قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأجيل الخطاب الذي كان من المقرر أن يوجهه الخميس إلى الشعب الفلسطيني دون تحديد الأسباب، فيما ترددت انباء حول وضع حماس لثلاثة شروط قبل استقالة حكومة اسماعيل هنيةوفيما ترافق ذلك مع خالد مشعل وجود خلافات مع فتح .
فتح تطالب بالاسراع بتنفيذ الاتفاق
قال رئيس كتلة حركة فتح في البرلمان الفلسطيني عزام الاحمد اليوم ان الاسراع في تنفيذ اتفاق مكة يعد عاملا هاما في انجاحه.
واضاف الاحمد في مؤتمر صحفي عقده في رام الله "اذا بدأنا بالمماطلة والتسويف فهذا من شانه ان يعيدنا الى نقطة الصفر".
وتوقع ان يتم تكليف رئيس الوزراء اسماعيل هنية باعادة تشكيل حكومته يوم غد اي بعد الخطاب الذي من المقرر ان يلقيه الرئيس عباس في رام الله امام المئات من الشخصيات السياسية والاعتبارية.
وشدد على ان تسويق الاتفاق دوليا لرفع الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني واحياء المفاوضات لا يتم الا من خلال وحدة الموقف الفلسطيني. وبين ان العملية التفاوضية هي من اختصاص منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة ليست طرفا فيها لكن عليها الالتزام بسياسة المنظمة. وقال رئيس كتلة فتح البرلمانية ان الاتفاق في مكة بين فتح وحماس يشكل نقلة نوعية في العلاقات الداخلية ويشكل قاعدة وارضية لعميق الوحدة وتفعيل منظمة التحرير من اجل توحيد الجهود لانهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية. واشار الى ان تطبيق الاتفاق يتطلب صدقا في النوايا وتوفر الارادة للقوى لاسيما فتح وحماس.
مشعل ينفي وجود خلافات
وقد اكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس خالد مشعل انه ليس هناك من خلافات حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وان الجميع ملتزم باتفاق مكة المكرمة. جاء تاكيد مشعل في مؤتمر صحافي عقب اجتماعه الى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع. وقال مشعل ان اللقاء مع الشرع ياتي في سياق التواصل والتشاور المستمرين ومن اجل وضع القيادة السورية في ماجرى في مكة المكرمة والاتفاق الذي تم هناك بين حركتي حماس وفتح خاصة ان سوريا كان لها دورها المعروف والمميز في التشجيع على الاتفاق وكان هذا واضحا خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى دمشق مؤخرا.
واضاف مشعل ان لقاء اليوم مع الشرع هو لوضع القيادة السورية في صورة ما جرى في مكة والتشاور وايضا التاكيد على تقديرنا لموقف سوريا الذي كان دائما مع الوفاق الوطني الفلسطيني.
وردا على سؤال حول حل الخلاف بين حماس وفتح بالنسبة لمنصب نائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية الجديدة قال مشعل "لاخلافات ولكن هناك مسائل سيتم استكمال بحثها "مشيرا الى "ان رئيس السلطة محود عباس سيذهب غدا الى غزة وانشاء الله سيتم استكمال التفاصيل حول الحكومة وتوزيع الحقائب لكن الاتفاق الذي جرى في مكة اكدنا على الالتزام به وسرعة تنفيذه على الارض". وردا على سؤال حول الحصار ورفعه بعد تشكيل الحكومة اجاب مشعل "الحكومة ستتشكل والحصار لابد ان يرفع وليس هناك من عذر للمجتمع الدولي في عدم رفع الحصار لانه ظالم وان الذي يصر على استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني سيعزل نفسه عن المجتمع الدولي لان غالبية المجتمع الدولي رحبت بالوفاق ومن ثم رفع الحصار".
- واضاف ان من يصر على موقفه سيجد نفسه معزولا عن المجتمع الدولي وسيجد نفسه يعادي كل الشعب الفلسطيني "ونحن مصرون على اتفاقنا وعلى تنفيذه وعلى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني".
وردا على سؤال حول الاجتماع الثلاثي المقبل في واشنطن بين عباس ورئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس في ضوء اتفاق مكة المكرمة قال مشعل ان الاجتماع الثلاثي كان مقررا قبل اتفاق مكة "وما يعنينا نحن تطبيق اتفاق مكة وبخاصة الموضوع الميداني حيث ان الامور هادئة في الداخل وليس هناك خروقات .. الجميع ملتزم والشعب الفلسطيني رحب بالاتفاق وهذا يسعدنا ونعتز به".
وحول ما تردد من انه سيشغل منصب نائب رئيس منظمة التحرير الجديدة قال مشعل "لم يطرح هذا الموضوع على الاطلاق وان المسالة ليست مناصب او غنائم توزع .. انها قضية تم الاتفاق عليها وعلى اعادة بناء منظمة التحرير على اسس ديمقراطية جديدة".
