بدأت فرص العثور على ناجين من الزلزال المدمر في سوريا وتركيا بالتبدد الخميس، بعد مرور ثلاثة ايام على الكارثة التي اقتربت حصيلة القتلى فيها من 18 الفا، في وقت تتسم وتيرة عمليات الانقاذ وايصال المساعدات ببطء مثير للاحباط.
وبحسب ارقام رسمية، فقد بلغت حصيلة ضحايا الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات وضرب المنطقة فجر الاثنين، اكثر من 17500 قتيل، 14351 منهم في تركيا، و17513 في سوريا.
ويبدو ان الزلزال الذي تلته هزات ارتدادية قاربته في القوة مرشح ليصبح أسوأ من زلزال عام 1999 الذي ضرب شمال تركيا ذي الكثافة السكانية العالية وخلف 17 الف قتيل، نحو الف منهم في اسطنبول.
وتتواصل في الاثناء عمليات البحث تحت انقاض المباني المدمرة، لكن خبراء يقولون ان الساعات ال72 الأولى تعد حاسمة للعثور على ناجين، وهي الفترة التي انقضت حاليا، ما جعل احتمالات العثور على مزيد من الناجين تبدأ في التبدد.
ونحو 90 بالمئة من الناجين من الكوارث المماثلة يتم انقاذهم خلال هذه الفترة بحسب الخبراء.
لكن التدني المتوالي في درجات الحرارة الى ما دون 5 درجات، لا يزال يعاند ويعيق عمليات الانقاذ، فضلا عن مفاقمته معاناة الناجين الذين فقدوا منازلهم، واتخذ الاف منهم سياراتهم الى ملاجئ مؤقتة يمضون الليل البارد جدا داخلها.
مساجد ومدارس لايواء الناجين
وفي مدينة غازي عنتاب جنوبي تركيا التي تعد الاشد تضررا من الزلزال الى جانب كهرمان مرعش، استقبلت المساجد والصالات الرياضية والمدارس اعدادا اخرى من الناجين.
لكن هذه الاماكن لا تتوافر على اعداد كافية من الاسرة ومتطلبات النوم، فضلا عن المساحة الضيقة قياسا بالاعداد الكبيرة من الناس.
واقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال تفقده المناطق المنكوبة الاربعاء، بوجود ثغرات في عملية الاستجابة للكارثة من قبل الحكومة.
لكن كان لافتا عدم تسامح السلطات مع اي انتقاد لطريقة تعاملها مع الكارثة، حيث اعتقلت 12 شخصا جاهروا بذلك، خصوصا عبر تطبيق تويتر، والذي جرى حجبه ليل الاربعاء الخميس قبل ان يعاود العمل.
بدء وصول المساعدات لسوريا
وتقول منظمة الصحة العالمية ان عدد المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا قد يصل الى اكثر من 23 مليون شخص، خمسة ملايين منهم يعانون اوضاعا شديدة السوء.
ويبدو الحال في سوريا مماثلا في ما يتعلق بالمساعدات والاستجابة للكارثة، مع فارق ان الامكانيات واعداد فرق الاغاثة اقل بكثير، خصوصا في المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة.
والخميس، دخلت أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة إلى هذه المناطق. وكان من المتوقع وصولها قبل وقوع الكارثة بحسب ما افاد المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا مازن علوش لوكالة الصحافة الفرنسية.
وترجع السلطات السورية سبب قلة الامكانات والمواد الاغاثية الى إلى الحرب الأهلية والعقوبات الغربية، وخصوصا التي تفرضها الولايات المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة إن زهاء 11 مليون شخص تضرروا من الكارثة في محافظات حماة واللاذقية وإدلب وحلب وطرطوس بشمال غرب سوريا.
