حضر القائد العسكري في الحكومة الليبية المؤقتة الجديدة اجتماعا يوم الجمعة بين رجال من قبيلة الطوارق ومقيمين عرب في بلدة غدامس الواقعة في جنوب غرب ليبيا بهدف تسوية خلافات تحولت في الاونة الاخيرة إلى أعمال عنف.
وجذبت البلدة الصحراوية التجارية والقريبة من الحدود مع الجزائر اهتمام العالم هذا الاسبوع عندما قال مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي الليبي ان الزعيم المخلوع معمر القذافي ربما يكون مختبئا في المنطقة.
وقبل دخوله الاجتماع الذي عقد في البلدة الواقعة على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب غربي العاصمة طرابلس لم يعلق سليمان محمود العبيدي القائد العسكري في المجلس على التقرير ولا على البحث عن القذافي.
وقال لرويترز انه موجود في البلدة ليشهد الاتفاق بين غدامس والطوارق وان هناك مشكلة منذ يوم 17 يوليو تموز.
وذكر العبيدي الذي شارك في انقلاب عام 1969 الذي أدى الى وصول القذافي للسلطة أنه انضم الى الثورة في 20 رمضان الماضي.
وأضاف أن القذافي أرسل اليه يوم 17 رمضان ألف قطعة سلاح لمهاجمة بلدة درنة لكنه رفض وأرسل الزعيم المخلوع اليه مرتزقة يوم 18 رمضان لنفس الغرض لكنه رفض ثم انضم الى الثورة يوم 20 رمضان.
ووقعت مناوشات بين الطوارق في منطقة غدامس هذا الشهر ومجموعات مسلحة تناصر الحكومة الانتقالية الليبية في صراع ألقى الضوء على التحديات التي تواجه الحكام الجدد في ليبيا حتى يكسبوا ولاء القبائل المتحاربة.
وأيد الطوارق الذين يعيشون في صحراء ليبيا وجيرانها القذافي وينظرون الى المجلس الوطني الانتقالي الليبي بعين الريبة.
وصرح مسؤولون في المجلس في طرابلس مطلع الاسبوع بأن البلدة التي تسيطر عليها قواتهم تعرضت لهجوم من قوات تابعة للقذافي ربما تتبع خميس ابن الزعيم المخلوع.
لكن مصادر أخرى قالت ان الاشتباك كان بين الطوارق وأهل البلدة وهي رواية تثير قلقا أكبر في نفس المجلس الوطني لانها تشير الى الانقسامات العميقة في المجتمع الليبي والتي ستبقى حتى اذا انهزم ما تبقى من قوات القذافي.
ويؤيد الكثير من الطوارق القذافي لانه ساند تمردهم على حكومتي مالي والنيجر في السبعينيات من القرن الماضي كما سمح للكثير منهم فيما بعد بالاستقرار في جنوب ليبيا.
والقبيلة مهمة للامن الاقليمي لان لها نفوذا كبيرا في الصحراء الشاسعة التي يستغلها في كثير من الاحيان مهربو مخدرات واسلاميون متشددون يتخذون منها ملاذا امنا للتخطيط للهجمات