دعت رئيسة حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى الإفراج عن 550 أسيرا فلسطينيا من حركة فتح في المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، لدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما هاجم حزب الليكود ليفني بسبب قولها إن صفقة التبادل أدت إلى إضعاف إسرائيل وتعزيز قوة حركة حماس.
وقالت ليفني لإذاعة الجيش الإسرائيلي الأحد "ينبغي الإفراج عن 550 من أسرى فتح المسجونين في إسرائيل وأن خطوة كهذه تم بحثها خلال محادثات بين رئيس وزراء إسرائيل السابق ايهود أولمرت وبين السلطة الفلسطينية من أجل دعم أبو مازن(عباس) بعد صفقة شاليط" في إشارة إلى الجندي الإسرائيلي الذي كان أسيرا في قطاع غزة غلعاد شاليط.
واضافت "حان الوقت ألا ننشغل بما حدث وندرك معنى الصفقة، حتى وفقا لمريديها وهو أن حماس تعززت قوتها ويجب القيام بكل شيء ممكن من أجل تقليص الضرر".
ويشار إلى أن ليفني امتنعت عن التعليق على صفقة التبادل منذ إقرارها في الحكومة الإسرائيلية قبل قرابة أسبوعين وبعد تنفيذها يوم الثلاثاء الماضي.
وهاجم حزب الليكود الحاكم ليفني وجاء في بيان صادر عنه إن "ليفني لا تعرف ما هي المسؤولية وتعمل انطلاقا من اعتبارات سياسية ليست مقبولة حتى على أعضاء حزبها".
واضاف بيان الليكود أن "ليفني استيقظت متأخرة كالمعتاد وكان من الأفضل أن تستمر في صمتها".
ومن جانبه قال وزير حماية البيئة غلعاد أردان من الليكود إن "السيدة ليفني لم تتميز أبدا بالقدرة على القيادة وشعب إسرائيل كله يشاهد ويدرك أن الحديث يدور عن موقف جبان يدل أكثر من أي شيء على الصفات التي تتمتع بها السيدة ليفني".
واضاف أردان أنه "إذا كان هذا هو موقفها، تعين عليها أن تقول ذلك وخوض نضال للتأثير بصفتها رئيسة للمعارضة، ولأنها لم تتصرف على هذا النحو كان من الأفضل ألا تتحدث اليوم ايضا، وتسيبي ليفني معزولة عن الواقع وتقول إن إسرائيل ضعفت وحماس تعززت قوتها بينما الحقيقة هي أن ليفني ضعفت".
كذلك هاجمت عضو الكنيست زهافا غلئون من حزب ميرتس ليفني وطالبتها "بترك خطاب التخويف، وبدلا من الترحيب (بالصفقة) ليفني تواصل ترهيبنا".
واضافت غلئون أن "الخطوات العنيفة لحكومة أولمرت – ليفني مثل حملة 'الرصاص المصبوب' العسكرية وسياسة الإغلاق والحصار هي التي أدت إلى تقوية حماس أكثر من أي شيء آخر ولتمديد معاناة غلعاد شاليط في أسر حماس".
وامتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى افتتاح الاجتماع الأسبوعي لحكومته اليوم عن التعقيب على تصريحات ليفني لكنه تطرق إلى صفقة تبادل الأسرى.
وقال نتنياهو إنه "في الأسبوع الماضي أعدنا غلعاد شاليط حيا وبصحة جيدة إلى دولة إسرائيل... والآن، بعد أسبوع غير عادي من الوحدة بين صفوف الشعب، نحن نواصل معالجة التحديات التي بدأنا في مواجهتها قبل سنتين ونصف السنة" عندما بدأت ولاية حكومته.
وقالت ليفني في مقابلة أجرتها معها صحيفة (يديعوت أحرونوت) ونشرتها الأحد إن "إسرائيل اليوم أضعف وحماس أقوى، وليس بإمكان أحد أن يناقش ذلك".
وأضافت أن صفقة التبادل أدت إلى "تزايد قوة حماس، والصفقة ضاعفت قوتها وانظر إلى ما يحدث عندنا، فجأة أصبحنا نصف كبير الإرهابيين بأنه رئيس أركان حماس (في إشارة إلى قائد كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، أحمد الجعبري)، ماذا يعني رئيس أركان حماس؟ هذا يمنحهم شرعية".
وأردفت "الجندي عندنا هو الولد وكبير الإرهابيين عندهم هو رئيس الأركان، وهذا هو التناقض تماما لما يحدث هنا وهو أن حكومة يمينية متطرفة تمنح الشرعية لحماس".
