مسؤول عمليات 'السي أي ايه' يتبع مديره وبوش ينفي علمه المسبق بالاستقالة

تاريخ النشر: 04 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قرر مسؤول العمليات السرية "للسي أي ايه" جايمس بافيت مغادرة الوكالة بعد استقالة مديره جورج تينيت والتي اكد البيت الابيض عدم علم الرئيس جورج بوش بها مسبقا كما نفت الخارجية علاقتها بالمعلومات الخاطئة التي ابلغتها الوكالة للوزير كولن باول بشأن اسلحة العراق.  

وبافيت المدير المساعد لجهاز العمليات في وكالة الاستخبارات، هو مسؤول العمليات السرية التي تنفذها الوكالة.  

وقد اتخذ بافيت قراره قبل الاعلان عن استقالة مدير الوكالة جورج تينيت كما اوضح المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته.  

وأمضى جيمس بافيت في وكالة المخابرات الاميركية 31 عاما وهو يرأس جميع العمليات السرية بها منذ خمس سنوات.  

وقال تينيت إنه يتنحى عن منصبه بعد سبع سنوات في قيادة وكالة المخابرات الاميركية لاسباب شخصية تستهدف أساسا تمضية وقت أكبر مع عائلته.  

وسيسجل عهد تينيت إلى جانب بافيت على أنه أكبر عهود الفشل في المخابرات الاميركية بسبب هجمات أيلول/سبتمبر عام 2001 على الولايات المتحدة والاعتقادات الخاطئة قبل الغزو الاميركي للعراق في العام الماضي بأن نظام صدام حسين كان يمتلك أسلحة دمار شامل.  

وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان الخميس ان بوش لم يطلب من تينيت الاستقالة ولم يكن على علم مسبق بانه سيقدم استقالته.  

وصرح ماكليلان للصحافيين ان الرئيس "لم يطلب من تينيت الاستقالة" مضيفا ان بوش "لم يتلق علما مسبقا بذلك قبل الاربعاء" عندما ابلغ تينيت الرئيس انه سيترك المنصب الذي شغله مدة سبع سنوات.  

وطبقا لماكليلان فقد طلب تينيت لقاء بوش ورئيس موظفي البيت الابيض اندرو كارد الاربعاء.  

والتقى تينيت ببوش لحوالى 45 دقيقة ليل الاربعاء الخميس بعد ان عاد الرئيس الاميركي من اكاديمية القوات الجوية في كولورادو حيث القى كلمة، طبقا للمتحدث.  

واضاف ماكليلان ان "هذا قرار اتخذه المدير تينيت لاسباب شخصية. ولا يمكن ربطه باي شيء اخر".  

واوضح ان تينيت ذكر في رسالة الاستقالة انه "بحث مع عائلته خلال الاشهر العديدة الماضية" مسالة تخليه عن منصبه.  

ومن جهة اخرى اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ادم ايريلي عدم وجود صلة بين استقالة تينيت والمعلومات الخاطئة التي ابلغتها الوكالة لوزير الخارجية الاميركي كولن باول في شأن اسلحة الدمار الشامل العراقية.  

وقال المتحدث ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي، "لا نقيم صلة بين الامرين".  

وابدى باول استياءه في الفترة الاخيرة بعدما تبين خطأ المعلومات حول المختبرات العراقية النقالة القادرة على انتاج اسلحة كيميائية وبيولوجية التي عرضها امام الامم المتحدة في الخامس من شباط/فبراير بناء على معلومات من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.  

وحمل مسؤولون اميركيون عراقيين مقربين من رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي مسؤولية هذا الخطأ، ملمحين الى ان هؤلاء تعمدوا خداع السي آي ايه.  

ونفى الجلبي من جهته تورطه في ذلك.  

وقال ايريلي عن المختبرات النقالة "تبين ان المصادر غير دقيقة"، الا انه اكد ان "الامر يتعلق بقضية منفصلة تماما لا علاقة لها بقرار تينيت مغادرة الوكالة لاسباب شخصية".  

وكان تينيت الى جانب باول في الامم المتحدة في شباط/فبراير 2003 اثناء محاولة وزير الخارجية الاميركي اقناع الاسرة الدولية بوجود اسلحة دمار شامل في العراق لم يتم العثور على اي اثر منها بعد اجتياح العراق.  

ولم يوفر الجلبي تينيت بعد استقالته واتهم سياساته بانها تسببت في موت مئات العراقيين بلا طائل في هذه المحاولات.  

وأضاف الجلبي أن تينيت قدم معلومات خاطئة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية للرئيس بوش تسببت في إحراج شديد للإدارة الأميركية في الأمم المتحدة وداخل الولايات المتحدة نفسها. 

عملية اصلاح واسعة 

الى ذلك، فقد دعت مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ النافذين الديموقراطيين والجمهوريين ليل الخميس الجمعة الى عملية اصلاح واسعة للاستخبارات بعد الاستقالة غير المتوقعة لتينيت.  

واقترح هؤلاء الاعضاء وبينهم الديموقراطيان جون روكفلر وبوب غراهام والجمهوريان اولمبيا سيمون وترينت لوت مشروع قانون ينص على عملية اصلاح واسعة لاجهزة الاستخبارات التي تواجه انتقادات حادة بسبب تقصيرها في العراق وفي مكافحة الارهاب قبل اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 .  

