أوبك تتوقع مرحلة إيجابية لسوق النفط

تاريخ النشر: 28 مارس 2017 - 11:09 GMT
أوبك تتوقع مرحلة إيجابية لسوق النفط
أوبك تتوقع مرحلة إيجابية لسوق النفط

أكدت منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن السوق النفطية مقبلة على مرحلة إيجابية على نطاق واسع نتيجة انتهاء موسم صيانة المصافي وحدوث تباطؤ ملحوظ في نمو المخزونات الأمريكية، وهو ما سيدعم الجهود الإيجابية المبذولة لتحقيق الاستقرار في السوق.

وأوضح تقرير لمنظمة أوبك عن نتائج اجتماع اللجنة الوزارية الخماسية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج في الكويت، أن اللجنة حددت عددا من العوامل السلبية التي ضغطت على الأسعار بشكل كبير في شهر آذار (مارس) الجاري وفى مقدمتها انخفاض الطلب الموسمي وعمليات الصيانة في المصافي إلى جانب ارتفاع العرض من إنتاج دول خارج منظمة أوبك، ما أدى إلى إبطاء الأثر الإيجابي لتعديلات الإنتاج خاصة فيما يتعلق بعمليات سحب المخزونات، وفي الوقت نفسه لوحظ أيضا شطب كبير للوظائف من قبل اللاعبين الماليين الكبار في السوق.

وذكر أن اللجنة المشتركة لمراقبة خفض الإنتاج تقوم بالتعاون مع الأمانة العامة لمنظمة أوبك باستعراض ظروف سوق النفط لبحث فرص تمديد العمل بتعديلات الإنتاج بشكل طوعي على النحو المنصوص عليه في إعلان التعاون، مشيرا إلى التزام منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والدول غير الأعضاء في منظمة أوبك بمواصلة التعاون لمصلحة المنتجين والمستهلكين على السواء.

وأضاف أن لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج أعربت عن ارتياحها للتقدم المحرز صوب التوافق التام مع تعديلات الإنتاج الطوعي وشجعت جميع الدول المشاركة في الاتفاق على تكثيف الجهود، من أجل تحقيق التزام بالخفض بنسبة 100 في المائة، مشيرا إلى أنه في فبراير الماضي حققت دول "أوبك" والمنتجين المستقلين من خارج "أوبك" مستوى التزام قدره 94 في المائة، أي بزيادة قدرها 8 في المائة عن أداء كانون الثاني (يناير) الماضي، معتبرا أن هذا يدل على استعداد جميع الدول المشاركة في الاتفاق لمواصلة تعاونها.

ونقل التقرير عن عصام المرزوق وزير النفط الكويتى ورئيس اللجنة الوزارية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج تأكيده، أن مهمة اللجنة في المرحلة الحالية تتمثل في مناقشة تفعيل الرقابة والتأكد من تحقيق أقصى مستوىات التوافق والالتزام بين المنتجين ومن ثم تقديم تقرير إلى الاجتماع الوزاري لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وغير الأعضاء في أوبك في 25 أيار (مايو).

وأشار إلى أن اللجنة سجلت كثيرا من التقدم مع وجود مؤشرات إيجابية جدا عن مستوىات الالتزام في دول أوبك وخارجها وهو ما يبشر بنجاح الاتفاق وتأثيره الجيد والفعال على الاقتصاد العالمي.

وفى سياق متصل، استهل النفط الخام تعاملات الأسبوع على انخفاضات سعرية بسبب زيادة أنشطة الحفر الأمريكية فيما كانت التوقعات تذهب إلى تعافي الأسعار عقب نجاح اجتماع لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج في الكويت، إلا أن السوق ما زالت تعاني شكوكا في قدرة "أوبك" والمنتجين المستقلين على تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج لستة أشهر جديدة.

وتتجه التوقعات إلى أن تأثيرات إيجابية على مستوى الأسعار ستحدث لاحقا بسبب توصيات لجنة مراقبة خفض الإنتاج بتمديد العمل باتفاق فيينا لستة أشهر جديدة وحتى نهاية العام الجاري.

وفى هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري " الألمانية، أن اجتماع اللجنة الوزارية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج في الكويت، أبدى مرونة كبيرة فيما يتعلق بمد العمل بالاتفاق، مشيرا إلى أن هذه المرونة تعد رسالة إيجابية للغاية للسوق، متوقعا أن الفترة المقبلة من عمر الاتفاقية ستكون إيجابية وسيتعافى فيها مستوى الأسعار تدريجيا خاصة مع تأكيدات اللجنة أن التراجعات في مارس كانت مرحلة مؤقتة بسبب ضعف الطلب الموسمي وصيانة المصافي.

