اعلنت الولايات المتحدة دعمها ما اعتبرته "حق اسرائيل المشروع" في الدفاع عن نفسها، بعد عملية الاقتحام التي نفذتها قواتها في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة الثلاثاء، وخلفت ستة شهداء.
وكانت قوة اسرائيلية اقتحمت المخيم عصر الثلاثاء، وقتلت ستة فلسطينيين بينهم ناشط في حركة حماس تتهمه بتنفيذ عملية اطلاق النار التي اسفرت عن مصرع مستوطنين اثنين بالرصاص قرب قرية حوارة جنوبي نابلس الاسبوع الماضي.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 16 فلسطينيا اخرين اصيبوا في عملية الاقتحام التي استخدمت القوة الاسرائيلية خلالها صواريخ تطلق من الكتف لاستهداف مبنى تحصن فيه الناشط الذي تشتبه في تورطه بعملية حوارة.
وقالت حركتا حماس والجهاد الاسلامي ان الشهداء الستة جميعهم من عناصرهما اضافة الى حركة فتح.
وتاتي عملية الاقتحام في استمرار لعمليات دامية يشنها الجيش الاسرائيلي داخل المدن الفلسطينية، وخصوصا مدينتي نابلس وجنين.
"الجيش الاسرائيلي كان يطارد ارهابيا"
وفي تعليق على عملية اقتحام مخيم جنين الدامية، فقد اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركي نيد برايس ان "لاسرائيل حق مشروع في الدافع عن شعبها واراضيها ضد كافة اشكال العدوان بما فيها التي تشنها مجموعات ارهابية".
واضاف برايس ان الولايات المتحدة "تتفهم ان الجيش الاسرائيلي كان يطارد ارهابيا قتل مدنيين اسرائيليين اثنين في ما لا يمكن وصفه باقل من انه هجوم مروع الشهر الماضي".
وتابع ان واشنطن "لا تزال قلقة جدا حيال الارتفاع الحاد في العنف في الضفة الغربية، ونواصل حث الاطراف على اتخاذ خطوات فورية لمنع خسارة المزيد من الارواح".
وجاء الموقف الاميركي مغايرا لمطالب الفلسطينيين الذين دعوا واشنطن مرارا الى التدخل لوقف عمليات الاقتحام التي ينفذها الجيش الاسرائيلي في مدن الضفة الغربية.
وكانت احدث تلك الدعوات قد وردت على لسان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة، والذي ادان عملية اقتحام جنين باعتبارها "جريمة" تؤكد نوايا الحكومة الاسرائيلية الهادفة الى تقويض الجهود الدولية لوقف الخطوات الاحادية التي تصر اسرائيل على المضي فيها.
وشن المستوطنون اليهود هجوما انتقاميا بعد مقتل الإسرائيليين، ما أدى إلى مقتل فلسطيني وإضرام النار في عشرات المنازل والسيارات، في أعمال شغب وصفها قائد إسرائيلي كبير بأنها "مذبحة".
قلق حيال هجمات المستوطنين
وتطرق برايس الى هجمات المستوطنين على قرية حوارة، والتي اقتحمها مئات منهم عقب عملية حوارة في السادس من الشهر الجاري، حيث قتلوا فلسطينيا واحرقوا مئات المنازل والمتاجر والسيارات.
وتبع ذلك بعد حوالي اسبوع اقتحام اخر قام المستوطنون خلالها باداء رقصة احتفالية مع جنود من الجيش الاسرائيلي داخل القرية، كما رشقوا منازلها بالحجارة ما اسفر عن اصابة عدد من سكانها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية الذي كان وصف الهجوم الاول بانه "مثير للاشمئزاز"، ان بلاده "على علم بالتقارير حول هجوم ثان على حوارة من قبل المستوطنين، وهو ياتي بعد اسبوع من الهجمات غير المقبولة بتاتا والتي احرقت خلالها الممتلكات في القرية نفسها".
واضاف برايس "نحن قلقون للغاية بسبب هذه الاحداث والعنف المستمر في اسرائيل والضفة الغربية".
وشدد على ان "المحاسبة والعدالة ينبغي احقاقها بدقة متساوية في كافة الحالات المتعلقة بعنف المتطرفين، وكذلك الموارد التي ينبغي تكريسها بشكل متساو من اجل منع مثل هذه الهجمات وجلب المسؤولين عنها امام العدالة".
ووفق ارقام رسمية، فقد قتل الجيش الاسرائيلي والمستوطنون أكثر من 70 فلسطينيا منذ بداية العام، فيما نفذ فلسطينيون عمليات اسفرت عن مصرع 13 إسرائيليا وامرأة أوكرانية.
