اسرائيل تشن معركة اعلامية لترويج روايتها عن هجوم اسطول الحرية

تاريخ النشر: 05 يونيو 2010 - 05:09 GMT
فتاة طلت وجهها بالوان العلم الفلسطيني خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في ستراسبورغ
فتاة طلت وجهها بالوان العلم الفلسطيني خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في ستراسبورغ

تشن اسرائيل التي تنهال عليها الانتقادات من كل حدب وصوب بعد هجومها الدامي على سفن انسانية في طريقها الى غزة، حملة مضادة مدعومة باشرطة فيديو لتحاول اثبات ان الناشطين المشاركين في اسطول الحرية هم الذين بدأوا اعمال العنف.

فالمعركة بشأن احداث 31 ايار/مايو على اشدها على موقع يوتيوب حيث يكثر كل من الطرفين المتنازعين الكليبات للدفاع عن روايته للوقائع بعدما اخفقت اسرائيل في البداية في التغطية الاعلامية لهذا الهجوم الذي اسفر عن مقتل تسعة ركاب من سفينة مافي مرمرة التركية.

وتروي الدولة العبرية ان جنودها هوجموا بعنف عندما وطأت اقدامها مافي مرمرة ولم يطلقوا النار على الركاب سوى دفاعا عن النفس.

ففي البداية بثت صور مشوشة عن عملية انزال الجنود. وعرض احد الاشرطة ركابا تغطيهم الدماء وصحافيين يطلبون المساعدة في بث فوري على متن السفينة مما اثار الاستنكار الدولي. وامام هذا الاستنكار شرعت اسرائيل بتشغيل آلتها الدعائية لتبث عبر اليوتيوب كما من كليبات الفيديو تدعم بها روايتها للوقائع.

واصبح كليب لمجموعة كومندوس النخبة وهي تتعرض للضرب من قبل الناشطين احد النجاحات الرئيسية لهذه الالة. وقال اللفتنانت اليزا لاندس رئيس قسم وسائل الاعلام في الجيش الاسرائيلي ان "اكثر من 1,6 مليون شخص شاهدوا هذه الصور. واستخدمت ايضا على المدونات وفي المنتديات".

كما تظهر صور اخرى التقطت بواسطة كاميرات المراقبة للسفينة ناشطين يستعدون للمواجهة. واضاف لاندس "يمكن رؤيتهم يوزعون العصي المعدنية ويضعون الاقنعة. ويمكن رؤية انوار المركب (الاسرائيلي) تقترب فيما هو واضح انهم كانوا يتحضرون للمعركة" مضيفا ان موقع "يوتيوب هو افضل اداة لدينا واشرطة الفيديو تظهر صورا قوية".

وانتقدت اسرائيل لاستخدامها في هذه الحملة صورا صادرتها من صحافيين على متن السفينة مثل حديث لناشط قبل الهجوم يؤكد فيه رغبته في ان يموت شهيدا. كذلك استخدم موقع تويتر بشكل واسع ليغرقه الطرفان بالرسائل ساعة الهجوم. لكن معظمها يأتي من منظمي الاسطول الذين كانوا يعلقون على الصور التي بثت مباشرة على الانترنت.

واكد حاييم شاشام مدير الاعلام في وزارة الخارجية الاسرائيلية ان اسرائيل تدرك اهمية هذه المعركة الاعلامية. وقال لوكالة فرانس برس "كان من الواضع جدا بالنسبة لنا انه سيكون سباقا للصور" موضحا ان البحرية كان لها مصوريها على متن المروحيات ومراكب الدورية. والتصوير كان جزءا من الحملة.

وقامت اسرائيل بتركيب جميع الكليبات التي بثتها على الانترنت وهي لا تحمل اي تاريخ ولا تظهر سوى مشاهد تدعم الرواية الاسرائيلية. لكنها لا توضح ما جرى قبل الهجوم وبعده.

وينفي شاشام ان تكون هذه الصور تشوه الحقيقة وقال "انها تروي قصة الجنود والمحتجين على حد سواء وتظهر بوضوح الجنود ينزلون مع حبالهم ويتعرضون للضرب". واضاف "ان الصور العربية والتركية كاشفة جدا. وهي تظهر الجهاديين على متن السفينة بنية ضرب الجنود بكل قوتهم".

لكن ياريف بن اليعازر الخبير في ادارة الدعاية راى ان الجهود الاسرائيلية على الانترنت جاءت متأخرة وضعيفة جدا. وقال ان "العالم يعتبرنا مثل جالوت والناشطون الانسانيون مثل داود، لذلك مهما فعلنا فنحن خاسرون".