عشية بدء جلسات لاهاي: اسرائيل تهدم جزءا من الجدار قرب باقة الشرقية وتؤكد تمسكها بالمستوطنات الكبيرة في الضفة

تاريخ النشر: 21 فبراير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعلنت اسرائيل عشية بدء محكمة العدل الدولية في لاهاي، بحث ملف الجدار العازل، انها ستهدم جزءا من الجدار يطوق قرية باقة الشرقية، واكدت ان خطة فك الارتباط ستتسع لتشمل الضفة الغربية، لكن المستوطنات الرئيسية فيها لن تتم ازالتها، وستبقى تحت سيادتها. 

ونقلت صحيفة "هارتس" عن مسؤول امني اسرائيلي اشترط عدم ذكر اسمه، قوله ان العمال سيبدأون الاحد في ازالة حاجز يفصل بين قرية باقة الشرقية عن الضفة الغربية. 

غير ان حاجزا اخر الى الغرب من القرية سيظل قائما في مكانه، على انه سيجري فتح بوابة فيه للسماح بالتنقل بين القرية وشقيقتها "باقة الغربية" الواقعة داخل اسرائيل. 

وقالت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي الجمعة، ان عملية الهدف ستكلف نحو ثمانية ملايين دولار للكيلومترات الثمانية التي سيتم هدمها من الجدار خلال هذه العملية. 

ويبلغ عدد سكان باقة الشرقية نحو 7 الاف فلسطيني. 

وتعرض مسار الجدار لانتقادات دولية بما فيها انتقادات الولايات المتحدة حليف اسرائيل الوثيق. 

وقالت اسرائيل قبلا انها ستنظر في تغيير مسار الجدار لتخفيف معاناة الفلسطينيين الذين عزلوا عن حقولهم ومدارسهم وعن الوصول الى الخدمات الطبية. 

ومن المقرر ان يمتد الجدار بطول 728 كيلومترا.  

وتقول وزارة الدفاع الاسرائيلية ان الجزء الاول منه بطول 150 كيلومترا قد تم الانتهاء منه في تموز/يوليو الماضي وان العمل يتواصل في المرحلتين الثانية والثالثة. 

ويقول الفلسطينيون ان الجدار المكون من كتل ضخمة من الخرسانة والسياج المعدني محاولة لضم أراض يريدون إقامة دولة عليها. وتصفه اسرائيل بانه جدار أمني يهدف الى إبعاد المفجرين الانتحاريين وانه أحبط عشرات الهجمات. 

وتبدأ محكمة العدل الدولية في لاهاي الاثنين جلسات الاستماع في القضية بناء على طلب من الجمعية العامة للامم المتحدة لتقديم مشورة غير ملزمة حول ما اذا كانت اسرائيل ملزمة قانونا بازالة الجدار. 

ولن يكون أي قرار صادر عن المحكمة ُملزما إلا ان اسرائيل تخشى ان يكون أي قرار ضدها مؤثرا بشكل يحفز مجلس الامن لاتخاذ اجراء ضدها. 

وأعلن نائبان اميركيان، ديموقراطي وجمهوري، أمس الجمعة انهما سيتوجها إلى لاهاي للاحتجاج على قرار محكمة العدل الدولية النظر في مسألة شرعية الجدار. 

وسيكون النائب روبرت ويكسلر، ديموقراطي من فلوريدا ويتمتع بنفوذ في لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب، والنائب ستيف شابوت، جمهوري من اوهايو، في لاهاي من 22 الى 24 شباط/فبراير خلال مناقشات محكمة العدل الدولية لهذه المسألة. 

وقال ويكسلر "انا قلق جدا من كون محكمة العدل الدولية اصبحت رهينة من قبل بعض الدول وبعض المجموعات لاغراض سياسية اكثر منها الدفاع عن مصالح الاسرائيليين والفلسطينيين". 

واضاف ان "تدخل محكمة العدل الدولية في هذه المسألة السياسية الحساسة جدا يتعارض مع اهداف خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية، الولايات المتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا، الرامية الى حمل الطرفين على التفاوض". 

اولمرت: فك الارتباط ستشمل اجزاء في الضفة الغربية 

اعلن ايهود اولمرت، نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الجمعة، ان خطة فك الارتباط مع الفلسطينيين ستمتد الى الضفة الغربية، غير ان التجمعات الاستيطانية الرئيسية ستظل تحت السيادة الاسرائيلية. 

