دعا زعيم حماس خالد مشعل المجتمع الدولي الى احترام اتفاق مكة ورفع الحصار عن الفلسطينيين، فيما برز خلاف بين الرئيس محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت حول جدول اللقاء الذي سيجمعهما بوزيرة الخارجية الاميركية الاثنين المقبل.
وقال مشعل في مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية الثلاثاء "ان زمن الانحياز لسياسات إسرائيل لم يبق له مكان وأن ذلك لن يخدم مصالح الغرب"، مبينا ان اتفاق مكة "سوف يشق الطريق لإعادة بناء السلطة الفلسطينية لتضم كل الأطراف وتصبح الممثل الشرعي لكل الشعب الفلسطيني".
ووصف الاتفاق الذي توصلت اليه حركتا حماس وفتح بانه بداية مرحلة تاريخية جديدة في نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.
واكد ان الموقعين على الاتفاق عازمون على نسيان وضع الاقتتال الداخلي الأخير الذي عزاه الى التدخل الأجنبي والعقوبات القاسية التي فرضتها إسرائيل وحلفاؤها على الشعب الفلسطيني.
ومن جانبه، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الاثنين اللجنة الرباعية الدولية بانهاء الحصار بعد اتفاق مكة المكرمة الذي ينص خصوصا على تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ومن المرتقب ان تدرس اللجنة الرباعية هذا الاتفاق في 21 شباط/فبراير في برلين بعد الاجتماع الثلاثي المقرر في 19 من الشهر الحالي بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.
واضاف هنية "اليوم هناك موقف اميركي حذر او غير متفاعل مع الاتفاق نقول للادارة الاميركية هذه ارادة فلسطينية وموقف فلسطيني موحد وعلى الجميع ان يحترم ارادة الشعب الفلسطيني".
وفي ما يتعلق بالملف الامني قال هنية "امامنا كيف ننهي الفلتان وكيف نضبط السلاح ونوفر الامن ونحمي المؤسسات والمقدرات ونعيد الاعتبار للمنظومة الامنية للشعب الفلسطيني ..وكيف نعيد بناء وهيكلة المؤسسة الامنية على اساس انها لكل ابناء الشعب الفلسطيني بعيدا عن العصبية ومنفذة لتعليمات القيادة السياسية ايا كانت هذه القضايا".
اللقاء الثلاثي
في هذه الاثناء، برز خلاف بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بشأن القضايا التي سيتم بحثها خلال اللقاء الثلاثي الذي سيجمع في القدس الاسبوع المقبل كلا من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.
ورغم هذا الخلاف، الا ان رايس تصر على عقد الاجتماع المقرر الاسبوع المقبل من اجل اظهار التقدم في العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
ووفقا لمصادر في الحكومة الاسرائيلية، فان اولمرت يرفض بحث ثلاثة قضايا تعد عناصر جوهرية في اية اتفاقية سلام نهائية مع الجانب الفلسطيني، وهي اللاجئين والقدس وانسحاب اسرائيل الى حدود عام 1967، وذلك بسبب انه يرى ان ابراز مثل هذه القضايا سيحكم على اللقاء الثلاثي بالفشل.
ونقلت صحيفة "هارتس" عن المصادر الحكومية قولها انه "لا يوجد شك في ان ابو مازن (عباس) سيكون عليه تقديم تنازلات في هذه القضايا نظرا للموقف الاسرائيلي، وليس واضحا ان بمقدوره تمريرها (التنازلات) في الشارع الفلسطيني".
وايضا تعتقد وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان قضايا الحل النهائي يجب ان لا يتم بحثها الان، لانها ستتسبب في افشال المحادثات الثلاثية وتشعل عنفا جديدا كما حصل عقب قمة كامب ديفيد عام 2000.
وهي تعتقد ان المحادثات ينبغي ان تركز على انشاء دولة فلسطينية ضمن حدود مؤقتة كما هو مقترح في المرحلة الثانية من خطة خارطة الطريق.
كما يصر اولمرت وليفني على ان أي مباحثات يجب ان تكون افتراضية، مع اشتراطات بان يتم الوفاء بشروط المرحلة الاولى من خارطة الطريق والتي تنص على تفكيك الفصائل الفلسطينية المسلحة.
ونقلت هارتس عن مصدر حكومي قوله انه بسبب الصعوبات التي قد يخلقها بحث قضايا الوضع النهائي فان "التعريف المفترض الذي تم وضعه لهذه المحادثات هو (محادثات)
–الافق السياسي-".كما ينوي اولمرت التشديد على ان اللقاء الثلاثي ليس بديلا عن المحادثات الثنائية المباشرة والتي يجب ان تكون القناة الرئيسية لاي تقدم سياسي.
وكان عباس قدم مطلع الاسبوع وجهة نظره ازاء هذا اللقاء والتي تتعارض تماما مع موقف اولمرت. وقال ان "هذا اللقاء الثلاثي سيضع معالم الطريق لبدء عملية سلام النهائية".
واضاف "اتفقنا مع رايس مسبقا انه يجب ان نذهب للحل النهائي ويبدأ التفاوض على قضايا الحدود والمستوطنات واللاجئين والدولة وسنضع عند بدء هذه المفاوضات جدولا زمنيا لتطبيق" ذلك.وفي هذه الاثناء، فقد وصل وفد اميركي الى اسرائيل من اجل التحضير للقاء. وقالت مصادر اميركية واسرائيلية الاثنين ان من المفترض ان يتبع اللقاء مؤتمر صحفي، وذلك بخلاف اللقاء الثلاثي الاول الذي عقد قبل نحو شهرين والذي لم يظهر فيه اولمرت وعباس ورايس امام الصحفيين.