حولة عباس
يبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم جولة عربية وأوروبية تندرج في إطار جهود إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط وكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
وستكون محطة انطلاق عباس من الأردن ومن ثم يتوجه إلى بريطانيا للقاء رئيس الوزراء توني بلير غدا الأربعاء, وهو اليوم الذي ستعقد فيه اللجنة الرباعية الدولية اجتماعا في العاصمة الألمانية برلين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن محمود عباس سيزور ألمانيا التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس. وسيجتمع بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعدد من المسؤولين الألمان، ثم يذهب إلى فرنسا للاجتماع بنظيره جاك شيراك يوم الجمعة. كما تشمل جولة عباس عددا من الدول العربية.
وأضاف أبو ردينة أن الرئيس الفلسطيني سيوضح للمسؤولين الأوروبيين والعرب اتفاق مكة على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، وسيطلب من هؤلاء المسؤولين وقف الحصار الاقتصادي المفروض على السلطة الفلسطينية ومواصلة تقديم الدعم للفلسطينيين سياسيا واقتصاديا.
هنية يهاجم واشنطن
الى ذلك اكد رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية الاثنين ان موقف واشنطن من حكومة الوحدة الوطنية لا يزال "يتصف بالسلبية بالرغم من التوافق الوطني" الفلسطيني معتبرا موقفها "غير مبرر على الاطلاق". وقال هنية في كلمة له امام الاجتماع الاسبوعي للحكومة الفلسطينية "ان الموقف الامريكي لا يزال يتصف بالسلبية والمعارضة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بالرغم من التوافق الوطني". وعبر عن اسفه "ان الادارة الامريكية لا تزال تتعامل بالمنطق القديم القائم على المقاطعة والعزلة و هو الامر الذي ثبت فشله". واضاف هنية "قدمنا برنامجا سياسيا فيه مساحة واسعة للتحرك السياسي ويمكن ان يبنى عليه الشيء الكثير في تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة" مشددا انه "من اجب المجتمع الدولي ان يقدم الدعم والمساندة لهذه الحكومة التي جاءت بتوافق وطني".
واوضح هنية "ان الادارة الاميركية يجب ان تدرك بان الشعب الفلسطيني اصبح موحدا الان تحت ظل برنامج سياسي وتحت ظل حكومة وحدة وطنية تمثل اطياف العمل السياسي لذا فان موقفها غير مبرر على الاطلاق". وتابع "كنا نتوقع ان تتعامل (الولايت المتحدة) بطريقة اكثر منطقية و تغير من مواقفها ".
واضاف " تؤكد الحكومة على استمرار حالة الهدوء والاستقرار الذي يسود الساحة الفلسطينية بعد اتفاق مكة المكرمة". واكد هنية "نحن معنيون بتسريع تشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن" مضيفا ان "على رأس اولوياتنا فك الحصار عن شعبنا الفلسطيني وفرض الأمن والنظام واحترام القانون والنهوض بالمستوى المعيشي لشعبنا الفلسطيني". من جهة اخرى دعت حركة المقاومة الاسلامية حماس اليوم الاثنين الادارة الاميركية الى الاعتراف بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية المرتقبة واعتبرت موقف وزيرة الخارجية الامريركية كوندوليزا رايس "سلبيا" في التعاطي مع هذه الحكومة.
اتفاق على حل الدولتين وخلافات حول حماس
وتسرب عن قمة القدس التي جمعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس الاتفاق على اقامة دولة فلسطينية مستقبلية ظلت المفاوضات بشأنها مجمدة نحو سبع سنوات سيطر فيها العنف. كما تطرقت القمة الثلاثية الى السياسة الواجب اتباعها ازاء حكومة وحدة وطنية فلسطينية مرتقبة تضم حركة حماس التي تعتبرها اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركة ارهابية. وقالت رايس "تبادل الرئيس (محمود عباس) ورئيس الوزراء (ايهود اولمرت) وجهات النظر بشأن الافق السياسي والدبلوماسي وكيفية التوصل من خلال ذلك الى تحقيق رؤية الرئيس (جورج) بوش بشأن الدولتين". وهي المرة الاولى منذ عدة سنوات التي يبحث فيها مسؤولون فلسطينيون واسرائيليون "افقا سياسيا" وموضوع الدولة الفلسطينية المستقبلية وكان هيمن على الاجتماعات الاخيرة بحث سبل خفض اعمال العنف او تحسين ظروف عيش الفلسطينيين. ونصت "خارطة الطريق" آخر خطة سلام دولية ترعاها واشنطن وشركاؤها في اللجنة الرباعية الدولية (الاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) على مبدأ اقامة دولة فلسطينية مستقلة نهاية 2005. وكرر عباس واولمرت لدى اجتماعهما مع رايس قبولهما لهذه الخطة التي ظلت حبرا على ورق منذ اعتمادها في 2003. ومن منطلق الحرص على الحفاظ على هذه الخطوة الدبلوماسية الجديدة اتفق عباس واولمرت على الالتقاء من جديد "قريبا" بحسب رايس.
واوضحت رايس "انهما كررا رغبتهما في مشاركة وقيادة اميركية بغية تسهيل الجهود الرامية الى تجاوز العقبات وحشد دعم اقليمي ودولي والتقدم نحو السلام. في هذا السياق اتوقع العودة قريبا الى المنطقة".
اما بشأن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية فلم تشر رايس الى خلافات واكتفت بالاشارة الى ان عباس واولمرت بحثا "موقف الرباعية التي تؤكد ان اي حكومة للسلطة الفلسطينية يجب ان تتعهد بعدم اللجوء الى العنف والاعتراف باسرائيل وبالاتفاقات والالتزامات الموقعة بما فيها خارطة الطريق".