تسلم حزب الله صباح اليوم رفات 60 شهيدا معظمهم من اللبنانيين، كان الصليب الاحمر تسلمها من اسرائيل امس في اطار المرحلة الاولى من صفقة التبادل، والتي شملت ايضا الافراج عن 32 اسيرا لبنانيا وعربيا، ونحو 400 فلسطيني، في مقابل استعادة اسرائيل ضابط احتياط وبقايا 3 جنود.
وتمت عملية تسلم جثامين الشهداء من الصليب الاحمر خلال احتفال مهيب حضره كبار المسؤولين في حزب الله والحكومة اللبنانية.
واحضرت الجثامين في شاحنات زجاجية مرت امام حشود من اللبنانيين الذين حضروا لاستقبالها.
وكانت اسرائيل سلمت الجثامين الى الصليب الاحمر امس في اطار المرحلة الاولى من صفقة التبادل بين حزب الله واسرائيل، والتي تمت بوساطة المانية.
وشملت هذه المرحلة اطلاق اسرائيل سراح 23 اسيرا لبنانيا، و12 اسيرا عربيا ونحو 400 اسير فلسطيني، في مقابل استردادها ضابط الاحتياط الحنان تننباوم وبقايا ثلاثة جنود قتلوا في معركة داخل لبنان عام 2000.
وجرت في مطار بيروت امس مراسم استقبال رسمية حاشدة للاسرى اللبنانيين الذين تم اطلاق سراحهم وفي مقدمتهم الاسيران البارزان عبد الكريم عبيد ومصطفى الديراني.
وكان الرئيس اللبناني اميل لحود على راس مستقبلي الاسرى الذين حضروا على متن طائرة اقلتهم من المانيا.
وهدد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بأسر مزيد من الجنود الإسرائيليين أحياء كخيار أخير لاستكمال ملف تبادل الأسرى وذلك خلال احتفال شعبي أقامه الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية للأسرى.
وشدد نصر الله على أن حزب الله لن يغير نهجه رغم كل ما حققه.
وأكد إصرار الحزب أكثر من أي وقت مضى على مواصلة المقاومة ضد إسرائيل.
وأوضح أن الوسائل السلمية لا يمكن أن تجدي نفعا، وأن خيار المقاومة هو الذي مكن الحزب من التفاوض على تبادل الأسرى اللبنانيين الذين اعتبرهم نصر الله رهائن خطفوا من منازلهم على الأرض اللبنانية على عكس الأسرى الإسرائيليين.
من جانبه تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بأن تعمل حكومته من أجل معرفة مصير الأسرى الإسرائيليين المعتقلين في لبنان. جاء ذلك أثناء مراسم وصول رفات ثلاثة جنود إسرائيليين إلى تل أبيب سلمها حزب الله.
وأوضح شارون أن قرار الموافقة على عملية تبادل الأسرى التي تمت بين إسرائيل وحزب الله كان قرارا أخلاقيا صائبا. لكنه حذر من أن إسرائيل لن تسمح بتحول عمليات الخطف وطلب الفدية إلى نظام، موضحا أن لإسرائيل وسائل أخرى ستستخدمها إذا تكررت الظروف
وفي الاراضي الفلسطينية، استقبل أقارب 400 اسير محرر ابناءهم بالأهازيج عند خمس نقاط تفتيش في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم يلوحون بأعلام حزب الله.
وأطلقت السيارات في الضفة الغربية الأبواق تعبيرا عن الفرحة ولوح الناس في الشوارع للأسرى المحررين أثناء مرور الحافلات التي تحملهم بنقاط تفتيش إسرائيلية. وهناك نحو 7500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي كثير منهم دون محاكمة.
واستقبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نحو 57 أسيرا فلسطينيا ممن أفرج عنهم في مقره الرئاسي بمدينة رام الله، وحيا في اللقاء الذي دام بضع دقائق الأسرى قبل أن يعود إلى مكتبه لمتابعة لقائه مع رئيس أساقفة كانتربري الزعيم الروحي للكنيسة الإنجليكانية روان وليامز.
