ستبقى كافة المستوطنات في الضفة الغربية تحت الحكم الاسرائيلي في حال قبول خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب للسلام، المعروفة اعلاميا ب"صفقة القرن"، وذلك طبقا لما اوردته القناة الاخبارية الاسرائيلية "12".
وقالت القناة في تقريرها الذي بثته مساء الاحد، انه وفقا للخطة، فان المصطلح الادق لن يكون "الضم" لهذه المستوطنات، بل "تطبيق القانون الاسرائيلي" عليها، في خطوة تماثل ما قامت به اسرائيل في مرتفعات الجولان المحتلة عام 1981.
واضافت القناة ان ترامب ينتظر ان يستكمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تشكيل حكومته من اجل اطلاق الخطة. مشيرة الى ان الرئيس الاميركي لا يمانع بضم المستوطنات، والذي يعني عمليات ضم الضفة الغربية.
وقالت تقارير سابقة ايضا ان الخطة لن يجري الكشف عنها قبل انقضاء شهر رمضان، والمتوقع ان يكون في الرابع من حزيران/يونيو المقبل.
وعقلت ميشال شير النائبة عن حزب الليكود في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) على هذه المعلومات بتقديمها الشكر لترامب على ما وصفته ب"العدالة التاريخية التي يقوم بها من اجل دولة اسرائيل".
واضافت ان الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية هو الان مسالة "توافقية في اوساط الشعب الاسرائيلي"، ولم يعد مسألة "صحيح وخطأ، بل كيف ومتى؟".
وطالبت شير (الكنيست) باقرار مشروع قانون اعدته ويدعو الى الضم الفوري لكافة المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووادي الاردن.
وحظي ترامب وكذلك نتانياهو باشادات مماثلة من قبل زعماء المستوطنات.
وعلى النقيض، اعتبرت زعيمة حزب ميرتس اليساري تامار زاندبيرغ خطة ترامب بانها "عقاب لشعب اسرائيل".
وقالت ان ضم الضفة الغربية سيكون "ضد المصلحة الاسرائيلية"، محذرة ان من شأن ذلك "اشعال المنطقة".
وبالرغم من ان ضم الضفة الغربية ظل على الدوام محور نقاش واختلاف منذ حرب الايام الستة عام 1967، لكنه بات مؤخرا يحظى بتركيز واهتمام اكبر، خصوصا بعدما اعلن نتانياهو قبيل الانتخابات الاخيرة عزمه على تنفيذ هذه الخطوة.
تحذيرات
وفي سياق متصل، فقد اورد موقع "عرب 48" نقلا عن القناة "13" الاسرائيلية الاخبارية قولها ان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي آيزنكوت، حذر البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، من خطر التصعيد في الضفة الغربية في الفترة القريبة، وقدم توصية للإدارة الأميركية بأخذ ذلك بالحسبان، وذلك على خلفية عرض "صفقة القرن"، المقرر في الأسابيع المقبلة.
وبحسب القناة، فإن آيزنكوت شارك، الثلاثاء الماضي، في لقاء مغلق مع المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات، استمر نحو 3 ساعات، وشارك فيه أيضا نحو 10 خبراء في الشأن الإسرائيلي – الفلسطيني، كان لهم دور في ما يسمى "عملية السلام" خلال فترة ولاية كل من بيل كلينتون وجورج بوش وباراك أوباما في الرئاسة الأميركية.
وجاء أنه تم التعامل بجدية مع تصريحات آيزنكوت لكونه أنهى مهام منصبه في رئاسة أركان الجيش الإسرائيلي منذ 4 شهور فقط.
وبحسب 5 مصادر مطلعة على مضامين اللقاء، فإن آيزنكوت حذر مبعوث ترامب من الأوضاع في الضفة الغربية.
وقالت المصادر إن آيزنكوت ادعى أن الوضع في الضفة "حساس ومتفجر"، لجملة من الأسباب، من بينها تقليص التمويل الأميركي لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وقرار السلطة الفلسطينية عدم تلقي أموال الضرائب الفلسطينية التي تجبيها إسرائيل.
ونقل عن آيزنكوت، بحسب المصادر الخمسة، قوله إن "الضفة الغربية قد تشتعل قبل أو خلال أو بعد وضع خطة السلام الأميركية... يجب أن تأخذوا ذلك في اعتباراتكم. وفي اللحظة التي يخرج فيها المارد من الزجاجة، فإن إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه سيستغرق 5 سنوات".
وقال آيزنكوت في اللقاء إنه سواء عرضت "خطة السلام" الأميركية أم لم تعرض، فإنه يجب اتخاذ خطوات من أجل استقرار الوضع على الأرض، باعتبار أن ذلك "في مصلحة الطرفين".
وجاء أيضا أن آيزنكوت قدم توصية لإعادة التمويل الأميركي لأجهزة الأمن الفلسطينية، واتخاذ خطوات لتحسين الأوضاع الاقتصادية، والاهتمام بمجالات البنى التحتية والتعليم.
وبحسب غرينبلات، فإن الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب، على علم بالمخاطر، ولكنه ينوي نشر "صفقة القرن" في الأسابيع القريبة.