نفى الجيش الاميركي ما اعلنه متحدث عراقي من ان زعيم القاعدة في العراق قد اصيب او قتل في اشتباك في سامراء، فيما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي للرئيس الاميركي جورج بوش ان خطة بغداد التي بدا انها تمضي دون مقاومة تذكر، قد "حققت نجاحات باهرة".
وقال اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث باسم الجيش الاميركي "نحن واثقون بدرجة كبيرة ان (ابو ايوب) المصري لم يقتل او يصب. في الواقع.. نعتقد ان المصري لم يكن حتى مشاركا في اي نوع من المعارك امس".
كما نفى التنظيم ايضا في بيان نشر على موقع على الانترنت الجمعة ان المصري أصيب.
وقال البيان الذي نشرته دولة العراق الاسلامية "ان اختلاق الحكومة لمثل هذه الاخبار التي نفاها حتى أسيادهم الامريكان لهي دليل على افلاسهم وتخبطهم."
وكانت مصادر في وزارة الداخلية العراقية قالت ان المصري المعروف باسم ابو حمزة المهاجر اصيب يوم الخميس عندما اعترضت الشرطة العراقية وهي في طريقها الى سامراء شمالي بغداد مجموعة من مقاتلي القاعدة.
المالكي وبوش
الى ذلك، اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للرئيس الاميركي جورج بوش خلال حوار عبر دائرة تلفزيونية مغلقة اليوم الجمعة ان خطة بغداد الامنية الجديدة "حققت نجاحات باهرة في ايامها الاولى"، حسب بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء.
وقال البيان ان المالكي اكد للرئيس الاميركي ان "خطة فرض القانون حققت نجاحات باهرة في ايامها الاولى والحكومة ستتعامل بحزم مع اي جهة تخرج عن القانون مهما كان انتماؤها بهدف تحقيق الامن والاستقرار في مدينة بغداد وعموم العراق".
وبدات القوات الاميركية والعراقية الاربعاء تنفيذ خطة بغداد الامنية الجديدة التي اطلق عليها "فرض القانون".
وقال البيان ان رئيس الوزراء العراقي "اشار الى الدور المهم الذي يقوم به زعماء العشائر في محافظة الانبار في تصديهم وملاحقتهم لتنظيم القاعدة".
واكد المالكي ان الحكومة العراقية "ستقدم شتى انواع الدعم للعشائر وهي تقوم بطرد القاعدة من العراق".
ومحافظة الانبار (غرب) هي احد اهم معاقل المتمردين السنة المرتبطين بالقاعدة في العراق وهي من اكثر المناطق سخونة. وقتل عدد كبير من الجنود الاميركيين في عمليات في محافظة الانبار.
وقال البيان ان بوش "جدد دعمه لرئيس الوزراء وقال انكم تقومون بدور قيادي في مرحلة حساسة وسنواص تقديم كل انواع الدعم اللازم لانجاح خططكم وجهوكم التي تبذلونها في سبيل خدمة الشعب العراقي".
وتأتي هذه المحادثة بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الاميركي قبل بضع ساعات من تصويت الكونغرس الاميركي على مشروع قرار غير ملزم يعارض الخطة الجديدة لبوش في العراق التي تقضي بارسال 21500 جندي اميركي اضافي الى العراق بحلول ايار/مايو امقبل دعما لخطة بغداد.
لا مقاومة تذكر
وفي هذه الاثناء، واصلت القوات الاميركية والعراقية عملياتها في احياء بغداد دون ان تواجه مقاومة تذكر خاصة بعدما قررت ميليشيا جيش المهدي الشيعية التواري عن الانظار ومغادرة بغداد.
لكن بعض الهجمات تواصلت رغم هذه السلاسة في سير الخطة الامنية، حيث ادى انفجار عبوة ناسفة الى مقتل ضابط في الجيش العراقي بالقرب من الجامعة التكنولوجية على طريق سريع جنوب شرق بغداد.
كذلك قتل استاذ جامعي ومدني في كركوك (255 كلم شمال شرق العراق).
وقال النقيب عماد محمد جاسم من شرطة كركوك ان "احمد عز الدين يحيى الاستاذ بكلية الهندسة في جامعة كركوك قتل بانفجار عبوة ناسفة وضعت قرب جدار منزله واصيب احد جيرانه".
واضاف ان "مدنيا قتل واصيب خمسة اخرون في انفجار خمس عبوات ناسفة استهدفت دورا تعود لاكراد وعرب من الشيعة في حي القادسية الثانية جنوب شرق مدنية كركوك بعد منتصف ليل امس" الخميس.
وفي بغداد قال متحدث باسم الجيش الاميركي، اللفتنانت كولونيل سكوت بلشويل، "لم نواجه هجمات على نطاق واسع الجمعة ولكن تم تبادل اطلاق النار خلال بعض الحوادث المتفرقة".
وشوهد طابور من الاليات الاميركية المدرعة ترافقه قوات شرطة عراقية متجها الى منطقة ادارية في وسط العاصمة قرب سوق الشورجة الذي وقع فيه الاسبوع الماضي انفجارا داميا اوقع نحو 80 قتيلا.
وقال بلشويل ان الدوريات ستستمر في البحث عن سيارات مفخخة في منطقة الرصافة في وسط بغداد وعن اسلحة في الاحياء السنية والشيعية في منطقة الاعظمية شمال العاصمة.
واضاف "اننا نقوم بعمليات في غالبية المناطق الامنية في بغداد مع التركيز على الرصافة والاعظمية" مشيرا الى ان القوات الاميركية والعراقية قامت ب "الاف الدوريات" خلال الثماني والاربعيت ساعة الاخيرة في العاصمة.
وقال محللون دوليون ان الميليشيات الشيعية والمتمردين السنة قرروا على ما يبدو التواري في انتظار مرور العاصفة وانتهاء تنفيذ الخطة الجديدة التي اعلن عنها قبل بدء تطبيقها بشهرين.
واكد النائب في البرلمان العراقي عن الحزب الاسلامي (سني) عبد الستار محمود ان "كل قادة الصف الاول والثاني في جيش المهدي غادروا الى ايران او سوريا او جنوب العراق".
واصر مسؤولو التيار الصدري على ان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر موجود في العراق رغم اعلان سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء العراقي الخميس انه "يقوم بزيارة قصيرة لايران".
ولم يؤم الصدر الصلاة في الكوفة الجمعة في حين ان بعض ممثلي تياره قالوا امس انه ربما يؤمها لدحض "الشائعات" حول مغادرته.
وتعتبر الولايات المتحدة ان جيش المهدي الذي يضم 60 الف رجل وفق تقديرات اميركية، يعد اكثر المجموعات المسلحة العراقية مشاركة في العنف الطائفي الذي تصاعد في العراق منذ تفجير مرقدي الامامين الشيعيين في كربلاء في 22 شباط/فبراير 2006.
ووفقا للامم المتحدة قتل اكثر من 34 الف عراقي في اعمال عنف خلال العام 2006.
—(البوابة)—(مصادر متعددة)