تسبَّب نشر مقطع فيديو مروِّع على مواقع التواصل الاجتماعي في إلقاء الضوء على إجرام قوات جندرما تركيا وممارستها لأبشع أشكال التعذيب والإذلال ضد السوريين الذين يحاولون التسلّل عبر الحدود التركية.
و يظهر الفيديو مجموعة من الجنود الأتراك وهم يقومون بتعذيب المعتقلين السوريين بطرق وحشية بعد القاء القبض عليهم أثناء محاولتهم عبور الحدود.
تصاعد الاعتداءات منذ فوز اردوغان
يعد هذا الفيديو تجسيدًا حيًا للانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها السوريون على يد قوات جندرما الاحتلال التركي، حيث أنه منذ فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الأخيرة، كان هناك تصاعد واضح في اعتداءات القوات التركية ضد السوريين، حيث تم تسجيل مئات الحالات من التعذيب والاعتداءات اللاإنسانية على اللاجئين السوريين الذين يحاولون البحث عن الأمان في تركيا.
وتشكل هذه الجرائم إضافة جديدة لسجل طويل من الانتهاكات التي ارتكبتها جندرما تركيا ضد السوريين، حيث وصل عدد الضحايا الذين قتلوا على يد هذه القوات إلى خمسمئة وواحد وستين شخصًا، وبينهم مئة وثلاثون طفلًا لم يتجاوزوا سن الثامنة عشرة، وستة وستين امرأة، منذ بدء العام الحالي حتى الآن.
اعتداءات وحشية
الجندرما التركية أصابت أيضًا ثلاثة آلاف وسبعة وأربعين شخصًا بجروح متفاوتة، وكثير منهم يعانون من إعاقات دائمة بسبب التعذيب والاعتداءات الوحشية التي تعرضوا لها.
وتستهدف الجندرما أيضًا سكان القرى الحدودية والمزارعين وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود بإطلاق الرصاص الحي عليهم، مما يزيد من أعداد الضحايا المدنيين.
الحدود التركية السورية
واعتبر مراقبون أن هذه الانتهاكات تشكل تصاعدًا خطيرًا في الأوضاع الإنسانية على الحدود التركية السورية، وتتطلب تحركًا فوريًا من المجتمع الدولي للتصدي لمثل هذه الأفعال البشعة ومحاسبة المسؤولين عنها.
وقالوا إنه يجب على الحكومة التركية التعامل مع هذه الجرائم بشكل حازم والعمل على ضمان حماية حقوق اللاجئين وعدم انتهاك كرامتهم الإنسانية.
وأكد هؤلاء، أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يظل صامتًا أمام هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والإهمال الواضح لحياة اللاجئين السوريين، وأنه يجب التحرك والضغط على الحكومة التركية للتوقف فورًا عن هذه الأعمال الوحشية والبحث عن سبل لتحسين ظروف اللاجئين وتأمين حقوقهم الإنسانية الأساسية.