اعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يوم الاحد رسميا ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من نيسان/ابريل خلال تجمع لانصاره في احد اكبر فنادق العاصمة الجزائرية.
واوضح الرئيس بوتفليقة امام المئات من مناصريه انه يترشح لولاية ثانية من خمس سنوات لمواصلة تطبيق برنامجه المتضمن بشكل خاص "اعادة السلم المدني والدفع بالمصالحة الوطنية" و"اعادة الجزائر الى العمل" و"اعادة الجزائر لمكانتها في محفل الدول".
يشار الى ان الدستور الجزائري يحد عدد الولايات الرئاسية باثنتين فقط. واضاف بوتفليقة انه يترشح تلبية لنداء "عدد كبير" من الجزائريين "من كافة مناطق البلاد".
وعرض التلفزيون الرسمي بانتظام خلال الاسابيع الماضية اشخاصا يطلبون من الرئيس بوتفليقة الترشح لولاية ثانية خلال الجولات العديدة التي قام بها في مختلف ولايات البلاد والتي غطتها هذه القناة الوحيدة بكل اسهاب.
كما حصل بوتفليقة على دعم الاتحاد العام للعمال الجزائريين (اكبر نقابة) ومنظمة المجاهدين (قدماء محاربي حرب التحرير) النافذة والحزبين الذين يشكلان الائتلاف الحكومي الحالي التجمع الوطني الديموقراطي بزعامة رئيس الحكومة احمد اويحيى وحركة مجتمع السلم (اسلاميون معتدلون) بزعامة بوجرة سلطاني.
ووقع الحزبان الاثنين الماضي "حلفا رئاسيا" مع المنشقين عن جبهة التحرير الوطني (الحزب الواحد سابقا) الموالين لبوتفليقة الذين شكلوا ما سموه "بالحركة التصحيحية" لهذا الحزب. يشار الى ان جبهة التحرير انشقت الى تيارين متناحرين يدعم الاول امينها العام علي بن فليس، رئيس الحكومة سابقا، الذي قرر الترشح للانتخابات الرئاسية بينما يدعم الثاني بوتفليقة ويقوده وزير الخارجية عبد العزيز بلخادم
من جهته قال وزير الخارجية الجزائري الاسبق احمد طالب الابراهيمي الذي يتمتع بصلات وثيقة مع الاسلاميين يوم الاحد انه وافق على الترشح لمنصب الرئاسة في الانتخابات المقرر اجراؤها في الثامن من نيسان/ ابريل المقبل.
وقال الابراهيمي في مؤتمر صحفي "قررت الترشح رغم علمي ان كل اليات السلطة القائمة تساعد الرئيس الحالي على تأمين اعادة انتخابه."
وقال"أريد بناء دولة ديمقراطية اجتماعية تتمشى مع القيم الاسلامية."
وفي حين يتوفر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على فرص أكبر للفوز بولاية ثانية مدتها خمس سنوات ينظر محللون سياسيون الى الابراهيمي على انه مرشح قوي بفضل تمتعه بقاعدة تأييد بين المحافظين وخاصة وسط الناخبين الاسلاميين.
وكتبت صحيفة لوكوتيديان دوران ثاني اكبر صحيفة في البلاد ان الابراهيمي "يملك بعض الثقل السياسي وبعض الصلات مع الناخبين الاسلاميين والمحافظين والوطنيين. لهذا السبب يعتبره مراقبون مرشحا قويا من خارج الحكم."
وستحظى الانتخابات بمتابعة كبيرة في الخارج لقياس مدى استقرار البلد الذي بدأ يخرج من عقد من أعمال العنف المتصل بالمتمردين الاسلاميين أثاره الغاء نتائج انتخابات تشريعية كانت
الجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة حاليا على وشك الفوز فيهاعام 1992 .
ويسعى الابراهيمي وزير الخارجية الاسبق لكسب اصوات الاسلاميين التي ينافسها فيها عبدالله جاب الله رئيس حركة الاصلاح الوطني ثالث اكبر حزب في البلاد.
وهناك نحو 18 مليون جزائري يحق لهم التصويت. لكن لم يتضح بعد حجم الناخبين الاسلاميين.
ويشترط قانون الانتخابات على كل راغب في الترشيح جمع مايصل الى 75 ألف توقيع يجري التصديق عليها من قبل المجلس الدستوري.
وفاز بوتفليقة في انتخابات عام 1999 بعد انسحاب الابراهيمي ومرشحين آخرين قبل ساعات من بدء التصويت متهمين السلطات بالتخطيط للتزوير على نطاق واسع.
وسيواجه نجاح الابراهيمي عراقيل بينها فشله في الحصول على اعتماد حزبه "الوفاء" مما يعني انه لن يخوض الانتخابات باسمه ولن يستخدمه اثناء الحملة.
وترفض وزارة الداخلية حتى الان الترخيص للحزب قائلة ان بعض مؤسسيه كانوا اعضاء في الجبهة الاسلامية للانقاذ.
وتبدأ الحملة الانتخابية رسميا في أوائل الشهر القادم—(البوابة)-=-(مصادر متعددة)