سعر برميل النفط قد يرتفع إلى 70 دولارًا منتصف 2017

تاريخ النشر: 19 ديسمبر 2016 - 11:22 GMT
العام الجديد سيكون عام بلوغ التوازن المنشود في السوق بسبب توقع نجاح اتفاق خفض الإنتاج ومد العمل به
العام الجديد سيكون عام بلوغ التوازن المنشود في السوق بسبب توقع نجاح اتفاق خفض الإنتاج ومد العمل به

توقع مختصون نفطيون أن تواصل أسعار النفط الخام مسيرة الارتفاعات خلال الأسبوع الجاري مع اقتراب موعد بدء تطبيق اتفاق خفض الإنتاج الذي تشارك فيه 22 دولة منتجة للنفط الخام نصفها أعضاء في منظمة أوبك والنصف الآخر من خارجها، وتصل قيمة الخفض إلى ما يقرب من 1.8 مليون برميل يوميًا، وتنفذ الاتفاقية اعتبارًا من بداية العام المقبل وتستمر ستة أشهر قابلة للتجديد.

ويقوم محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بزيارة مهمة إلى الكويت مطلع العام الجديد حيث يلتقي مع وزير النفط الكويتي الجديد المهندس عصام المرزوق الذي تتولى بلاده رئاسة لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج للتباحث حول آلية تطبيق الاتفاق وضمان التزام جميع المنتجين بما تم التوافق عليه لتقليص المعروض النفطي العالمي وامتصاص الفائض في الإنتاج وفي المخزونات.

وتزايدت قناعة المختصين ومراقبي السوق بأن العام الجديد سيكون عام بلوغ التوازن المنشود في السوق بسبب توقع نجاح اتفاق خفض الإنتاج ومد العمل به. وفي المقابل انتعاش مستويات الطلب العالمي على النفط الخام وسط مؤشرات وتوقعات ببلوغ سعر البرميل قرابة 70 دولارًا للبرميل بحلول منتصف العام المقبل.

وفي هذا الإطار، أبلغ محمد باركيندو مؤسسات مالية أمريكية خلال زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع أن اتفاق فيينا سينفذ بنجاح وسيتمكن من تعديل الإنتاج في "أوبك" لينخفض إلى مستوى 32.5 مليون برميل يوميًا، مشيرًا إلى أن الاتفاقية سوف تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من أول كانون الثاني (يناير) 2017، ومن المتوقع أن تسهم بشكل كبير في الإسراع في سحب تراكم المخزونات المستمر ودفع سوق النفط نحو إعادة التوازن مرة أخرى.

وأوضح باركيندو أن اتفاق فيينا مهم ومؤثر في سوق النفط ويحظى بمتابعة كل دوائر الاقتصاد العالمي لأنه يتضمن مشاركة جميع الدول الأعضاء في أوبك وعدد جيد من المستقلين في اتفاق لخفض الإنتاج، وبعضهم ينضم لمثل هذا الاتفاق للمرة الأولى منذ عام 1998.

وأشار باركيندو إلى أن اتفاق فيينا يعكس الكثير من المواقف الإيجابية للمنتجين والرسائل المطمئنة للسوق حيث كشف عن إمكانية الوصول إلى الوحدة في مواقف المنتجين إلى جانب قناعتهم بأن السوق تحتاج إلى كثير من المرونة والتماسك في مواقف المنتجين للتغلب على التحديات الواسعة التي تواجه مستقبل صناعة النفط الخام.

واعتبر باركيندو أن أهم ما خلص إليه اتفاقية فيينا هو التمكن من إعادة هيكلة إطار التعاون بين المنتجين في أوبك وخارج أوبك على أساس منتظم ومستدام، ولذا لجأت أوبك إلى دمج المنتجين من خارجها في خطة العمل المشترك لضبط المسار الذي يحقق التوازن بين العرض والطلب العالميين.

ووصف باركيندو الاجتماع الوزاري يوم 10 من الشهر الجاري مع أحد عشر منتجًا من خارج أوبك بأنه كان بناء وأكثر من ناجح، حيث أظهرت المناقشات التزاما مشتركا لإعادة التوازن إلى السوق والعودة إلى حالة "الاستقرار المستدام" مؤكدًا أن الفترة القادمة سيركز فيها جميع المنتجين دون شك على المضي قدمًا لتنفيذ الاتفاق على نطاق أوسع.