وقال مشعل ان المقاومة هي خيار حماس والشعب الفلسطيني الاستراتيجي والمقاومة لن تتوقف والشعب الفلسطيني يعرف كيف يقاوم الاحتلال وعلى هذا الشعب مسؤولية ادارة نظامه السياسي على اسس من الشراكة والتوافق "وهذا سننجزه وتبقى المعركة مع الاحتلال سواء عبر جبهة المقاومة او من اجل القدس والاقصى والدفاع عن المقدسات او ضد الاستيطان ..كلها مسؤوليات وطنية وسنقوم بها".
انباء عن شروط
قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابوردينه اليوم ان "اشتراطات" حركة حماس لتنفيذ اتفاق مكة الاخير مع حركة فتح يتناقض وروح الوحدة الوطنية.
واوضح ابوردينة في تصريح صحافي ان تصريحات بعض المسؤولين في حماس يوضع اشتراطات لتنفيذ اتفاق مكة بشكل يتناقض مع روح الوحدة الوطنية والوفاق الذي جاء ثمرة طيبة لجهود المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز.
ووصف تلك التصريحات بانها "تتنافى مع جوهر الاتفاق ولا يمكن التعامل معها او القبول باساليب الابتزاز" معتبرا اتفاق مكة "واضح ولا لبس فيه". وقال المسؤول الفلسطيني ان "تعدد التفسيرات ووضع الاشتراطات ترمي الى التهرب من ما يلقيه على الاطراف الموقعة من مسؤوليات واستحقاقات وطنية غير قابلة للاجتهاد". وشدد ابوردينه على ان اتفاق مكة يعتبر "انجازا وطنيا للشعب الفلسطيني وفصائله ويحتم على جميع الاطراف حمايته والبدء بتطبيقه". وكانت مصادر مقربة من حركة حماس قد قالت ان رئيس الوزراء اسماعيل هنيه لم يقدم استقالة حكومته الى رئيس السلطة محمود عباس الا بعد موافقته على شروط ثلاثة تتمثل في موافقته على القرارات التي اتخذتها حماس خاصة بشان تشكيل القوة التنفيذية والاتفاق مسبقا على شخص وزير الداخلية واحتساب زياد ابوعمرو على حصة المستقلين الذين تختارهم فتح وليس من حصة حماس التي رشحته هي لهذه الوزارة.
ومن المقرر ان يلقي عباس يوم غد خطابا سياسيا يشرح فيه كيفية التوصل الى اتفاق مع حماس وضرورة حمايته وصموده على ان يتوجه الى غزة بعدها للقاء هنيه والبدء باجراءات تشكيل الحكومة الجديدة بعد استقالة الحكومة. هنية يؤكد على التزام حكومته
واكد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية اليوم الاربعاء على أهمية الالتزام باتفاق مكة من كافة أبناء الشعب الفلسطيني خصوصا فيما يتعلق بصون الدم الفلسطيني. وقال هنية فى بداية جلسة مجلس الوزراء الثالثة والاربعين ان الحكومة الفلسطينية تسير باتجاه تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بموجب هذا الاتفاق ونحن ماضون لعمل الإجراءات الدستورية المتعلقة بهذا الخصوص، وسنسرع بذلك لترى حكومة الوحدة الوطنية النور في أقرب وقت ممكن.
في وقت سابق اكد عبد الرحمن زيدان وزير الاسكان الفلسطيني ان رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية ينتظر اللحظة المناسبة للاعلان عن تقديم الاستقالة متوقعا ان يتم الاعلان عن الاستقالة خلال اجتماع الحكومة اليوم
واضاف زيدان فى تصريحاته " ان الحكومة ستجتمع اليوم الاربعاء فى غزة واتوقع ان يكون فى نهاية اجتماع الحكومة تقديم الاستقالة.
واكد زيدان ان رئيس الوزراء لم يتسلم كتاب التكليف بشكل رسمى من رئيس السلطة محمود عباس مبينا ان رئيس الوزراء فى الحكومة الجديدة هنية لا يحق له استلم كتاب التكليف الا بعد الاعلان عن استقالة الحكومة .
وتحدثت مصادر فلسطينية فى تصريحات نقلتها وكالة الانباء المستقلة " سما " ان الرئيس محمود عباس يلقى غدا الخميس خطابا هاما للشعب الفلسطيني يتناول فيه سبل الحفاظ على اتفاق مكة .
واضافت المصادر ان إن الرئيس عباس سيترأس اليوم الأربعاء اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لشرح الاتفاق حيث من المقرر أن تصدر اللجنة التنفيذية بيانا ترحب فيه به وتدعو إلى التنفيذ الكامل لما ورد فيه من بنود ودعوة المجتمع الدولي إلى دعم الاتفاق ومنحه الفرصة التي يستحقها .
واكدت ان عباس سيتوجه عقب خطابه يوم الخميس الى غزة حيث سيلتقى رئيس الوزراء هنية لتسليمه كتاب التكليف والبدء فى تشكيل الحكومة الجديدة .