وتابعت ليفني هجومها على حكومة بنيامين نتنياهو قائلة "أنظر إلى ما يحصل في هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، بدلا من إجراء مفاوضات مع الجهات المعتدلة التي بالإمكان التوصل إلى تسوية معها، هي تقوي حماس وترفع الحصار عن غزة وتوافق على شرعية حماس وتمس بشرعية أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) وترفض الاعتذار لتركيا على مقتل مواطنين أتراك (في أسطول الحرية) لكنها تعتذر لمصر على هجوم قُتل خلاله مواطنون إسرائيليون".
وقالت إن "هذا يمس بكل تأكيد بقدرة الردع الإسرائيلية ويوجد لذلك عواقب أمنية خطيرة".
واضافت رئيسة المعارضة أنه "على إسرائيل الدخول الآن في عملية سياسية ذكية وإلا فإن الرسالة التي سيتم تلقيها هي أن إسرائيل تعمل فقط عندما يتم تهديدها، عندما يخطفون جنودا وعندما يطلقون عليها صواريخ".
وقالت إن "حكومة نتنياهو تعمل بشكل معاكس، نتنياهو ليس مستعدا للتحدث مع ابو مازن بسبب اتفاق المصالحة مع حماس والآن نحن نبرم صفقات مع حماس وما زلنا لا نتحدث معه".
واضافت "نحن في الدقيقة ال90 الآن وواجب نتنياهو هو القيام بخطوة سياسية دراماتيكية وإلا فإنه سيكون رئيس الحكومة الذي اقام الدولة الفلسطينية وهذه ستكون حماستان أيضا" في إشارة إلى دولة فلسطينية تسيطر عليها حماس وأنه "يوجد في الصفقة إمكانية لإلحاق ضرر إستراتيجي بدولة إسرائيل".
وأوضحت ليفني أنها تعارض صفقات تبادل الأسرى رغم أن هذه الصفقات هي "أصعب قرار بالإمكان اتخاذه حول طاولة الحكومة، وأشارت إلى أنه "في حينه عارضت الصفقة مع حزب الله لتحرير إلحنان تننبويم وأيدت بقلب مقبوض صفقة اعادة (الجنديين اللذين اسرهما حزب الله) ايهود غولدفاسير وإلداد ريغف" في تموز/ يوليو العام 2006.
وأضافت "رغم ذلك قلت للعائلتين إنه لو كنت أعرف أن الحديث يدور عن جثتين لما أيدت الصفقة".
وأشارت ليفني إلى أنه "في فترة الحكومة السابقة كنت شريكة في ثلاثية، سوية مع ايهود أولمرت وايهود باراك، والتي قررت أنه بشروط مشابهة عدم الموافقة على هذه الصفقة لتحرير (الجندي الأسير غلعاد) شاليط... واتخذت بهذا الشأن القرارات الأكثر غير شعبية بإبقاء شاليط، فالقرار بإبقائه بالأسر أصعب من القرار بتحريره".
وحول صمتها خلال الأسبوعين الأخيرين قالت ليفني "منذ أن انتقلت إلى المعارضة قررت ألا أحول هذه القصة إلى قضية سياسية، ومن جهة لم أوقع على عرائض من أجل ممارسة ضغوط على الحكومة ودفعت جراء ذلك ثمنا سياسيا، ومن الجهة الثانية فإنه خلال اجتماع الحكومة لإقرار الصفقة اتصلت بنوعام شاليط (والد الجندي) وقلت له إني سألتزم بكلمتي ولن أتحدث ضد الصفقة".
ورأت ليفني أن الجمهور في إسرائيل فرض على الحكومة قبول صفقة التبادل مع حماس لكنها قالت إن "القرار قد اتخذ وأنا سعيدة أنه اصبح وراءنا، لكن من الواضح أنه لا ينبغي تحرير مخطوف إسرائيلي بكل ثمن".
وقالت إن لصفقة تبادل الأسرى انعكاسات على الحلبة الدولية وأنه توجد فجوة بين كيف نرى أنفسنا وبين كيف يروننا من الخارج، فمن الخارج إسرائيل هي دولة لا يفهمونها وقد رأيت ذلك عندما التقيت بوزراء خارجية وقادة دول، فقد قالوا لي "أنتم تتوقعون منا أن نحارب الإرهاب بينما أنتم تجرون مفاوضات مع الجهات المتطرفة وتعززون قوة حماس في المنطقة".