قتل جندي اميركي في بغداد وهزت سلسلة انفجارات مدينة النجف بعد اشتباك القوات الاميركية مع عناصر من جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر على اطراف المدينة. في حين قدم الجنرال الاميركي المسؤول عن ادارة السجون العسكرية في العراق اعتذاره للعراقيين عن عمليات تعذيب الاسرى وكذلك فعلت كونداليزا رايس.
وقال شهود ان سحابة كبيرة من الدخان شوهدت ترتفع عقب الانفجارات التي دوت غرب المدينة، وجاءت بعد ساعات من الاشتباك الذي وقع بين القوات الاميركية وجيش المهدي.
وانسحبت المدرعات الاميركية بعد الاشتباك الى مسافة كيلومتر واحد فقط من ضريح الامام علي حيث تحصن عناصر جيش المهدي.
ولم يصب احد بجروح في هذا الاشتباك الذي قال متحدث باسم الصدر هو الشيخ احمد الشيباني، ان مقاومين اطلقوا خلاله قذائف صاروخية وقنابل على قافلة لقوات التحالف.
وكان ستة عشر عراقيا وجنديا من قوات التحالف قتلوا الليلة الماضية في اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال وعناصر جيش المهدي في مدينتي كربلاء والديوانية.
وفي تطور اخر، قال الجيش الاميركي إن جنديا اميركيا توفي جنوبي بغداد يوم الاربعاء بعد ان اصطدمت شاحنة قمامة بالسيارة الهمفي التي كان يستقلها عند نقطة تفتيش.
واضاف في بيان ان الجندي الذي ينتمي الى الفرقة الاولى المدرعة توفي متاثرا بالجروح التي اصيب بها فيما وصفه البيان بهجوم باستخدام شاحنة قمامة حاولت اختراق نقطة التفتيش.
قائد السجون ورايس يعتذران
الى ذلك، قدم الجنرال الاميركي المسؤول عن ادارة السجون العسكرية في العراق اعتذاره واعتذار أمته لشعب العراق عن فضيحة انتهاك حقوق السجناء العراقيين على ايدي جنود اميركيين في سجن ابو غريب في بغداد.
قال الميجر جنرال جيفري ميللر للصحفيين من امام سجن ابو غريب خارج العاصمة العراقية بغداد الذي ارتكبت فيه الانتهاكات العام الماضي "اود ان اعتذر باسم امتنا وباسم جيشنا نيابة عن عدد صغير من القادة والجنود الذين ارتكبوا اعمالا غير مجازة وغير قانونية على الارجح بحق المحتجزين هنا في ابو غريب."
وجاء اعتذار ميلر فيما رفض وزير الدفاع دونالد رامسفلد تقديم مثل هذا الاعتذار.
وحين سُئل رامسفيلد خلال برنامج تلفزيوني في "ايه بي سي" عما اذا كان يريد الاعتذار للشعب العراقي عن عمليات التعذيب التي كشفت عنها صور نشرت الاسبوع الماضي، قال "يا الهي اي اميركي يرى الصور التي رأيناها يجب ان يقر بالخطأ ازاء عراقيين تعرضوا للانتهاك ويقر بأن هذا شيء غير مقبول وغير اميركي".
وقدمت كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس الاميركي جورج بوش للامن القومي اعتذارا عن انتهاك حقوق السجناء العراقيين فيما يسعى البيت الابيض لتهدئة غضب متزايد في العالم العربي.
وقالت رايس في مقابلة مع تلفزيون العربية يوم الثلاثاء "نأسف بشدة لما حدث لهؤلاء الناس ولما تشعر به العائلات. لم يكن ذلك صوابا. وسنصل الى أساس ما حدث."
وسيوجه بوش كلمة للامة من خلال مقابلتين مع قناتي العربية والحرة التلفزيونيتين يوم الاربعاء في البيت الابيض.
وألحقت صور لسجناء عراقيين وقد نزعت عنهم ملابسهم وتعرضوا للاهانة وسوء المعاملة أضرارا جسيمة باحترام ومصداقية الولايات المتحدة خاصة في العالم العربي.
ويحاول كبار المسؤولين في الادارة الاميركية التقليل من حجم هذا الضرر لكن لم تفلح وعودهم في التحقيق مع المتورطين ومعاقبتهم في تهدئة الجدل المثار. وتواجه واشنطن غضبا متزايدا بين العرب بسبب اساءة معاملة سجناء عراقيين والعمليات العسكرية الاميركية ضد المقاومة العراقية وتأييد بوش لخطة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل
شارون للاحتفاظ بمستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة واسقاط حق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وقالت رايس "من الواضح انه لا بد من احتجاز من يرتكب خطأ لكن يجب ان يعاملوا باحترام".
وأثارت الصور التي نشرت الاسبوع الماضي للقوات الاميركية وهي تسيء للعراقيين في السجن مشاعر الغضب ضد الاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة للبلاد وتركت واشنطن تجاهد لتحسين صورتها قبيل تسليم السلطة الرسمي للعراقيين.
وقد طالبت روسيا الامم المتحدة بالتحقيق في عمليات التعذيب التي ارتكبها الجنود الاميركيون والبريطانيون.
ونقل عن يوري فيدوتوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله الاربعاء ان الامم المتحدة يجب أن تحقق في اتهامات جنود أميركيين وبريطانيين بممارسة التعذيب في العراق.
وتظاهر مئات العراقيين الاربعاء امام سجن ابو غريب للمطالبة باطلاق السجناء الموجودين فيه.—(البوابة)—(مصادر متعددة)