على خلفية توتر العلاقات بين دمشق وعمان اعتقلت السلطات الأردنية المختصة ثلاثة سوريين بتهمة تهريب أسلحة للاردن. وفي الغضون قال رئيس الوزراء الاردني ردا على تقارير حول توتر العلاقات ان العاهل الاردني سيلتقي قريبا الرئيس السوري في عمان او دمشق.كما اكد وزير الاعلام السوري ان العلاقات طبيعية ولا تتأثر بما تنشره الصحافة.
ذكرت صحيفة "الرأي" الاردنية اليوم ان السلطات الاردنية اعتقلت ثلاثة سوريين من بين مجموعة من ثمانية اشخاص بتهمة تهريب الاسلحة ولا تزال تبحث عن الخمسة الباقين.
ووجه مدعي عام محكمة امن الدولة الرائد القاضي العسكري فواز العتوم للسوريين الثلاثة تهم "حيازة ونقل مواد مفرقعة دون ترخيص قانوني بقصد استعمالها على وجه غير مشروع". كما وجه اليهم تهم "استيراد وحيازة سلاح اتوماتيكي (بنادق اتوماتيكية) والتسلل عبر الحدود الاردنية مع سوريا".
واعتقلت قوات الحدود الاردنية السوريين الثلاثة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي على مسافة كيلومتر داخل الاراضي الاردنية بعد ان "تمكنوا من جمع الاسلحة وتحميلها على حمارين ولدى اقترابهم من الحد الفاصل قاموا بتوزيع الاكياس التي تحتوي على القنابل وحشوات الدفع وحشوات التدمير والقواذف والصواريخ وبندقيتي ام 16 في ما بينهم، وتمكنوا من اجتياز الحدود السورية الى الاراضي الاردنية بطريقة غير مشروعة".
ولم ترد تفاصيل عن الغرض الذي كانت الاسلحة ستستخدم من اجله. وقالت الرأي ان المعتقلين هم خلف عبدالله الغياث (19 عاما) ومحمد عواد الداموم (23 عاما) وعلي محمود السبتي (25 عاما).
وتاتي انباء اعتقال هؤلاء في ظل جو مشحون بالتوتر في العلاقات السورية الاردنية على خلفية التراشق الاعلامي بسبب تصريحات سابقة للعاهل الاردني طالب فيها سوريا بضبط حدودها مع العراق.
وكان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اعتبر في حديث مع شبكة "سي ان ان" الاميركية، على هامش زيارته الى الولايات المتحدة مطلع الشهر الجاري، ان على الرئيس السوري بشار الاسد ان يبذل المزيد من الجهود لاحلال الامن على حدود بلاده مع العراق لتفادي تسلل مقاتلين مناهضين للاميركيين.
وقال الملك عبد الله الثاني ان حدود العراق مع الاردن "هي الاكثر امانا" وان ايران بذلت جهودا في هذا الاطار، لكن الحدود مع سوريا "ليست آمنة بالشكل الذي نريده جميعا كمجتمع دولي".
ولكن وزير الاعلام السوري احمد الحسن اكد الثلاثاء، ان العلاقات الأردنية السورية طبيعية وانها قائمة ومستمرة على أساس الاخوة والتعاون المشترك والتنسيق بين البلدين.
وقال في تصريح صحافي لجريدة الدستور الأردنية "ان العلاقات الثنائية لن تتأثر بما ينشر في الصحافة ولا يعبر عن التوجهات القائمة بين الدولتين الشقيقتين مضيفا ان سوريا مستمرة في دعمها لتطوير العلاقات العربية العربية وتعزيز التضامن العربي".
اما الرئيس الوزراء الاردني فيصل الفايز فقد اعترف الرئيس الفايز بوجود خلافات مع سوريا وقال في تصريحات صحفية له امس عقب عودته من جولة خليجية "هناك اختلافات في الاجتهادات السياسية بين البلدين، وننظر إلى ذلك على انه شيء عادي، وعلاقتنا مع سورية متميزة وتاريخية وبخاصة بين الشعبين، وما يدعم العلاقات حالياً بين الأردن وسورية العلاقة الشخصية المميزة القائمة بين جلالة الملك والرئيس السوري وهذه العلاقة نشأت من قبل تولي الرئيس بشار الأسد مقاليد الحكم".
وأضاف "من جانبنا نحن نعترف بان هناك اختلافات في الاجتهاد السياسي، ولكن لا يوجد بيننا خلافات جوهرية، لدينا مصالح مشتركة تجمعنا وما قيل عن خلاف بيننا بسبب تأجيل لقاء الملك عبد الله مع الرئيس الأسد في شهر رمضان الماضي ليس صحيحاً. تأجل لقاؤهما لافتتاح سد الوحدة بسبب ارتباطات ومشاغل طارئة".
وأعلن رئيس الحكومة الأردنية قوله "ولكن سيلتقي جلالة الملك والرئيس السوري قريباً جداً في دمشق وعمان وسيفتتحان مشروع سد الوحدة الذي سيتم بناءه على نهر اليرموك الفاصل للحدود بين البلدين"—(البوابة)—(مصادر متعددة)