نبذة عن أبرز الأسرى اللبنانيين المحررين
أفرجت إسرائيل الخميس عن 23 أسيرا لبنانيا في إطار اتفاق للمبادلة بوساطة ألمانية.
وفيما يلي نبذة عن بعض الاسرى العائدين وكيفية اعتقالهم والمدد التي قضوها في السجون الاسرائيلية.
- الشيخ عبد الكريم عبيد احد قياديي حزب الله من بلدة جبشيت الجنوبية مواليد عام 1957 متزوج وله خمسة أطفال لم ير أصغرهم منذ ولادتها.
اختطف من منزله في جبشيت في 28 تموز/يوليو 1989 على أيدي مجموعة من الكوماندوس الاسرائيلين مع اثنين من مرافقيه المدنيين احمد عبيد وهشام فحص.
تنقل خلال فترة اعتقاله في سجون عدة وبقي معزولا عن العالم الخارجي بمنعه من لقاء الصليب الاحمر الدولي الا في مرحلة متأخرة وكان قبل تحريره في سجن كفريونا الذي يقع على بعد عشرة كيلومترات من مدينة طولكرم بالضفة الغربية.
- مصطفى الديراني احد قادة المقاومة المؤمنة وهي فصيل انشق عن حركة امل الشيعية من بلدة قصرنبا في البقاع مواليد عام 1951 متزوج وله خمسة اولاد اختطف من منزله في بلدته البقاعية صبيحة عيد الاضحى عام 1994.
اكد انه تعرض للتعذيب في الاشهر الاولى لاعتقاله وفيما كان الاسرائيليون يأملون في انتزاع معلومات منه حول الطيار الاسرائيلي رود أراد الذي فقد في لبنان في عام 1986.
- انور ياسين مواليد الدلافة قضاء حاصبيا في جنوب لبنان عام 1968 اعتقل في 15 ايلول/سبتمبر عام 1987 بعد اصابته خلال مواجهة خاضتها "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" في مرتفعات جبل الشيخ وصدر بحقه حكما بالسجن 30 عاما.
- حسن محمد العنقوني مواليد مشغرة في البقاع الغربي اعتقل في 20 تشرين الاول/اكتوبر 1987 في مواجهة بلدة ميدون الجنوبية اثر اجتياح اسرائيلي للبلدة حيث اصيب بجراح اثناء المواجهات وخضع لتعذيب قاس وشديد وادخل سجن نفحة حيث حكم عليه بالسجن 18 عاما.
- فادي الجزار مواليد بيروت اعتقل في 27 تشرين/اكتوبر الاول من عام 1991 على مشارف بلدة مروحين في جنوب لبنان اثر تنفيذ عملية عسكرية اعتقل في سجن نفحة بعد الحكم عليه بالسجن 18 عاما.
- علي حسن بلحص مواليد صديقين قضاء صور اصيب بجراح اثناء تنفيذه عملية للمقاومة في منطقة رشاف عام 1992 حيث تم اسره وهو ينزف لساعات في ارض العملية قبل ان يتم نقله الى اسرائيل في الخامس من تشرين الاول/اكتوبر حيث ادخل الى سجن نفحة بعد ان حكم عليه بالسجن مدى الحياة.
- يوسف عبد وزني مواليد تبنين في الجنوب اعتقل في 15 كانون الاول/ديسمبر 1988 على مشارف بلدة تبنين اثر عملية كوماندوس اسرائيلية. ادخل سجن نفحة وحكم عليه بالسجن 25 عاما.
- جواد قصفي من مواليد السلطانية في جنوب لبنان اعتقل في 15 كانون الاول/ديسمبر 1988 على مشارف بلدة تبنين اثر عملية كوماندوس اسرائيلية واعتقل في سجن نفحة حيث حكم عليه بالسجن المؤبد.
لحظة اعتقال جواد كانت زوجته على وشك الولادة حيث انجبت فيما بعد بنتا ترعرت في كنف والدتها وهي تمني نفسها برؤية والدها الذي اعتقل قبل ولادتها لكن القدر لم يمهلها حيث توفيت قبل اشهر لتغمض عينيها على صورة والدها الذي لم تره الا عبر رسائله او صوره القديمة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)