قبل ما يزيد عن الشهر بقليل، أفلت تصريح من المساعد العام للحرس الثوري الإيراني قال فيه بأن إيران سترسل تعزيزات لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في حملته الدموية ضد المحتجين على نظام حكمه.
ظل البيان الذي أدلى به المساعد منشورًا لبضع لحظاتٍ على شبكة الإنترنت قبل أن يتم سحبه؛ إلا أنه هذه اللحظات كانت كافية لإعطاء لمحة عن العمل السّري المشترك بين نظام الأسد والرئيس الإيراني أحمدي نجاد.
وكان المساعد العام للحرس الثوري إسماعيل قاآني قد كتب قائلا:"لولا تواجد الجمهورية الإسلامية في سوريا؛ لكانت الأمور أسوأ بطريقة مضاعفة". مضيفًا: " لقد ساعدت إيران في منع الثوار من قتل المزيد من السوريين بوسائل مادية وغير مادية".
إلا أن هذا مخالف لما يقوله الثوار في سوريا؛ فقد صار معظم الناس واثقين من أن قوات الأسد هي المسؤولة عن المجازر، وقد أكد اللاجئون الفارون من سوريا مؤخرا هذه المعلومة قائلين بأن الشبيحة الغامضين التابعين لنظام الأسد هم من يقفون خلف المجازر التي تحدث في حق المدنيين في بلادهم
.
ولكن السؤال الذي يتردد مؤخرا وبكثرة: من هم الشبيحة؟؛ فوفقاً لصحيفة الديلي ميل البريطانية فإن الشبيحة ما هم إلا "بلطجية" يتبعون الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد حيث نشرت الصحيفة صورًا لرجال هذه المليشيا يظهرون فيها بعضلات كبيرةٍ وأسلحة أكبر تبين لاحقا بأنها أسلحة مزيفة. إلا أن المجتمع العلوي سارع إلى الرد على هذه المزاعم مؤكدا بأن العديد من العلويين يؤيدون الثورة وبذا فقد عدنا إلى نقطة الصفر.
وفي تقارير وردت من سوريا حديثا، قالت إفادات بأن الشبيحة يحملون أوشمة تمثل الحسين بن علي وهو من الأئمة المقدسين عند أتباع الطائفة الشيعية إضافة إلى أن أفرادها يتحدثون العربية بلهجة فارسية؛ فهل يكون هؤلاء هم الرجال الذين ذكرهم الجنرال في بيانه الذي لم يدم كثيرًا؟.
وقد تحدث سوريون فارون من البلد عن الأفعال الإجرامية التي قام بها هؤلاء الشبيحة ابتداءً من بقر بطون الحوامل وانتهاء باغتصاب المراهقات أمام ناظري العائلة وهي أهوال لابد من سماعها كي يتم تصديقها.
أما آخرون فيزعمون أن الشبيحة ما هم إلا سجناء أطلقهم النظام لينشروا الفوضى في سوريا ولكن عند سماع قصص السوريين الذين عبروا الحدود وأصبحوا في أمان فمن الصعب تحديد إن كانت النعرات الطائفية قد طغت على تحديد هوية الشبيحة. وبالإضافة إلى الشهادات التي تحدثت عن لهجة الشبيحة الفارسية فقد قال اللاجئون السوريون بأنهم كانوا يرتدون "أحذية بيضاء" و"أقراطًا" مما قد يدل على أنهم غرباء عن البلاد.
وفي مقابلة مع موقع البوابة يوم السبت الماضي؛ أفاد بلال حمزة وهو لاجئ سوري من منطقة قريبة من حمص بأن ليس من المهم إن كان أفراد الشبيحة "إيرانيين" فما يعني السوريين هو أنهم ليسوا من أتباع الطائفة السنية . وهو ما عبّر عنه بالقول:"إن الشعب السوري يواجه حزب الله وإيران لا الأسد" في إسقاط على الطائفة الشيعية عموما.
وإذا ما كان هذا الرأي هو مجرد تعميم طائفي؛ فقد لا تكون الأنباء القائلة بوجود قوات إيرانية لدعم نظام بشار الأسد في سوريا سوى مجرد إشاعات طائفية لا أكثر.
شاركنا برأيك في التعليقات: من هم شبيحة سوريا؟.