اعلنت الرئاسة التونسية الخميس، ان الرئيس قيس سعيّد عين محمد المهذبي سفيرا للبلاد لدى سوريا، في خطوة هي الاحدث في سياق التحركات العربية الرامية الى انهاء عزلة دمشق.
وقالت الرئاسة في بيان عبر صفحتها في فيسبوك ان سعيّد سلم أوراق الاعتماد للمهذبي "سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية التونسية لدى الجمهورية العربية السورية".
والشهر الماضي، طلب الرئيس التونسي من وزارة الخارجية الشروع في اجراءات تعيين سفير للبلاد لدى سوريا عقب اعلانه استئناف العلاقات معها بعد قطيعة استمرت منذ العام 2012.
واعتبر سعيّد غداة اعطائه توجيهاته بخصوص خطوة تعيين السفير انه "ليس هناك ما يبرر" عدم وجود تمثيل دبلوماسي متبادل بين تونس وسوريا.
ومن جانبها، ردت دمشق على مبادرة الرئيس التونسي لاستئناف العلاقات بتعيين سفير لها لدى تونس. كما اوفدت وزير خارجيتها فيصل المقداد الى هذا البلد الشهر الاسبوع الماضي.
تطبيع متسارع مع دمشق
وتاتي هذه الخطوات الدبلوماسية المتسارعة بين البلدين في خضم انفتاح دولي وعربي تجاه دمشق في اعقاب زلزال شباط/فبراير المدمر.
وكانت تونس قطعت علاقتها مع دمشق العام 2012، خلال عهد الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي، ملتحقة بذلك بركب دول عربية عدة اقدمت على هذه الخطوة مع تفجر النزاع في سوريا في العام السابق. كما علقت الجامعة العربية عضوية هذا البلد.
وقوبل قطع الحكومة التونسية العلاقات مع سوريا حينها بانتقادات شديدة من المعارضة.
على ان أولى الخطوات الدبلوماسية التوسية تجاه سوريا جاءت في العام 2015، عندما قامت بتعيين ممثل قنصلي لها في دمشق.
وبدأت مسيرة الانفتاح على دمشق مع إعادة فتح الإمارات سفارتها فيها عام 2018. وتبع ذلك زيارتان قام بهما الرئيس السوري بشار الأسد الى هذا البلد الخليجي كانت اخرهما الشهر الماضي.
وعقب وقوع الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وجارتها تركيا في السادس من شباط/فبراير، تلقى الأسد اتصالات تضامن من قادة دول عربيّة، وكذلك الكثير من المساعدات الاغاثية، وهي عوامل بدا انها سرعت عملية تطبيع العلاقات التي بدات بالعودة.