قتل عراقيان وجرح عدد اخر اثر سقوط قذائف مورتر قرب السفارة الايطالية في بغداد. فيما انتقد المرجع الشيعي آية الله العظمى محمد تقي المدرسي، تغييب الاسلاميين عن الحكومة الجديدة، اتهم الزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي واشنطن بتنصيب حكومة "تاتمر بامرها" في العراق.
لقي عراقيان على الاقل مصرعهما، وجرح عدد اخر اثر سقوط قذائف مورتر قرب السفارة الايطالية في بغداد مساء اليوم الخميس.
وقالت وزارة الخارجية الايطالية ان عددا غير محدد من العراقيين لقوا مصرعهم بعدما اطلقت عدة قذائف مورتر على السفارة الايطالية في حي الوزيرية وسط بغداد.
ونفت السفارة ان يكون أي من طاقم السفارة قد اصيب في الهجوم. كما لم تقدم تفاصيل حول عدد العراقيين الذين قتلوا.
وقالت وكالة الانباء الايطالية (انسا) ان تقارير مؤكدة تتحدث عن مقتل عراقيين اثنين.
واشارت الوكالة الى ان قذيفتي مورتر سقطتا بحوار مبنى السفارة، ونقلت عن مصادر دبلوماسية تاكيدها ان المبنى لم يتعرض لاضرار.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الضابط في الشرطة العراقية حسام حسين قوله ان "خمس قذائف هاون سقطت في محيط السفارة الايطالية بينها قذيفة سقطت بالقرب من مطعم وقتلت عراقيين اثنين واصابت ثلاثة اخرين".
وقال ان القذائف لم تصب مبنى السفارة.
ومن جهتها، نقلت وكالة انباء رويترز عن الشرطة العراقية ومصادر دبلوماسية قولها ان قذائف مورتر سقطت قرب السفارة الايطالية وان عددا من العراقيين جرحوا، لكن لم يصب احد من موظفي السفارة.
وقالت قناة "الجزيرة" ان الهجوم اسفر عن مقتل وجرح عدد غير محدد من الاشخاص.
المدرسي ينتقد تغييب الاسلاميين في العراق
الى ذلك، انتقد المرجع الديني آية الله العظمى محمد تقي المدرسي الحكومة العراقية المؤقتة الخميس لانها لا تضم تمثيلا للتيار الاسلامي.
وفي بيان، اتهم المدرسي وهو واحد من أربع مرجعيات في العراق سلطة الاحتلال بأنها وراء غياب التيار الاسلامي الذي وصفه بأنه الأكثر شعبية.
وقال البيان الذي أصدره مكتبه ان المدرسي "انتقد تغييب التيار الاسلامي الأكثر شعبية عن الدولة المنتصبة من قبل قوات الاحتلال."
وأضاف البيان أن المدرسي أوضح أن هذه التصرفات "لا تدُل على حُسن نية لديهم."
ورحب المدرسي بتشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة وتعيين رئيس للبلاد لكنه أكد على ضرورة إجراء انتخابات لاختيار حكومة ممثلة للشعب.
وأفاد البيان بأن "المدرسي تمنى أن يكون تعيين رئيس للعراق وتشكيل الحكومة خطوة في طريق عودة السيادة الى العراقيين بالرغم من أن السيادة لن تكون كاملة إلا بعد إجراء انتخابات حُرة ونزيهة وإعادة السلطة الى ممثلي الشعب."
والمدرسي الذي يتخذ من كربلاء مقرا من رجال الدين الذين يتمتعون بنفوذ كبير. وكان قد طالب الولايات المتحدة بتسليم السيادة كاملة للعراقيين يوم 30 حزيران/يونيو وليس السيادة المحدودة التي تحدثت عنها تقارير مؤخرا.
وقد أعطى الزعيم الديني الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني موافقته المشروطة على الحكومة الجديدة موضحا ان الحكومة التي اختارتها الأمم المتحدة ومجلس الحكم المعين من قبل الولايات المتحدة ومسؤولين أمريكيين تنقصها "الشرعية الانتخابية" لكنه قال انها خطوة بالاتجاه الصحيح.
ويظهر في التركيبة الحالية لهرم السلطة الجديد في العراق أن رئيس البلاد وهو منصب شرفي يشغله سُني وله نائبان أحدهما شيعي والآخر كردي وان رئيس الوزراء من الشيعة ونائبه الوحيد كردي.
ونائب الرئيس ابراهيم الجعفري هو رئيس حزب الدعوة الاسلامي لكن رئيس الوزراء إياد علاوي علماني. ومنصب رئيس الوزراء هو المنصب الرئيسي في الحكومة العراقية.
خامنئي يهاجم مزاعم واشنطن بشان الديمقراطية
وفي هذه الاثناء، قال الزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي الخميس، ان الولايات المتحدة فشلت في جلب الديمقراطية الى العراق، ونصبت بدلا من ذلك حكومة "تاتمر بامرها" في هذا البلد.
وهاجم خامنئي الرئيس الاميركي جورج بوش ووصفه بانه "كذاب مشين" بسبب ادعائه بانه "يحمل على عاتقه مسؤولية نشر الديمقراطية".
وقال في كلمة ألقاها في الذكرى الخامسة عشر لوفاة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله خميني "يمكن للمرء أن يرى مثالا لها في السجون العراقية مثل سجن ابو غريب".
وانتقد الحكام الايرانيون الشيعة الذين يناهضون الولايات المتحدة بشدة تصرفات الولايات المتحدة في العراق فيما حذرت واشنطن طهران من التدخل في شؤون العراق الذي تقطنه أغلبية من الشيعة تمثل 60 في المئة من سكانه.
وكرر بوش مرارا أمله في أن يصبح تحقيق الديمقراطية في العراق عاملا محفزا على اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية في شتى أنحاء المنطقة.
وقال في كلمة ألقاها أمام خريجي الاكاديمية الجوية الاربعاء "الديمقراطية بدأت تتحرك في الشرق الاوسط ولا يجب لأحد أن يعارضها."
لكن خامنئي تساءل في تصريحات بثها التلفزيون الحكومي على الهواء مباشرة ما اذا كانت الديمقراطية يمكن تحقيقها باستخدام "القنابل الذرية" والانقلابات والقوة العسكرية.
وكان الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق قد تعهد بتسليم السلطة لحكومة عراقية مؤقتة بنهاية حزيران/يونيو على أن تجرى انتخابات لاختيار حكومة انتقالية عام 2005.—(البوابة)—(مصادر متعددة)