سوريا: تقارير عن هجمات كردية على منازل ضباط الامن

تاريخ النشر: 18 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

فتحت مجموعة من الاكراد السوريين النار على منازل ضباط في الشرطة في شمال شرق البلاد ليل الاربعاء بعد أحدث جولة من الاشتباكات غير المسبوقة بين الشرطة والاقلية الكردية في سوريا. 

وقال أحد السكان الخميس، لوكالة رويترز، إن احدا لم يصب جراء الهجوم الذي وقع في مدينة القامشلي القريبة من الحدود مع تركيا والعراق. 

وقال أحد سكان المدينة المختلطة التي شهدت اعمال شغب قام بها الأكراد يوم الجمعة بعد مباراة في كرة القدم إن مجموعة من الاكراد على دراجات نارية فتحت النار على منازل ضباط في الشرطة في منطقة الصناعة خلال الليل. 

وقال الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته عبر الهاتف من القامشلي إن الشرطة ردت على النار بالمثل إلا أن احدا لم يصب وان الاكراد المهاجمين هربوا. وأضاف انه فيما عدا ذلك فان كل شيء هاديء. 

وقال شخص آخر من سكان المدينة إنه سمع إطلاق رصاص إلا أنه لم يسمع بالحادث. وقال مسؤول تم الاتصال به في وقت سابق من يوم الخميس إن جميع مناطق محافظة الحسكة هادئة. والقامشلي واحدة من ست مدن رئيسية بالمحافظة تسكنها أعراق مختلفة. 

ودفن أكراد سوريون يوم الاربعاء خمسة اشخاص قالوا إن الشرطة قتلتهم بالرصاص أثناء تظاهرات لإحياء ذكرى هجمات صدام حسين الكيماوية على الاكراد في العراق عام 1988. 

وقال عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري يوم الاربعاء إن الاضطرابات لن تمس الوحدة الوطنية للبلاد واتهم جهات أجنبية لم يفصح عن هويتها بمحاولة الاستفادة من هذه الاحداث. 

واضاف خدام للصحفيين دون الخوض في تفاصيل إنه لا أحد يستطيع أن ينتهك النسيج الوطني لسوريا مشيرا إلى أن القانون سيطبق قطعا على الذين نفذوا هذه الافعال. 

وقال سكان إن التوترات بدأت يوم الجمعة عندما قتل خمسة اشخاص  

واصيب مئات في شجار أثناء مباراة لكرة القدم بين أنصار فريق كردي يلعب ضد فريق عربي في القامشلي مما تسبب في تدافع الجماهير التي كانت تحاول الهرب. 

وتحدثت مصادر في تركيا ووكالة أنباء الاناضول التركية عن وقوع مزيد من المصادمات في الأيام التالية قائلة إنها أدت إلى ارتفاع اجمالي عدد القتلى إلى 30 والمصابين الذين نقلوا إلى المستشفيات إلى حوالي 50. 

ولم يذكر خدام اعداد القتلى أو المصابين في العنف إلا أنه قال إن أرقام وسائل الاعلام غير دقيقة. 

مشاكل خطيرة للقيادة السورية 

وتطرح هذه المواجهات مشاكل خطيرة للقادة السوريين الذين يواجهون ازمة لا مثيل لها منذ نهاية السبعينات من القرن الماضي.  

وتأتي هذه الاضطرابات في اسوأ وقت بالنسبة لسوريا التي عليها مواجهة عدة تحديات في الوقت نفسه كما انها تضعها في وضع مزعج.  

وقال مصدر دبلوماسي غربي رافضا الكشف عن اسمه "عقوبات وشيكة من الولايات المتحدة التي تتهم سوريا بدعم الارهاب، واتفاق شراكة معلق مع الاتحاد الاوروبي، ومطالبة باصلاحات داخلية تاخرت، والان العنف في الشارع: على سوريا اظهار جرأة غير معتادة اذا ارادت الخروج من الازمة".  

ومنذ الجمعة الماضي، تدور مواجهات عنيفة بين الاكراد وقوات الامن. واتخذت هذه الاضطرابات في بعض الاحيان طابعا اتنيا خلال صدامات بين اكراد وسوريين.  

وتعد الاقلية الكردية في سوريا حوالي مليون نصف المليون شخص بينهم حوالى 200 الف بدون جنسية من اصل حوالي 18 مليون نسمة هم سكان سوريا.  

ويطالب اكراد سوريا مثلهم مثل اكراد تركيا بالاعتراف بثقافتهم لكن دمشق وانقرة تخشيان من هذه النزعة الانفصالية لدى الاكراد وتخشيان امتداد النموذج العراقي في ما تعتبرانه خطرا جدا.  

وطالب الاف الاكراد اليوم الاربعاء في اربيل بشمال العراق بتدخل الامم المتحدة والاميركيين للدفاع عن اكراد سوريا.  

وتاتي اعمال العنف في سوريا بعد اعتماد قانون ادارة الدولة العراقي المؤقت المؤيد للاكراد.  

لكن الوضع في العراق وسوريا ليس متشابها. فالمجتمع السوري اكثر تجانسا من المجتمع العراقي فيما عرفت السلطة في دمشق حتى الان كيفية اعتماد التوافق للحفاظ على وحدة البلاد لا سيما في علاقاتها لا سيما مع الاقليات الاخرى الدرزية والمسيحية.  

ورغم انها بعيدة كل البعد عن تمرد الاخوان المسلمين في نهاية السبعينات من القرن الماضي، فان اعمال العنف الداخلية هذه هي الاولى منذ تلك الحقبة وتطرح مخاطر زعزعة الاستقرار في سوريا.  

ومع وجود جنود اميركيين منتشرين على الحدود مع سوريا، فان زعزعة استقرار مثل هذه لن تكون بدون عواقب على لبنان الذي يعيش تحت وصاية دمشق.  

وفي مواجهة هذه الاضطرابات، فان الاجهزة الرسمية السورية اعلنت عن فتح تحقيق ووجهت اصابع الاتهام الى مثيري شغب مرتبطين بالخارج يسعون الى "زيادة الضغوط على سوريا".  

وفي هذا الاطار لم يبد المسؤولون السوريون حماسة للرد على دعوات الانفتاح والاصلاحات التي توجهها المعارضة والمجتمع المدني.  

وقالت وزيرة المغتربين والمتحدثة السابقة باسم الخارجية السورية بثينة شعبان لصحيفة "ديلي ستار" اللبنانية الصادرة بالانكليزية الاربعاء ان "الوضع لا يسمح في الوقت الراهن باتخاذ اجراءات لرفع حالة الطوارىء" التي فرضت عام 1963.  

من جهتها كتبت صحيفة "النهار" اللبنانية الواسعة الانتشار في افتتاحيتها ان هذه الاضطرابات لا تساهم بالتاكيد بالاصلاحات المرجوة وليست مؤشرا مطمئنا في ما يتعلق بالوضع في سوريا.  

واضافت ان الدعوات للاصلاح جاءت قبل الضغوطات الاميركية مشيرة الى انها تشكل دعوات عقلانية للانفتاح. وقالت ان الحل السياسي يتجاوز المشكلة الكردية وان "القمع" لا يفيد بشيء.  

وكتبت ديلي ستار ان "التوترات الداخلية الجديدة والقتلى هذا الاسبوع يشكلان انذارا" محذرة من مخاطر تصعيد.-(البوابة)—(مصادر متعددة)

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن