صدور النسخة الانجليزية من رواية «يرحل، رحل رحيلاً» للكاتبة الألمانية جيني إربنبك

تاريخ النشر: 11 أكتوبر 2017 - 02:00 GMT
الكاتبة الألمانية جيني إربنبك
الكاتبة الألمانية جيني إربنبك

تعد الكاتبة الألمانية جيني إربنبك، من أبرز كتاب البلاد المعاصرين، الذين أثبتوا جدارتهم في ابتداع أسلوب فني خاص للإضاءة على تاريخ ألمانيا، لا سيما تلك الأرواح المضطربة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.
إذ تحلق رواياتها عادة، في عالم الأحلام، حيث تفقد الأحداث تسلسلها الزمني، وتأتي الشخصيات وتمضي مع تبدل الأماكن وتقلب الفصول، لكن الكاتبة في روايتها الأخيرة «يرحل، رحل رحيلاً» التي تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية، أخيراً، خاضت تجربة مختلفة تماماً بانغراسها وسط العالم الواقعي للاجئين في أوروبا، كما في اعتمادها الأسلوب السردي المباشر القائم على حقائق عايشتها هي شخصياً.
تؤكد إربنبك التي تحركها في الكتابة النوازع الدرامية شديدة الوطأة، وفي مقابلة على موقع «بوك فوروم»، أن روايتها ليست إلا تكملة لأعمالها السابقة، على عكس ما يعتقده البعض، لا سيما في تتبع ذاك الجرح العميق الذي يخلفه الرحيل والانفصال عن المكان لدى اللاجئين.
وكانت قد تناولت سابقاً تلك الندوب في موطنها بألمانيا، وانتقلت الآن إلى مخيمات اللاجئين في ألمانيا، مستخدمة أصواتاً مختلفة في سرد قصص الانكسارات الشخصية، حيث: «كل سيرة تنتهي في حطام، وكل حياة تعاني من جرح، حتى لو بقيت مكانها من فصل إلى آخر».
نتعرف في الرواية على شخصية الأستاذ المتقاعد من برلين، ريتشارد، الذي يعاني من اضطرابات شخصية، والذي ستجذبه قضايا اللاجئين وتحركه مأساتهم، في نوع من يقظة شخصية. وستدع إربنبك الأحداث تجذب ريتشارد للنزول تحت السطح.
ولسبب ما، سينخرط في حركة احتجاج للاجئين في مدرسة مهجورة، وسيجد المكان بطبيعة الحال «بغيضاً»، ومن ثم يترك هذا المكان البائس انطباعاً لديه عن التاريخ الحديث، فيشعر بالحاجة إلى الذهاب إليه، وهو الأرمل والمتقاعد حديثاً، حيث سيواجه بدوره نزوحه الخاص، ذاك الجرح الذي تحدثت عنه.
المأساة في الرواية هي أن ريتشارد لن يتمكن من مساعدة اللاجئين في لملمة حيواتهم من جديد في برلين، إذ سيُمنعون من البقاء في ألمانيا. وتؤكد الروائية على لاإنسانية تلك القوانين التي تصف تأثيرها بالقوانين العرقية لألمانيا النازية، في إقصاء الآخر عن المجتمع الأوروبي.