عباس لأوباما: السلطة لن تبقى في حال تعثر المفاوضات

تاريخ النشر: 31 أكتوبر 2011 - 08:44 GMT
البوابة
البوابة

كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس للمرة الاولى النقاب عن انه لوح امام الرئيس الرئيس الاميركي باراك اوباما بأن السلطة الفلسطينية لن تبقى في حال لم تتحسن الامور وتعود المفاوضات، مشيرا الى ان الرئيس اوباما رد بأن "هذا كلام خطير" فكان رد الرئيس عباس: "هو ما تسمعه وانا سأبحث الان مع حماس اجراء انتخابات عامة"، كاشفا انه سيلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل بعد عيد الاضحى.

وجاء كشف الرئيس لهذه المعلومات في جلسة مغلقة للجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في العاصمة القطرية الدوحة، حيث هيمن الحديث عن امكانية لجوء الرئيس الى حل السلطة الفلسطينية على احاديث الشارع الفلسطيني وسط تحذيرات عربية ودولية من مخاطر هكذا خطوة.

ولم يسبق للرئيس عباس ان تحدث سابقا عن عدم بقاء السلطة. وقد جاءت تصريحاته هذه في الجلسة المغلقة، بعد ايام على تشكيل لجنة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولجنة من حركة"فتح" للنظر في مستقبل العمل الفلسطيني وهو الامر ذاته الذي سيبحثه الرئيس عباس مع خالد مشعل.

وقال الرئيس في الجلسة المغلقة للجنة المتابعة: "عندما التقيت مع اوباما يوم 22 الشهر الماضي في نيويورك تحدثنا طويلا وقال لي لا تذهبوا لمجلس الأمن نحن سنضطر لاستخدام الفيتو، قلت له يا سيدي أنت دولة وتستطيع ان تقرر ما تريد، ولكن أنا سأعود لأدرس بيان الرباعية عندما يصدر، وسأدرس قضية في منتهى الأهمية، قال ما هي، قلت له الشعب الفلسطيني كله يقول السلطة ليست سلطة ما هو الجواب مطلوب ان أجيب قال لي ايش يعني، قلت له هاي مش سلطة.. مش ماشية، فبالتالي إما ان تتحسن الأمور ويحصل مفاوضات ويحصل تقدم، أو ان هذه السلطة لن تبقى ، قال لي هذا كلام في منتهى الخطورة، قلت له هذا اللي سمعته، ونحن ألان نبحث هذا الموضوع الآن ونرى ما يمكن ان نعمل، أمامنا شئ من البانوراما تتعلق بانتخابات يمكن ان نتفق مع حماس عليها خلال الأشهر القادمة، وغير ذلك".

وكشف انه"اعتبارا من بعد العيد(عيد الاضحى) سيكون لدينا لقاءات ثنائية بيني وبين الاخ خالد مشعل من أجل تفعيل المصالحة، وأيضا من أجل نقاش وبحث جدي بيننا وبينهم حول المستقبل، إلى أين نحن ذاهبون يجب ان يكونوا عارفين ما هي الخطوات التي يجب أن نقوم بها وإلى أين نذهب حتى نضع أيدينا في أيدي بعض، صحيح أنهم ليسوا في الحكومة هم في المعارضة لكنهم يمثلون شيئا كبيرا في الشعب الفلسطيني لهم تمثيل مهم، بالتالي لابد أن يطلعوا ويتعرفوا ولابد أن يوافقوا ويكونوا في صورة ما يجري".

وتحدث الرئيس عباس بمرارة عن الضغوط التي تعرض اليها وما زال من اجل التراجع عن طلب الحصول على عضوية فلسطين الكاملة في الامم المتحدة والان في منظمة اليونسكو مشددا على ان لا تراجع عن المطلبية رغم التهديدات الامريكية.

وقال"بالنسبة لموضوع الذهاب إلى الأمم المتحدة كما تعلمون نحن قبل أن نذهب بستة أشهر كان هناك حوار بيننا وبين الأميركيان، إلا أن الأميركيان لم يلتفتوا إلى جدية هذا الأمر إلا في الأسبوع الأخير، وقبل الذهاب إلى هناك جاءنا وفد أميركي برئاسة ديفيد هيل، وأبلغنا أن هذه الخطوة خطيرة وتؤدي إلى تصادم بيننا وبين الولايات المتحدة، حجته في ذلك الأولى: إذا ذهبنا إلى الأمم المتحدة فنحن سنستعمل بعض المؤسسات الدولية ضد إسرائيل وأبرزها محكمة الجنايات الدولية، فكان جوابنا أننا لن نذهب إلى المحكمة إلا إذا أعتدي علينا وإذا لم يعتدى علينا لماذا نذهب إلى هذه المحكمة، وبالتالي إن كنتم تريدون لا تطلبوا منا أن لا نذهب إلى هذه المحكمة بل أطلبوا من الحكومة الإسرائيلية أن تمتنع عن الاعتداء على الشعب الفلسطيني".

واضاف" والنقطة الثانية: ربما أهم من الأولى وهي أنهم يخافون إذا أصبحنا دولة أن نعقد تحالفات عسكرية، وقلنا هذه نكتة نحن لسنا بصدد تحالفات عسكرية ولسنا بصدد العمل العسكري ولا بصدد انتفاضة مسلحة ولا بصدد أي شيء، نحن بصدد أن نعيش بأمن وباستقرار وسلام إلى جانب دولة إسرائيل هذه حجة يجب ان ترفعوها، ولكن قال نحن لا نقبل ذهابكم إلى مجلس الأمن أو إلى الجمعية العامة وفي كلا الحالتين فهم قنبلتان نوويتان سواء الذهاب إلى مجلس الأمن أو الجمعية العامة، مع ذلك نحن ذهبنا إلى الجمعية العامة وقدمنا طلبا إلى مجلس الأمن ونعرف تماما أن الموقف الأميركي سيكون الفيتو".

واشار الى انه"الآن نحن بصدد مجلس الأمن ومجلس الأمن سيدرس في الحادي عشر من الشهر القادم ويجيب على سؤال واحد هل فلسطين تستحق أن تكون عضوا أو لا تستحق ولكن الاحتمالات إما أن نحصل على تسعة وتضطر أمريكا إلى استخدام الفيتو أو لا نحصل على 9 بفضل الضغوط الأميركية، وفي كلا الحالتين أميركا ورائنا من أجل أن لا نحصل على التصويت، مع ذلك نحن مصممون لأن هذه قضية حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ونحن مصممون على المضي في هذه القضية حتى النهاية".

اما فيما يخص طلب الانضمام الى اليونسكو فقال الرئيس"في الحقيقة أن مسألة اليونسكو جاءت بالطريق ولم تكن هناك مسألة متعمدة أو مقصودة، وإنما مندوبنا في اليونسكو حاول أن يقدم طلب من أجل العضوية فيها منذ سنتين، ثم جاء هذا الطلب بالمناسبة وبالمصادفة عندما كنا في الجمعية العامة، وقامت الدنيا ولم تقعد وأمريكا ترفض رفضا قاطعا وحجتها في ذلك حجتان، الأولى لماذا لا تنظرون نتيجة التصويت في الأمم المتحدة، فقلنا أنتم ضد الذهاب إلى الأمم المتحدة ونحن نعرف وليس لدينا أوهام إن لم نحصل على 9 أصوات فسنحصل على الفيتو وفي كلا الحالتين النتيجة واحدة، فقالوا إن هناك أمرا أخرا وهو أن الكونغرس الأميركي لديه قرار في سنة 1989 ينص على أن منظمة التحرير الفلسطينية منظمة إرهابية ولا يجوز التعامل معها فإذا دخلت في إحدى هذه المؤسسات الدولية فإن أميركا ستمتنع عن دعم هذه المؤسسات أيا كانت وكان استغرابنا أننا منذ عام 1989 منذ 22 عاما هناك تشريع أميركي بينما منذ ذالك الوقت، وحتى الآن حصلت أمور كثيرة إسرائيل اعترفت بنا في العام 1993، وقالت نعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني ونتفاوض معها على هذا الأساس".

واضاف"أميركا في كل مناسبة يستقبلنا الأميركيين ونستقبل الأميركيين من رئيس إلى وزير دفاع إلى مدير مخابرات إلى غيرهم، إضافة إلى ذلك أميركا تدفع للشعب الفلسطيني 770 مليون دولار سنويا سواء للأونروا أو لدعم الموازنة مباشرة، فكيف يمكن أن نجمع بين الإرهاب وهذا الموقف الأميركي الذي يدعمنا، واستغربنا أن أميركا أصرت أننا إذا ذهبنا فهذا نوع من المواجهة بين أميركا وبينكم ونحن لا نحب أو نواجهكم، قلت له بصراحة نحن لا نريد ان نواجه لا أميركا ولا أي دولة في العالم، نحن حريصون كل الحرص على أن تكون علاقتنا مع أكبر دولة في العالم وأصغر دولة في العالم علاقة طبيعية وعلاقة جيدة وعلاقة ممتازة، لأننا

أصحاب قضية ونريد لهذه القضية أن تؤيد من قبل كل دول العالم، فكيف من أمريكا ونحن نعتبر أميركا صديقة، نعم أنا اعتبر أميركا صديقة التي تقدم لي كل هذا الدعم وهذه المساعدات، لكن في نفس الوقت عندما تقول أن علينا أن نمتنع وأنتم لن تدفعوا لليونسكو أو غيرها لأننا منظمة إرهابية، يعني يمكن أن تبحثوا عن أي سبب أخر عن أي ذريعة أخرى ولكن نحن نقول لهذا السبب نحن لا نريد أن تدخلوا إلى اليونسكو فهذا أمر لا نستطيع أن نقبل به.

صحيح ربما لم نكن مصممين في البداية ولم تكون القضية مدرجة على جدول أعمالنا في هذه الأيام، إنما نحن لا نرى في ذلك غضاضة من أن تكون هذه القضية أمام اليونسكو ونحن نريد أن نكون عضوا في اليونسكو".

وتابع"ثم جاءوا بعد ذلك وبدأنا حوارا معهم، فقالوا لماذا لا تؤجلون، لماذا كذا، سألنا لو اجلنا لفترة معينة من الزمن، هل يلغى هذا التشريع الخاص بالكونغرس، قالوا لا، قلنا إذن ما الفائدة، نحن مستمرون في خطنا ولا يمكن ان نتراجع عنه، ما دمتم لم تقدموا لنا ما يقنع، الحجج المقنعة التي تجعلنا نقبل أو لا نقبل بما قدمتموه إلينا، نحن مستعدون، عقولنا منفتحة لكل حوار لكن ليس بهذه الطريقة، أما تحالفات لا أدري من الذي يقبل في العالم ان يعمل معنا تحالف عسكري نووي، هذا كلام مضحك، أو انه الكونغرس الأميركي قبل 22 سنة قرر أننا منظمة إرهابية، ربما كنا إرهابيين أنا قلت هذا يا أخي ربما كنا إرهابيين وبطلنا، وتبنا إلى الله تعالى، وأصبحنا محترمين ويا محلانا، وانتو بتساعدونا وبتخدمونا، وبتعطونا فلوس، هلا أمريكا بتعطي قرش لواحد إرهابي، ما بعرف. ولذلك هذا الموضوع لا نستطيع ان نتراجع عنه".