مبارك يؤكد استعداد مصر للعب دور امني بغزة وشارون يرجئ التصويت على خطة الانسحاب

تاريخ النشر: 29 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

ذكرت تقارير أن الرئيس المصري حسني مبارك، اكد لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، التزامه الشخصي بضمان الأمن في قطاع غزة بعد ان تنسحب منه اسرائيل. جاء ذلك بينما ارجأ الاخير تصويتا في مجلس الوزراء على خطته للانسحاب من القطاع. 

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية السبت، ان مبارك ابلغ شارون استعداد مصر للقيام بدور امني في غزة ولايفاد خبراء فورا لمساعدة السلطة الفلسطينية على بسط الامن. 

وهذه اول مرة تعلن فيها مصر استعدادها للقيام بدور امني في غزة في اطار خطة شارون للانسحاب من القطاع الذي كان تحت الادارة المصرية قبل حرب يوينو 1967. 

وكانت القاهرة تكتفي حتى الان بتاكيد استعدادها لتامين الحدود بين مصر وقطاع غزة واستعدادها لاستضافة افراد الشرطة الفلسطينية لتدريبهم. 

واكدت الوكالة ان مبارك بعث رسالة الى شارون اكد فيها إستعداد مصر "لبذل كافة الجهود لمساعدة السلطة الفلسطينية فى تنفيذ التزاماتها حيال خارطة الطريق بما فى ذلك الالتزام بتحسين الوضع الامنى فى كافة الاراضى الفلسطينية خاصة فى قطاع غزة وفى القيام بالاصلاحات اللازمة والهادفة تمكينها من السيطرة الكاملة على الاراضى الفلسطينية بدءا بالمناطق التى سيتم إخلاؤها فى إطار الانسحاب". 

كما أبلغ مبارك رئيس الوزراء الاسرائيلي إستعداد مصر لايفاد مجموعة من الخبراء المتخصصين ذوي الخبرة فى كافة المجالات خاصة فى مجالات الامن فورا الى الاراضى الفلسطينية بهدف مساعدة السلطة الفلسطينية على القيام بمسؤوليتها عن الامن. 

وأكد في رسالته تأييد مصر لاي إنسحاب إسرائيلي من الاراضى الفلسطينية المحتلة فى قطاع غزة والضفة الغربية طالما كان ذلك فى إطار التنفيذ الكامل لخارطة الطريق الهادفة لاقامة الدولة الفلسطينية ومتفقا مع البيان الصادر عن اللجنة الرباعية فى نيويورك حول هذا الموضوع فى الرابع من ايار/مايو الجارى.  

وجاءت رسالة الرئيس المصري، حسب وكالة انباء الشرق الاوسط، ردا على رسالة كان تلقاها من شارون يبلغه فيها بمضمون خطته المعدلة للانسحاب من غزة وبعض مناطق الضفة الغربية. 

لكن الرئيس مبارك اشترط في تصريحات ادلى بها في موسكو الجمعة ونشرتها الصحف المصرية السبت الحصول على ضمانات من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي لتامين الخبراء المصريين المزمع ايفادهم الى غزة.  

وقال "لابد ان نضمن الامن لرجالنا الذين يتوجهون الى هناك لتدريب الفلسطينيين ولابد ان يضمنه الجانبان الاسرائيلي والفلسطيني". واوضح أن تامين خط الحدود "يحتاج الى مناقشة من جانبنا ومن جانبهم".  

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة، أن مبارك، أبلغ دوف فايسغلاس، مدير ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي التعهد المصري بلعب دور في غزة في "محادثة سرية أجراها معه في قصره في القاهرة، قبل عشرة أيام.  

وأضافت الصحيفة أن مبارك وشارون "توصلا، بعد ذلك التعهد، إلى تفاهم حول الترتيبات الأمنية في قطاع غزة، التي ستلي الانسحاب الإسرائيلي".  

واضافت انه تم الاتفاق كذلك على "الترتيبات الأمنية على الحدود بين قطاع غزة ومصر. و..على تفاصيل التفاهمات خلال الزيارة التي قام بها مدير المخابرات المصرية عمر سليمان (لاسرائيل الاسبوع الماضي) والتي شملت لقاءات مع..شارون، ووزير الدفاع شاوول موفاز، ووزير الخارجية، سيلفان شالوم".  

وأوضحت الصحيفة أنه تم خلال محادثات سليمان مع الجانب الإسرائيلي، "بلورة اتفاق يقضي بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، مقابل سماح إسرائيل لمصر بارسال قوة تضم عشرات المدربين الأمنيين إلى غزة للمساعدة في إعادة تأهيل وتفعيل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، والإشراف على عملها".  

إضافة إلى ذلك ينص الاتفاق، بحسب "يديعوت احرونوت" على قيام مصر بنشر وحدات منتخبة من حرس الحدود المصري على امتداد الحدود المصرية المتاخمة لمحور فلادلفي. وستتولى هذه القوات العمل لمنع تهريب الأسلحة إلى غزة.  

وقالت الصحيفة ان الجانبين المصري والاسرائيلي اتفقا على إجراء اتصالات بين طواقم أمنية من البلدين، في الأيام القريبة، بهدف استكمال الخطة والتوصل إلى إتفاق حول حجم القوات المصرية التي سيسمح بدخولها إلى قطاع غزة.  

واشارت الى ان مصادر سياسية رفيعة كانت اكدت حدوث تقارب ملموس، في الأيام الأخيرة، بين مصر وإسرائيل على هذا الصعيد.  

وكانت إسرائيل نفت الخميس أنباء تحدثت عن احتمال قيام الرئيس مبارك بإرسال رسالة شخصية إلى شارون تتضمن التزاماً مصريًا بالتفاهمات. وأكدت المصادر عدم التوصل إلى أي تفاهم بشأن الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفي. 

وجاء الكشف عن هذه التعهدات والاتفاقات في وقت اعلن فيه مصدر سياسي الجمعة ان شارون ارجأ الى اجل غير مسمى تصويتا في مجلس الوزراء على خطته بشأن الانسحاب من غزة بعدما تبين انه لن يحشد اغلبية من الوزراء لدعمه.  

وقال المصدر "لن يكون هناك تصويت يوم الاحد." واضاف "شارون سيقدم فقط خطته وسيبدأ النقاش بشأنها."  

لكن مصدرا في مكتب شارون قال ان التصويت في مجلس الوزراء قد يحدد له موعد جديد اعتبارا من السادس من حزيران/يونيو.—(البوابة)—(مصادر متعددة)