وأضاف باركيندو أن الجميع بات على قناعة راسخة بأن اتفاق فيينا ستكون له آثار إيجابية في الاقتصاد العالمي، وبصفة خاصة في ازدهار صناعة النفط وتعزيز اقتصاديات الدول المنتجة للنفط.

ونوه باركيندو إلى أن واجب المعنيين بالصناعة وفي مقدمتهم أعضاء أوبك في هذه المرحلة أن نسعى دائمًا لإيجاد الوسائل الناجحة للتغلب على الخلافات والتركيز على التشاور وتبادل الآراء من أجل الوصول إلى صوت موحد وتنسيق المواقف لدعم صناعة النفط وتنشيط الاقتصاد العالمي.

وأوضح باركيندو أنه متفائل بأن الاستمرار في الجهود السابقة وبخاصة اتفاق الجزائر ثم فيينا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاستقرار وإلى النمو المستدام في السوق متعهدًا بمساندة العمل المستمر معًا بين أوبك وخارج أوبك، فضلًا عن التعاون بين المنتجين والمستهلكين مؤكدًا أنه بالعمل المشترك سنكسب كل شيء وسنخسر الكثير إذا تفرقنا وعملنا بشكل منفرد.

في سياق متصل، أكد لـ "الاقتصادية"، الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، أن اتفاق خفض الإنتاج ستكون له انعكاسات إيجابية واسعة على السوق حيث بدأت الأسعار بالفعل مسيرة التعافي قبل نحو أسبوعين من بدء تطبيق الاتفاقية، معتبرًا أن التحضيرات التي سبقت اتفاقية فيينا كانت جيدة ومهدت بالفعل لتحقيق النجاح المنشود حيث اتسمت اتصالات المنتجين بالشفافية والجدية والرغبة المشتركة في تحقيق إنجاز.

وأشار ديبيش إلى أن المرونة في مواقف المنتجين هي إلى قادت بالأساس لتحقيق الإنجازات حيث تخلى كثير من المنتجين عن مواقف سابقة متشددة من أجل الوصول إلى الحلول الوسطى التي تدعم العمل المشترك وأبرز الأمثلة على ذلك العراق التي كانت تطلب الإعفاء التام من خفض الإنتاج وقبلت بعد اتصالات مكثفة أن تخفض الإنتاج بنحو 210 آلاف برميل يوميًا بموجب اتفاق فيينا واعتبارًا من أول كانون الثاني (يناير) المقبل.

من جانبه، توقع لـ "الاقتصادية"، الدكتور آمبرجيو فاسولي مدير مركز دراسات الطاقة في مدينة لوزان السويسرية، أن تتغلب العوامل الداعمة لنمو الأسعار على السوق خلال الأسبوع الجاري خاصة التفاؤل بالتأثير الإيجابي لتنفيذ اتفاق خفض الإنتاج، مشيرًا إلى أن السوق ما زالت تحت وطأة عوامل سلبية منها وفرة المعروض إلى جانب الصعود الواسع للدولار بخاصة بعد رفع الفائدة الأمريكية. كما توقع فاسولي أن تنتعش استثمارات النفط الصخري الأمريكي مع استمرار التحسن في مستوى الأسعار وبلوغها المستويات الملائمة للشركات الأمريكية بعد ضغط نفقاتها التشغيلية والرأسمالية في الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن شركات الطاقة الأمريكية ستتلقى دعمًا واسعًا من الإدارة الأمريكية الجديدة التي ستتولى إدارة البلاد رسميًا في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل.

من ناحيته، قال لـ "الاقتصادية"، رالف فالتمان المحلل في شركة "إكسبرو" للخدمات النفطية، إن تحرك أوبك يعد خطوة جيدة لقيادة السوق نحو التوازن كما أكد أن أوبك لن تكتفي بخفض الإنتاج بل تسعى لتأسيس برامج أوسع للتعاون والتنسيق بين المنتجين مشيرًا إلى توقعه بأن ملفات التعاون لن تقتصر على دعم الأسعار بل ستتخطى ذلك إلى تحركات جماعية منسقة في ملفات مهمة وحيوية مثل التحديات البيئية التي تواجه صناعة الطاقة وأيضًا ملف التكنولوجيا والابتكار.

اقرأ أيضًا:
بعد اتفاق أوبك التاريخي.. الأخضر يزين أسعار النفط
أسعار النفط تنخفض من جديد.. وأبوظبي قد تنقذ!
أسعار النفط تهوي من جديد مع تراجع الثقة في ضبط المعروض