وقال اولمرت في مقابلة مع الاذاعة العامة الاسرائيلية ان عملية فك الارتباط "لن تكون فقط في قطاع غزة..ولكن ايضا ستمتد الى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) الى المدى الممكن". 

غير ان اولمرت استثنى المستوطنات الكبيرة مثل ارييل قائلا ان أي رئيس وزراء لن يريد ولن يكون في مقدوره اخلاء هذه المستوطنة. 

واوضح "في كل الاحوال، سنحتفظ بالطبع بالسيادة على كافة التجمعات الاستيطانية الرئيسية". 

والجدل حول الاخلاء، يقول اولمرت، ينطبق على المناطق التي يختلط فيها "اليهود مع السكان الفلسطينيين". 

وكان شارون موفدين اميركيين الخميس انه ما زال متمسكا بـ"خارطة الطريق"، وذلك في معرض بحثه معهم تفاصيل خطته لفك الارتباط مع الفلسطينيين.  

وقال مكتب شارون في بيان "كرر رئيس الوزراء وأكد التزام إسرائيل برؤية الرئيس الأميركي جورج بوش" في إشارة إلى تسوية عن طريق التفاوض مع الفلسطينيين.  

وأضاف البيان "كما أكد رئيس الوزراء على أن خارطة الطريق هي الخطة السياسية الوحيدة المقبولة لإسرائيل."  

لكنه قال إنه جرى تبادل للأفكار خلال اجتماع شارون مع المبعوثين الاميركيين الذي استغرق ثلاث ساعات والذي تناول خطة الفصل من جانب واحد الإسرائيلية والتي هدد شارون بتنفيذها في حال فشل خارطة الطريق بسبب استمرار الصراع.  

وفي وقت سابق ذكرت مصادر دبلوماسية أن ارسال بوش لكل من اليوت ابرامز وستيفن هادلي مستشاري الامن القومي للرئيس الأميركي ووليام بيرنز مسؤول الخارجية الاميركية يهدف إلى حث شارون على الالتزام على قدر استطاعته بخارطة الطريق التي تتضمن اتخاذ إجراءات متبادلة تؤدي في  

النهاية إلى قيام الدولة الفلسطينية بحلول عام 2005.  

وأدهش شارون وهو من أشد المدافعين عن بناء المستوطنات على الاراضي التي احتلتها الدولة اليهودية خلال حرب 1967 العدو والصديق على حد سواء هذا الشهر عندما أعلن أنه أصدر أوامره بالاستعداد لإزالة ما يصل إلى 17 مستوطنة من بين 21 مستوطنة في قطاع غزة.  

تطورات ميدانية 

وفي سياق التطورات الميدانية، فقد اصيب الجمعة ثلاثة جنود إسرائيليين خلال تدريب عسكري في الخليل، وصفت جراح أحدهم بانها خطيرة.  

وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية، ان الجنود اصيبوا خلال تدريب عسكري كان يجريه الجيش الإسرائيلي في حي جبل جوهر في مدينة الخليل. 

واوضحت ان جراح أحد الجنود بالغة، أما الآخران، فقد وصفت جراحهما بأنها متوسطة إلى طفيفة.  

وأضافت المصادر أن التحقيقات الأولية في ملابسات الحادث، تظهر أن التدريب العسكري يجري عادة بعيارات نارية فارغة، إلا أن أحد الجنود أخطأ عندما قام باستخدام ذخيرة حية في بندقيته معتقدًا أنها رصاصات فارغة، مما أسفر عن إصابة الجنود الثلاثة. 

وفي حادثة أخرى، أصيب جنديان إسرائيليان بجروح طفيفة جراء انفجار وقع بالقرب من موقع عسكري تواجدا فيه بالقرب من محور كارني-نيتساريم في قطاع غزة.  

وعلى ما يبدو، فإن الحادثة وقعت بعد إطلاق صاروخ مضاد للدبابات باتجاههم. وتلقى الجنديان العلاج الطبي في مكان وقوع الحادث. 

وفي قطاع غزة، قال الناطق بلسان الأمن القومي الفلسطيني، بعد ظهر الجمعة، إن صبيين فلسطينيين أصيبا بنيران أطلقتها قوات إسرائيلية في حي الأمل في مدينة خان يونس، وأضاف الناطق الفلسطيني أن الصبيين أصيبا بجروح متوسطة. 

وكانت قوات إسرائيلية قد اعتقلت، صباح يوم أمس، فلسطينيَين اثنين بالقرب من بيت ساحور، أحدهما ناشط في الجبهة الشعبية والآخر في حركة فتح.—(البوابة)—(مصادر متعددة)