واشنطن تدعو للحذر في الرد على الهجوم الاسرائيلي وتمتنع عن إدانته

تاريخ النشر: 01 يونيو 2010 - 09:11 GMT
وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون
وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون

حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون كل الاطراف الثلاثاء على توخي الحذر في ردها على هجوم اسرائيل على قافلة سفن في طريقها الى غزة متجنبة اي ادانة مباشرة للهجوم الذي اودى بحياة تسعة أشخاص.

وقالت كلينتون للصحفيين "اعتقد ان الحادث من منظورنا صعب للغاية ويحتاج الى ردود تتسم بالحذر والتروي من جميع الاطراف المعنية" لكنها اكدت تعاطف الولايات المتحدة بشأن "الخسائر المأساوية في الارواح والاصابات" بين المعنيين بالحادث.

وضغطت تركيا يوم الثلاثاء للحصول على دعم أمريكي أقوى بعد الهجوم.

وقال أحمد داود أوغلو وزير الخارجية الذي يزور واشنطن لاجراء محادثات مع كلينتون ان واشنطن تريد ادانة أمريكية واضحة لغارة يوم الاثنين بعد أن قتلت القوات الاسرائيلية تسعة أشخاص بينهم أربعة أتراك أثناء محاولتها منع قافلة من السفن من نقل مساعدات انسانية الى قطاع غزة.

وقال داود أوغلو "بعض حلفائنا ليسوا مستعدين لادانة الاعمال الاسرائيلية."

وأضاف انه أصيب بخيبة أمل للرد الحذر من جانب واشنطن على حادث شبهه بهجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على الولايات المتحدة.

وتابع داود أوغلو "نفسيا.. هذا الهجوم مثل (هجوم) 9-11 بالنسبة لتركيا لان مواطنين أتراكا هوجموا من جانب دولة لا من جانب ارهابيين بنية وقرار واضح للقادة السياسيين لتلك الدولة."

ومضى يقول "نتوقع تضامنا كاملا معنا. يجب ألا يكون هناك اختيار بين تركيا واسرائيل. يجب أن يكون الخيار بين الخطأ والصواب."

وفرض الغضب الدولي تجاه الهجوم الاسرائيلي على القافلة على ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما أن تسعى لتوازن صعب وخاصة مع تركيا الحليف الرئيسي في حلف شمال الاطلسي التي تعتبرها واشنطن قوة اسلامية علمانية يمكن أن تشكل قوة مواجهة للتشدد الاسلامي في المنطقة.

وقال وزير الخارجية التركي ان تركيا سوف تثير القضية مع منظمة حلف شمال الاطلسي لان الحادث كان هجوما على مواطني دولة عضو بالحلف من جانب دولة غير عضو بالحلف.

وفي سياق متصل، امتنع المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس الثلاثاء عن ادانة الهجوم الاسرائيلي الدامي على الاسطول الانساني الدولي

وردا على سؤال في لقائه اليومي مع الصحافيين بشان ادانة محتملة من الرئيس باراك اوباما للهجوم الاسرائيلي اكتفى روبرت غيبس بتكرار ما جاء في بيان مجلس الامن الدولي صباح الثلاثاء.

وهذا النص "يدين الاعمال التي نجم عنها خسارة عشر ارواح بشرية على الاقل والعديد من الجرحى" دون ان يحدد من الذي بدا باعمال العنف، الجنود الاسرائيليون او الناشطون المؤيدون للفلسطنيين.

وقال غيبس "اتركوني اكرر ما اكده المجتمع الدولي والولايات المتحدة صباح اليوم في مجلس الامن الدولي".

واضاف ان "بيان مجلس الامن الذي قراته يدعو الى تحقيق سريع ومحايد وموثوق به وشفاف ويتفق مع المعايير الدولية لمعرفة ما حدث تحديدا" وقال "اننا نؤيد ذلك بالتاكيد".

وكرر غيبس ان واشنطن تعمل مع اسرائيل بشان العواقب الانسانية للحصار "الذي لا يحتمل" المفروض على قطاع غزة مؤكدا ان الهجوم يظهر ان السلام في الشرق الاوسط بات اكثر الحاحا "من اي وقت مضى".

من جهة اخرى،  اعلن متحدث عسكري اسرائيلي ان قسما من المساعدات الانسانية التي كانت تنقلها مجموعة السفن التي اعترضتها البحرية الاسرائيلية الاثنين في عرض البحر، نقل برا الى قطاع غزة.

وقال الميجور غاي انباران "حمولة احدى السفن الست افرغت بكاملها ونقلت الثلاثاء الى قطاع غزة ضمن قافلة من ثماني شاحنات عبر معبر كرم شالوم". واوضح "كانت هذه الحمولة تضم اساسا معدات طبية وكراسي نقالة ومواد غذائية".

واضاف ان "نحو 10 شاحنات اخرى ستعبر الثلاثاء من كرم شالوم مع معدات طبية ومواد غذائية".

وبحسب تقديراته يتوقع ان تنتهي عملية افراغ السفن من باقي المساعدات الانسانية ونقلها الى غزة الخميس.

وقال منظمو الحملة ان السفن كانت تنقل 10 الاف طن من المساعدات خصوصا معدات طبية ومنازل جاهزة والعاب واقلام تلوين للاطفال.

وكانت العملية التي نفذتها مجموعة كومندوس اسرائيلية الاثنين ضد سفينة تركية ضمن مجموعة السفن اوقعت تسعة قتلى بين الركاب وعشرات الجرحى بينهم ستة عسكريين نقلوا الى المستشفى.

وكانت مجموعة السفن تنوي كسر الحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة منذ ان خطفت فصائل فلسطينية جنديا اسرائيليا في حزيران/يونيو 2006.