بيروت- في فيلمها الوثائقي “خيوط السرد”، تحيك المخرجة اللبنانية ذات الجذور الفلسطينية كارول منصور قصة فريدة تسجل خلالها عشق النساء لأوطانهن وتشبثهن بالجذور رغم بعد المسافات.
عرض الفيلم للمرة الأولى قبل يومين في العاصمة اللبنانية استعدادا لمشاركته في مهرجانات عالمية وقبل عرضه في مختلف المخيمات الفلسطينية والجامعات في لبنان.
وعاد ريع العرض الأول إلى البرنامج الموسيقي “بيت أطفال الصمود” في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور الواقعة جنوب لبنان، وفقا لوكالة «رويترز».
يمزج “خيوط السرد” ما بين عشق 12 امرأة فلسطينية لبلدهن وقصصهن معه قبل الانسلاخ عنه بفعل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 وتراث التطريز الذي يعتبرنه أحد عناصر المقاومة ويشددن على الحفاظ عليه كجزء من الحفاظ على تراثهن.
تنتمي النساء الاثنا عشر المشاركات في الشريط إلى مختلف الطبقات الاجتماعية وهن قادمات من مختلف المناطق الفلسطينية.
ويكتشف المشاهد خلال ساعة ونصف الساعة أن تعلقهن، كل واحدة على طريقتها، بالتطريز هو في الواقع التعلق بما تبقى لهن من حلم العودة إلى فلسطين وحلم تحرير بلدهن واسترجاعها.
ويعتبر فن التطريز من العناصر المحورية في ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي.
إحدى السيدات في الفيلم تقول ببساطة “راحت البلد وبقي التطريز. لا يستطيع أحد أن يأخذ منا التطريز. هذا التطريز يجسد بلدي وأمست هذه الممارسة مع مرور الأيام فعل قومي بالنسبة إلي. هو ولاء. هو وفاء.”
وأخرى تؤكد “التطريز بالنسبة إلي يمثل الحياة الفلسطينية ماضيا وحاضرا. يجسد بطريقة أو بأخرى أهمية دور المرأة في فلسطين ماضيا وحاضرا. وإبراز فن التطريز هذا والإصرار على ممارسته طقسا يوميا هو نوع من المقاومة الثقافية. هي طريقتنا في الحفاظ على تراثنا الثقافي وهذا أيضا من العناصر المحورية في المقاومة الفلسطينية.”