اكد مسؤولون في تنظيمات كردية سورية ان 30 كرديا قتلوا منذ الجمعة، في المواجهات بين الاكراد من جهة وقوات الامن والعرب من جهة اخرى، فيما تظاهر الاف الاكراد العراقيين في اربيل احتجاجا على "القمع" الذي يتعرض له ابناء جلدتهم في سوريا وطالبوا بتدخل دولي للدفاع عنهم.
وقال عبد العزيز داوود الامين العام للحزب الديموقراطي التقدمي الكردي (محظور) "اوقعت الاشتباكات التي بدات الجمعة في القامشلي 30 قتيلا من الاكراد في محافظتي الحسكة (شمال شرق) وحلب (شمال غرب)".
واكد صلاح كدو عضو المكتب السياسي لحزب اتحاد الشعب الكردي (محظور) هذه الارقام مضيفا ان الاشتباكات اسفرت ايضا عن اصابة 250 كرديا.
واضاف داوود ان "الاشتباكات التي بدات الجمعة في القامشلي تحولت الى صدامات بين اكراد وبين قبائل عربية مدعومة من قوات الامن".
ويقل عدد الضحايا الذي قدمه داوود وكدو عن الرقم الذي اعلنه مشعل تيمو العضو ايضا في المكتب السياسي لحزب كدو.
وكان مشعل قد اشار الى مقتل 17 كرديا منذ الثلاثاء اضافة الى 19 كرديا قتلوا في وقت سابق مما يرفع اجمالي عدد الضحايا الاكراد الى 36 قتيلا.
ودعا داوود "المسؤولين (السوريين) الى منع افراد العشائر العربية من مهاجمة القرى والبلدات الكردية" والى "العمل على تهدئة الاوضاع بسحب قوات الامن من مدينة القامشلي وعدة احياء مجاورة لحلب واطلاق سراح مئات المعتقلين".
من جانبه اكد كدو ان الاحزاب والحركات الكردية السورية الاحد عشر عقدت اجتماعا الثلاثاء اتفق خلاله على "الاسهام في عودة النظام من خلال تهدئة النفوس".
وكانت الاضطرابات بدات الجمعة في القامشلي (600 كلم شمال شرق دمشق)، حيث يوجد تجمع كردي كبير، قبل مباراة كرة قدم بين فريقي الجهاد (القامشلي) والفتوة (دير الزور) عندما اطلق انصار الفريق المنافس هتافات معادية للزعماء الاكراد العراقيين وحملوا صورا للرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وفي اليوم التالي تحولت تظاهرات احتجاج الى اعمال شغب.
وقال تيمو ان بلدات كردية تعرضت على الاثر لهجوم عشائر عربية قامت باعمال انتقامية بعد مقتل عرب على يد اكراد السبت والاحد في القامشلي.
والثلاثاء اندلعت اشتباكات دموية جديدة في محافظة حلب بين عناصر الامن وبين اكراد كانوا يحيون ذكرى مذبحة حلبجة (العراق) التي قتل فيها خمسة الاف كردي بالغازات السامة التي اطلقها جيش صدام حسين.
واستنادا الى شهود ومصادر في المستشفيات اصيب حوالي عشرة من عناصر الامن بجروح بينهم ثلاثة اصاباتهم خطرة وذلك نتيجة رشقهم بالحجارة خلال هذه المظاهرات.
وفي العراق تظاهر الاف الاكراد العراقيين في اربيل، شمال العراق، احتجاجا على "القمع" الذي يتعرض له الاكراد في سوريا ودعوا الامم المتحدة والولايات المتحدة الى التدخل للدفاع عنهم.
وسار المتظاهرون في حي مسيحي في اربيل حيث توجد معظم مكاتب الامم المتحدة التي غادر موظفوها العراق قبل عدة اشهر بسبب انعدام الامن.
وهتف المتظاهرون ومعظمهم من الطلاب الاكراد العراقيين وكذلك السوريين، هتافات معارضة للنظام السوري وشجبوا "القمع الدامي" الذي يتعرض له الاكراد في سوريا.
وهتف المتظاهرون "القامشلي، حلبجة" مقارنين بين المدينة الكردية التي تعرضت لقصف كيميائي في 1988 اسفر عن مقتل خمسة الاف شخص، ومدينة القامشلي شمال شرق سوريا حيث قتل 19 كرديا الجمعة والسبت الماضيين في مواجهات مع قوى الامن اثر اعمال شغب قبل افتتاح مباراة لكرة القدم.
وقرأ المتظاهرون مذكرة موجهة الى الامين العام للامم المتحدة يطالبون فيها "بانهاء العنف والجرائم المرتكبة بحق الشعب الكردي في كردستان سوريا".
وتدعو المذكرة الامم المتحدة الى تشكيل لجنة للتحقيق في هذه "الجرائم" والى اصدار قرار من مجلس الامن الدولي يدين "القمع واستخدام القوة ضد الاكراد في سوريا".
وطالب المتظاهرون بالافراج عن الاكراد المسجونين.
وسلمت نسخة من المذكرة الى الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر.
ودعا بعض المتظاهرين الى تدخل اميركي عسكري ولا سيما اقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا كتلك التي فرضتها الولايات المتحدة وبريطانيا بعد حرب الخليج في 1991 لحماية كردستان العراق.—(البوابة)—(مصادر متعددة)