لوح زعيم حزب الله الشيعي حسن نصرالله الجمعة، بتصعيد تحركات المعارضة التي يقودها حزبه من اجل اسقاط حكومة فؤاد السنيورة، مؤكدا ان الخيارات بهذا الاتجاه "لا تزال كثيرة"، ومتهما اوساطا في السلطة وقوى خارجية بعرقلة أي حل في لبنان.
وقال نصرالله في خطاب القاه في ذكرى اغتيال اسرائيل للامين العام السابق لحزب الله عباس الموسوى "لا يزال امام المعارضة خيارات كثيرة للعمل والتحرك الا انها كانت تعطي دائما الفرص للمساعي والاتصالات والوساطات".
واضاف نصرالله "لا يظنن احد ان المعارضة انهت ما في جعبتها من خيارات" ضد الحكومة "مع التاكيد ان الخط الاحمر يبقى في عدم ملامسة الحرب الاهلية" في لبنان.
وتابع في اشارة الى تحرك المعارضة في الشارع الذي بدأ في الاول من كانون الاول/ديسمبر الماضي ولا يزال مستمرا "نحن لا نزال مصرين على اهدافنا لانها محقة ولان فيها نجاة البلد وستخرجه من الوصاية والضياع والفساد لوضعه على السكة الصحيحة".
واضاف "من يتصور ان المعارضة ستتخلى مع الوقت عن اهدافها هو مشتبه" واضاف موجها كلامه الى الغالبية "حتى ولو كابرتم واصررتم لن تستطيعوا ان تحكموا البلاد بمفردكم بل ستكونون حكومة في الحد الادنى مطعونا بشرعيتها". وتابع "البلد مشلول لانكم لا تريدون تسوية".
وردا على اتهام الاكثرية لحزب الله بانه "تخلى عن الجنوب وتورط في زواريب بيروت" قال "نحن تيار سياسي معني بكل تفصيل في الحياة السياسية اللبنانية وحزب الله قادر على ان يكون موجودا في كل الساحات دفعة واحدة" مضيفا "سوف نبقى على الحدود وفي بيروت وفي كل مكان".
وفي اشارة الى الكلمات التي القيت الاربعاء من قبل اقطاب قوى الرابع عشر من اذار قال نصرالله "المشهد في الرابع عشر من شباط/فبراير يثير القلق والخوف عند اي انسان عاقل" وتساءل "هل هذه الادبيات والمواقف هي التي تضع لبنان على بوابة الحل؟".
ويشير نصرالله بشكل خاص الى النقد اللاذع الشخصي الذي وجهه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وتابع في انتقاد لقوى الاكثرية "سمعنا الاربعاء لا لحكومة الوحدة الوطنية لا للثلث الضامن ولا لسلاح المقاومة كأن احدهم يقول انتم المليون ونصف المليون لا مكان لكم في هذا البلد".
واتهم الأمين العام لحزب الله بعض العناصر في قوى 14 آذار الموالية للحكومة بالسعي لإفشال أي مساع للمصالحة والتوافق، وذلك للحفاظ على مصالحها الشخصية الضيقة، على حد قوله.
وقال إن هناك قوة دولية لا تريد أيضا أن يتوصل اللبنانيون لاتفاق فيما بينهم، ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة وإسرائيل.
ورفض نصرالله "الذهاب الى طاولة حوار او تشاور" معتبرا ان هذا الامر "نتيجته الفشل ومزيد من تيئيس الناس" لافتا الى ان "الحوار الجماعي تضييع للوقت".
ورحب بـ"اي لقاء ثنائي لانه قد يكون جهدا يؤدي الى فتح بعض الثغرات وتفكيك بعض الالغام" متداركا ان حزب الله "لن يكون طرفا في حوار مماثل لاننا نثق بحلفائنا كما بانفسنا".
المقاومة واليونيفيل
وقال نصرالله "لا مصلحة للبنان باي اشكال بين المقاومة واليونيفيل وهناك اطراف تعمل على احداث مناخ توتر وصدام مع هذه القوة".
واضاف "اكرر ان هذه القوة لم تأت رغما عنا بل اتصلت بنا واخذت منا تعهدات بعدم التعرض لها ونحن عند وعدنا". وتابع نصرالله "نحن نبدي ملاحظات مباشرة او من خلال الدولة عند الضرورة وهم يعملون على معالجة هذه الملاحظات" داعيا الى "معالجة اي كلام تحريضي من خلال القنوات السياسية".
وكان قرار مجلس الامن 1701 الذي وضع حدا للحرب في جنوب لبنان الصيف الماضي بين اسرائيل وحزب الله نص على تعزيز قوة اليونيفيل التي اصبح عددها اليوم اكثر من 12 الف عنصر، كما نص على انتشار الجيش اللبناني في المنطقة الواقعة بين نهر الليطاني والحدود اللبنانية الاسرائيلية.
وينص هذا القرار ايضا على عدم وجود اي سلاح في هذه المنطقة خارج سلاح القوة الدولية والجيش اللبناني.
الى ذلك، اعلن نصرالله ان الحزب "لن يسامح احد بطلقة اغتصبت" في اشارة الى شاحنة السلاح التابعة لحزب الله التي صادرها الجيش اللبناني قبل اسبوع.
وقال اود ان اقول ان السلاح الذي يصادر منا هو سلاح مغصوب". واضاف "نحن مستعدون لاعطاء الجيش كل ما يريده من سلاح لكننا لا نسامح احدا بطلقة تغتصب".
الا ان الامين العام لحزب الله قال "ندعو الا يلعب احد بيننا وبين الجيش اللبناني ونحن مستعدون لمساندة الضباط وجنود الجيش اللبناني".
واكد ان "المقاومة في الجنوب ليست عبئا على الجيش بل هي سند للجيش اللبناني وسلاحنا وصواريخنا ومقاتلونا سيكونون جنبا الى جنب مع الجيش اللبناني للدفاع عن لبنان".
واتهم الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة بانها "صادرت سلاحا خلال الحرب" الاخيرة الصيف الماضي بين حزب الله واسرائيل. وقال "هذه هي حكومة المقاومة التي تصادر سلاح المقاومة في اصعب ايام الحرب والمواجهة".
—(البوابة)—(مصادر متعددة)