تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة، التي تتضمن ملاحقة قيادات جيش المهدي، الذي يقوده( الصدر)، لدوره في تأجيج العنف الطائفي الذي يعصف بالعراق. وأكد العسكري، أن مقتدى الصدر غادر العراق براً "منذ أيام قليلة"، إلا أنه لم يفصح عن المدة التي يعتزم زعيم جيش المهدي، قضاءها بإيران، وأضاف: "يمكنني أن أؤكد أن مقتدى الصدر في زيارة لإيران، ولكنني أنفي في نفس الوقت، أن يكون وجوده بإيران هروباً من العراق."
وجاءت تصريحات المسؤول العراقي بعد يوم شهد تضارباً في التقارير حول مكان تواجد الزعيم الشيعي، خاصة بعدما نفت إيران وجود الصدر بها، في حين زعم فيه مسؤول بالتيار الصدري، إن الزعيم الشاب موجود في النجف.
وكان مسؤول إيراني قد نفى الأنباء التي أشارت إلى أن الصدر قد دخل الأراضي الإيرانية، قائلاً إن هذا الخبر عار عن الصحة تماماً، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية. من جهة ثانية، أكد مسؤول مقرب من الصدر الأربعاء، أن الأخير معتكف في النجف، التي تقع على بعد 75 ميلاً جنوبي العاصمة العراقية، موضحاً أنه قرر عدم الظهور علانية خلال شهري محرم وصفر. وكانت مصادر أمريكية رفيعة في البيت الأبيض قد كشفت الثلاثاء، أن الصدر قد فر من العراق، ولجأ إلى إيران قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، جراء مخاوف من احتمال استهدافه خلال حملة الحكومة العراقية، لاجتثاث المليشيات المسلحة، وجراء التصدع الداخلي ضمن جماعته.
يُذكر أن الحكومة العراقية قامت مؤخرا بحملات اعتقال واسعة حصدت المئات من أتباع الصدر، كما يأتي الخبر وسط اتهامات أمريكية لإيران بتزويد المليشيات المسلحة في العراق بالقنابل والعبوات الناسفة المستخدمة ضد الجيش الأمريكي.
من جهتها قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن كبار قادة جيش المهدي الذي يتزعمه الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر, لجأوا إلى إيران لتحاشي شمولهم بالخطة الأمنية الأمريكية الجديدة في بغداد. ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي عراقي فضل عدم الكشف عن هويته أن قادة ميليشيا جيش المهدي اجتازوا الحدود للتجمع والخضوع لتدريبات. وأضاف المسؤول العراقي أن "إيران عمدت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية إلى إخراج الصف الأول والثاني من القيادة العسكرية لجيش المهدي من بغداد". وأوضح أن هدف الإيرانيين هو "الحؤول دون تفكيك البنى التحتية للميليشيات الشيعية" في بغداد. ومضيفا أن "الاستراتيجية المتبعة هي التواري عن الانظار حتى تمر العاصفة، ثم تركهم يعودون ليسدوا الفراغ"، قائلا إن "كل المؤشرات تدل على أن مقتدى موجود في إيران لكن ليست هذه النقطة الاكثر أهمية". وأشار المسؤول العراقي إلى أن الإيرانيين يتوقعون أن تلحق الخطة الأمنية ضررا هائلا بالمسلحين السنة، في الوقت الذي يتمكن فيه جيش المهدي خلال وجوده في إيران من الحصول على مزيد من التدريب حتى يعود بعد ذلك "للقضاء على خطر المسلحين السنة".
وتابعت الغارديان قائلة إنه "يبدو أن هذه المزاعم صحيحة إلى حد ما حيث أكدتها شخصية بارزة في جيش المهدي في مدينة النجف الاشرف وهو كريم الموسوي".
ونقلت عن الموسوي قوله إن غالبية قادة المليشيات انتقلوا إلى إيران ولكن بمبادرة ذاتية "حيث لم تصدر لهم أوامر بذلك من قبل مقتدى، كما لم تدعوهم السلطات الإيرانية للقدوم".