مقتل 4 جنود أميركيين..جيشا الاحتلال والمهدي يستعدان لاخلاء النجف والصدر يهاجم الحكومة

تاريخ النشر: 04 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

قتل 4 جنود اميركيين في هجوم قرب مدينة الصدر في بغداد، بينما بدأ جيش المهدي والقوات الاميركية استعداداتهما للانسحاب من النجف تطبيقا لاتفاق وافق عليه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وقد هاجم الاخير الحكومة الجديدة فيما تم الاعلان عن تعيين فريق لتنظيم أول انتخابات حرة في البلاد. 

وقال متحدث عسكري اربعة جنود قتلوا واصيب خمسة اخرون في انفجار استهدف قافلتهم في بغداد حوالى الساعة 1.30 بعد الظهر، مشيرا الى انه يجري التحقيق في ملابسات الحادث. 

وقال شهود ان ألسنة اللهب وأعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من حطام مركبة عسكرية فيما كان جنود اخرون يسحبون الجنود القتلى والجرحى من مكان الانفجار رجحوا ان يكون ناجما عن قذيفة صاروخية. 

واعتاد المقاومون استخدام القذائف الصاروخية في الكثير من هجماتهم على القوات الاميركية في العراق. كما يستخدمون بكثرة القنابل التي يزرعونها على الطرق لالحاق خسائر بالقوافل العسكرية الاميركية. 

انسحاب القوات من النجف 

وفي الاثناء، بدأ عناصر جيش المهدي والقوات الاميركية استعدادتهم لاخلاء مدينة النجف تطبيقا لاتفاق اعلن مكتب الزعيم الشيعي المتشدد مقتدى الصدر انه تم توصل اليه مع البيت الشيعي. 

ويقضي الاتفاق بسحب عناصر ميليشيا جيش المهدي من المدن الشيعية المقدسة ونشر مراقبين لمنع حدوث خروقات. 

وصرح قيس الخزعلي الناطق الرسمي باسم مكتب الصدر ليل الخميس الجمعة "من جهتنا ستختفي كل المظاهر المسلحة في المدن المقدسة وسنقوم بحل المحكمة الشرعية واطلاق سراح كل المعتقلين فيها", موضحا ان "تنفيذ هذه المبادرة سيكون من صباح اليوم". 

وتوصل الى "مبادرة" ليل الخميس الجمعة بين تيار الصدر والبيت الشيعي (يضم كل التيارات والاحزاب الشيعية) اثر اجتماعات متتالية ضمت العضو الشيعي في مجلس الحكم احمد الجلبي والزعيم مقتدى الصدر ومسؤولي البيت الشيعي في دار الضيافة في مرقد الامام علي في النجف. 

وفي بيان صدر اثر الاجتماعات, قال حيدر الصوفي الناطق الرسمي للبيت الشيعي ان المبادرة التي تم الاتفاق عليها تنص على "تعزيز وتأكيد وقف اطلاق النار واستكمال سحب المظاهر المسلحة من داخل المدن المقدسة سواء في النجف او الكوفة". 

كما تنص على "نشر مواطنين من البيت الشيعي لمراقبة الخروقات التي تحدث والجهة التي تقوم بها" ومطالبة محافظ النجف عدنان الذرفي "نشر قوات الشرطة من اهالي النجف الاشرف داخل المدينة المقدسة لتحل محل الميليشيات ". 

وطالب المجتمعون "قوات الاحتلال بالالتزام بالتواجد في النقاط المحددة لها وعدم مداهمة البيوت واعتقال الاشخاص في مدينتي النجف والكوفة". 

واعلنت هدنة في 27 ايار/مايو في محافظتي النجف وكربلاء بين قوات التحالف ومقتدى الصدر لكنها خرقت مرارا. 

وخيم الهدوء على المنطقة صباح الجمعة وان كان مؤيدو الصدر في ضاحية الصدر الفقيرة في بغداد أحرقوا مركزا للشرطة واشتبكوا مع القوات الاميركية.  

كما منع انصار الصدر رجل الدين المعتدل الشيخ صدر الدين القبانجي من اكمال القاء خطبة الجمعة في الصحن الحيدري الشريف في مرقد الامام علي في النجف. 

الصدر يهاجم الحكومة الجديدة 

الى ذلك، فقد هاجم الصدر الجمعة، الحكومة الجديدة معلنا رفضه التعامل معها. 

وقال الزعيم الشيعي في بيان قراه مساعده الشيخ جادر الخفاجي في صلاة الجمعة باحد مساجد الكوفة القريبة من النجف "لا اريد ان يكون لي أي تعامل مع هذه الحكومة" التي تشكلت الثلاثاء الماضي. 

واضاف الصدر في بيانه "لا اظن ان أي عراقي سيقبل هذه الحكومة المعينة من قبل المحتل. لا توجد حرية او ديمقراطية من دون استقلال". 

وتابع "أي بلد قبل ان تعين الامم المتحدة حكومته غير افغانستان والعراق؟ اتركونا نقرر مصيرنا كشعب متحد وليس تحت املاءات المحتل". 

وقد عين العراق الجمعة فريقا لتنظيم أول انتخابات حرة تجرى في كانون الثاني/يناير القادم وهي الخطوة التالية في الحصول على الاستقلال من الاحتلال العسكري الاميركي. 

وجاء الاختيار الرسمي للجنة الانتخابات بعد ثلاثة ايام من تعيين الحكومة المؤقتة. 

وأبلغت الحكومة الجديدة الامم المتحدة بأنها تريد حق تقرير مستقبل وجود القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق في المستقبل وان يكون لها القول في قضايا امنية اخرى لكنها بصفة عامة انحازت الى جانب واشنطن. 

وتحاول الولايات المتحدة إقناع القوى الرئيسية الاخرى بما فيها فرنسا وروسيا تأييد تفويض من الامم المتحدة بإبقاء القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق الى ان يصبح لدى البلاد حكومة منتخبة دستوريا بطريقة شرعية مقررة خلال 18 شهرا بموجب خطة الانتقال الاميركية الحالية. 

وأبلغ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري مجلس الامن الدولي في نيويورك بأن بغداد تريد من القوات الاميركية التي تقودها الولايات المتحدة البقاء وفقا لبنود مشروع القرار الاميركي البريطاني بشأن تسليم السلطة المزمع من الولايات المتحدة الى العراق في 30 حزيران/يونيو. 

وقال مسؤولون في بغداد ان التمثيل النسبي سيستخدم في انتخاب جمعية تشرف على صياغة دستور جديد واختيار بديل للحكومة المؤقتة. 

ويتوقع ان يتم غالبية التصويت وفقا للخطوط الطائفية في العراق حيث الطوائف الرئيسية هي الشيعة والسنة والاكراد. والحكومة المؤقتة التي يرأسها رئيس الوزراء الشيعي اياد علاوي تعكس بالفعل التوازن بين هذه الطوائف. 

وقال زيباري "أي رحيل سابق لأوانه للقوات الدولية سيؤدي الى فوضى واحتمال حقيقي لحرب اهلية في العراق." 

وأكبر تهديد لإجراء انتخابات هو العنف الذي تشهده البلاد منذ الغزو قبل 15 شهرا.—(البوابة)—(مصادر متعددة)