ويشغل روكفلر منصب نائب رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ.  

ويقضي هذا النص خصوصا باحداث منصب مدير مكلف الاستخبارات الوطنية يرئس وكالات الاستخبارات الـ15 في الولايات المتحدة بما فيها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه).  

وسيكلف الشخص الذي يشغل هذا المنصب جزء كبيرا من العمل الذي يقوم به حاليا مدير وكالة الاستخبارات المركزية لكنه لن يكون ملزما بالادارة اليومية للوكالة.  

وقال اعضاء مجلس الشيوخ في بيان ان "هذا التنظيم سيمنح مدير الاستخبارات الوقت اللازم للتأكد من ان وكالة الاستخبارات المركزية تقوم بعملها على افضل وجه ممكن لجمع وتحليل وتوزيع المعلومات".  

واضافوا "بقرار كهذا يمكننا ان نبدأ الاصلاحات اللازمة للاستخبارات في مرحلة ما بعد سقوط الاتحاد السوفياتي لنواجه تهديد الارهاب غير المنبثق عن الدول".  

وكانت استقالة تينيت فاجأت الكونغرس حيث تساءلت المعارضة الديموقراطية ما اذا كان مدير السي آي ايه كبش الفداء لكل الاخطاء التي ارتكبتها ادارة الرئيس جورج بوش في العراق.  

ورأى معظم الجمهوريين ان هذا القرار "مناسب" لبدء الاصلاحات اللازمة لاجهزة الاستخبارات.  

وقالت دايان فينستين العضو الديموقراطي في مجلس الشيوخ ان "استقالة مدير للسي آي ايه قبل اشهر من الانتخابات الرئاسية وفي اوج حالة انذار من هجوم ارهابي محتمل كبير امر غير عادي".  

واشاد عدد من المسؤولين الجمهوريين ومن بينهم ترينت لوت باداء تينيت لكنهم رأوا ان استقالته "تشكل مناسبة لتجديد قياد السي آي ايه واصلاح اجهزة الاستخبارات".  

وجاءت اقسى الانتقادات من السناتور الجمهوري ريتشارد شيلبي الذي رأى ان تينيت "كان يجب ان يستقيل منذ فترة طويلة"، موضحا ان ادارة وكالة الاستخبارات المركزية "لم تشهد في تاريخها فشلا كالذي تواجهه اليوم".  

ورأى السناتور الديموقراطي كارل ليفين ان رحيل تينيت "يجب الا يمنع الكونغرس من مواصلة التحقيق لالقاء الضوء على الخلل الخطير في عمل الاستخبارات في العراق".  

وقال ان "سوء استخدام المعلومات الاستخباراتية في العراق وتضخيمها ابعد من وكالة الاستخبارات المركزية وجرى على اعلى مستويات الدولة".  

ماكلوخلين يتولى مهام تينيت  

وكان الرئيس بوش اعلن الخميس ان جون ماكلوخلين، نائب تينيت، سيتولى مهام المدير الجديد للوكالة.  

وكان جون ماكلوخلين (61 عاما) قد أدى القسم لتسلم منصب نائب مدير الوكالة المخابرات المركزية في 19 تشرين الاول/أكتوبر عام 2000.  

وقد خدم من قبل قائما بأعمال المنصب ونائب المدير لشؤون الاستخبارات ونائب الرئيس لقسم التوقعات وقائما بأعمال رئيس مجلس المخابرات الوطني.  

بدأ ماكلوخلين عمله في الوكالة عام 1972 ومنذ ذلك الحين عمل في عدد من القضايا الاوروبية والروسية والآروآسيوية.  

بين عامي 1984 و1985 خدم في سفارات الولايات المتحدة ضمن مكتب الشؤون الكندية والاوروبية حيث كان مسؤولا عن متابعة العلاقات الاوروبية مع الشرق الاوسط وأميركا الوسطى وأفريقيا.  

في أيلول/سبتمبر عام 1985 أصبح نائب مدير مكتب التحليلات الاوروبية وفي نيسان/أبريل من عام 1989 وفي الوقت الذي كانت فيه أوروبا بدأت الشعور بآثار عدم الاستقرار للسياسات الاصلاحية المتشددة لميخائيل جورباتشوف تم تعيين ماكلوخلين مديرا لمكتب التحليلات الاوروبية.  

وبعد ثلاثة أشهر من تفكك الاتحاد السوفييتي تم تعيين ماكلوخلين مديرا لتحليلات الخاصة بالدول السلافية والارو آسيوية الذي استمر فيه حتى عام 1995 والتي قام فيها بالتركيز على القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية في روسيا ونحو 14 دولة أخرى انفكت عن الاتحاد السوفييتي.  

حصل ماكلوخلين على درجة البكالوريوس من جامعة ويتبيرج عام 1964 ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جون هوبكنز عام 1966 وخلال سنوات عمله أمضى سنة واحدة في مبنى الكونجرس مساعدا للسيناتور جوزيف كلارك.  

وما بين عامي 1966 و1969 خدم في الجيش الاميركي وقام أثناء خدمته بالخدمة في جنوب آسيا بين أعوام 1968 و1969.—(البوابة)—(مصادر متعددة)