صدور كتاب «العلاقات التركية الإسرائيلية 2002-2016» تأليف أحمد خالد الزعتري

تاريخ النشر: 12 سبتمبر 2017 - 04:40 GMT
كتاب «العلاقات التركية الإسرائيلية 2002-2016» تأليف أحمد خالد الزعتري
كتاب «العلاقات التركية الإسرائيلية 2002-2016» تأليف أحمد خالد الزعتري

أصدر مركز الزيتونة للدراسات، كتاب «العلاقات التركية الإسرائيلية 2002-2016»، من تأليف أحمد خالد الزعتري، وهو في أصله بحث نال به المؤلف درجة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية من جامعة القدس سنة 2015، ويقع الكتاب في 110 صفحات من القطع الكبير.

ويتوزع الكتاب على 4 فصول، وقدم الفصل الأول من الكتاب نبذة تاريخية عن العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين منذ 1949 حتى 2002، موضحًا بدء تَغيُّر منحى هذه العلاقات، تبعًا لسياسات الرئاسة التركية واهتماماتها الخارجية، مع بقاء حرصها على عدم تزلزل العلاقة بشكل كامل.

ويسلط الضوء على فترة التسعينيات من القرن الماضي، حيث بدأت تركيا بعد حرب يونيو 1967 باتخاذ مواقف مؤيدة للعرب، ثم مالت باتجاه "إسرائيل" بعد حرب الخليج الثانية بسبب المصالح التجارية لتركيا، إضافة إلى شرحٍ وافٍ عن التعاون المائي بينهما، مع التركيز على المشاريع الكبرى التي أُبرمت بين البلدين ومآلها، والمصالح المترتبة عليها لكلا الطرفين.

وأما الفصل الثاني فتناول المصالح المشتركة بين تركيا و"إسرائيل" في ظلّ الرؤية الجديدة للسياسة الخارجية التركية، بعد فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات سنة 2002؛ واضعًا بين يدي القارئ أهم المحطات التي مرّت بها العلاقات على الصعيد الأمني والعسكري والاستخباراتي بشكل خاص، موضحا كيف استمرت تلك العلاقات في هذه المجالات، على الرغم من التوتر السياسي، حيث انتقدت تركيا بشدة اغتيال مؤسس حركة حماس أحمد ياسين.

كما عارضت تركيا الحرب التي شنتها "إسرائيل" على لبنان في يوليو 2006، مُعرِّجًا على حجم التبادل التجاري الذي يسير بوتيرة عالية، وكذلك استمرار السياحة بينهما مع ازدياد أعداد السياح الإسرائيليين حتى وصلوا إلى نصف مليون زائر إلى تركيا سنة 2008، ثم بدأت الأعداد بتراجع ملحوظ بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية سنة 2008، على إثر المواقف التركية الناقدة والمعارضة لهذا العدوان.

وفي الفصل الثالث يتناول الكاتب نقاط الخلاف بين البلدين، وتأثيرها على العلاقات بينهما في مختلف النواحي، مستفيضًا في سرد أبرز المواقف التي أدت إلى تدهور كبير في العلاقات في بعض الأحيان؛ بالأخص حادثة إهانة السفير التركي في تل أبيب، والاعتداء على السفينة التركية مرمرة، وسقوط الشهداء الأتراك على متنها، مع ما رافق تلك الأحداث من مواقف تركية غاضبة وتصعيد في لهجة اللوم لـ"إسرائيل"، ومطالبتها بالاعتذار والتعويض.

ويَقرِن ذلك كله بسعي تركيا لتكون لاعبًا سياسيًا فاعلًا بالمنطقة من خلال تقوية دورها المؤثر في القضية الفلسطينية، واستعرض الكتاب بشيء من التفصيل التخوفات التركية من تدخل "إسرائيل" في بعض الملفات الإقليمية مثل الحرب في سورية، وعلاقاتها بأكراد العراق، والتقارب الإسرائيلي القبرصي، والتنافس على سوق الغاز الطبيعي، إضافة إلى ضغوطات اللوبي اليهودي على الحكومة التركية من خلال إثارة مسألة تهجير الأرمن.

ويُكمِّل الكتاب في الفصل الرابع والأخير عرض التطورات التي شهدتها العلاقات التركية الإسرائيلية عامي 2015 و2016، في ظل سعي السياسة الخارجية الواضحة لأنقرة لمد الجسور مع المشرق العربي والإسلامي، وإصرارها على ضرورة رفع الحصار عن غزة في المواقف كلها، على الرغم من تذبذب العلاقة وفتورها، إلا أن حرص البلدين على استمرار التعاون التجاري والاقتصادي بينهما بات واضحًا لوجود المصالح لكليهما في ذلك.

كما أن الموقف الإسرائيلي المتأني من محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016، ومن ثم تصريح الخارجية الإسرائيلية بدعم الديمقراطية التركية، أسهم في إعادة بعض التوازن لتلك العلاقات.

ويخلص الكاتب في نهاية الكتاب إلى أن العلاقات التركية الإسرائيلية تشهد تقدمًا بعد قطيعة ديبلوماسية استمرت 6 أعوام، إذ إن أنقرة تدرك أن سعيها لتحقيق دورٍ مهم وفعال لها في المنطقة يُحتِّم عليها تحسين علاقتها بـ"إسرائيل" لكي تستطيع صناعة التأثير المطلوب، كما أن "إسرائيل" تعلم جيدًا أن مصلحتها تفرض عليها تحسين العلاقات وبالتالي إعطاء تركيا الدور الذي تريده، وذلك لا يعني بالضرورة أن العلاقات ستعود إلى سابق عهدها المزدهر، لكن ما يحدث هو المحافظة على التوازن من قِبل الطرفين، مع بقاء التباين والاختلاف في ملفات مهمة وعلى رأسها حصار غزة والعلاقة مع حركة حماس.