وأضاف، أنه يمكن القول أن مد العمل بالاتفاق مقبول من حيث المبدأ لكن ما زال هناك ثلاثة أشهر باقية من عمر الاتفاقية وهناك اجتماع آخر للجنة الوزارية المعنية بمراقبة الاتفاق في أيار (مايو) المقبل إلى جانب الاجتماع الوزاري الموسع لدول أوبك وبعض المستقلين في 25 أيار (مايو) بمقر أوبك في فيينا، وهو ما يعني أن التقييم النهائي لوضع السوق ما زال موضع بحث خاصة أن الفترة المتبقية ليست قصيرة وقد تشهد الكثير من التطورات.

وأشار إلى أن الحديث عن تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج يشهد بعض التعجل، خاصة أن روسيا وهى أكبر منتج للنفط في العالم من خارج أوبك لم تستوفى بعد كامل حصتها والبالغة 300 ألف برميل وستنتهي منها بحلول نهاية الشهر المقبل، كما أنها طلبت خلال اجتماع الكويت مزيدا من الوقت لتدارس وضع الإنتاج الأمريكي والمعروض النفطي العالمي بشكل عام.

من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية" مفيد ماندرا؛ نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة، أن اتفاق خفض الإنتاج لم يلغ المنافسة بين المنتجين بل هو نسق التعاون بينهما من أجل استعادة الاستقرار في السوق، وهو الأمر الذي سيتحقق تدريجيا في ظل وجود مؤشرات عن أن نمو المخزونات سيكون بوتيرة أضعف في الشهور المقبلة حتى يتم الوصول إلى التراجع التدريجي أيضا في مستوىاتها.

وأشار إلى أن المنتجين في هذه المرحلة يركزون على الأسواق الأعلى في الربحية والأقل في أعباء التصدير، منوها إلى أن فائض المعروض سيتقلص تدريجيا في السوق مع توقعات نمو الطلب في فصل الصيف المقبل إلى المستوىات التي تعجل بتضييق الفجوة بين العرض والطلب وبالتالي استعادة الاستقرار نسبيا في السوق.

من ناحيته، أشار لـ"الاقتصادية" ايفيليو ستايلوف؛ المستشار الاقتصادي البلغاري في فيينا، إلى أن أغلب التوقعات تصب في اتجاه أن النصف الثاني من العام الجاري سيشهد تعافيا وتوازنا أكبر في سوق النفط الخام، خاصة في ضوء الاحتمالات القوية لتمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية العام، وستتمثل أبرز الملامح الإيجابية للسوق في تراجع ملموس وكبير في مستوىات المخزونات النفطية الأمريكية.

وأوضح، أن الشكوك في تمديد الاتفاق التي تؤثر سلبا في الأسعار لا مبرر لها، خاصة في ضوء ارتفاع نسبة الالتزام بخفض الإنتاج إلى 94 في المائة وهى نسبة مرتفعة ومرضية، كما أن هناك اتجاها قويا بقبول التمديد للتعجيل باستعادة التوازن في السوق، مشيرا إلى ضرورة أن يهدئ الإنتاج الأمريكي ولو نسبيا من وتيرة الإنتاج لأن عودة تخمة المعروض ستضر الجميع في أوبك وخارجها وأيضا منتجي النفط الصخري وكل استثمارات الطاقة بشكل عام.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط أمس مع تنامي أنشطة الحفر الأمريكية، وسط شكوك بشأن تمديد اتفاق تقوده أوبك لخفض الإنتاج والذي من المقرر انتهاء العمل به مبدئيا في منتصف العام.

وقال متعاملون، إن الأسعار تراجعت نتيجة تنامي أنشطة الحفر والإنتاج بالولايات المتحدة فضلا عن حالة عدم اليقين بشأن ما إن كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون آخرون، سيمددون تخفيضات الإنتاج بعد منتصف العام.

وقال سوكريت فيجاياكار مدير تريفكتا لاستشارات الطاقة، "ليس هناك نقص في النفط الخام في الوقت الحالي .. وحقيقة أن النفط الصخري سيتعافى واضحة بكل جلاء"، مضيفا أنه "يبدو أن هناك صعوبة في التوصل لاتفاق بشأن تمديد تخفيضات الإنتاج".

كما تراجعت أسعار النفط في السوق الأوروبية، أمس، لتستأنف خسائرها التي توقفت مؤقتا يوم الجمعة بفعل عمليات تصحيح وجني أرباح، يأتي هذا مع استمرار المخاوف بشأن تسارع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة خاصة بعد ارتفاع منصات الحفر والتنقيب لأعلى مستوى منذ عام 2015، ويحد من الخسائر هبوط الدولار الأمريكي الواسع مقابل سلة من العملات، إضافة إلى توصية لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج بتمديد الاتفاق حتى أواخر هذا العام.

وبحلول الساعة 08:55 بتوقيت جرينتش، تراجع الخام الأمريكي إلى مستوى 47.65 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 48.13 دولار وسجل أعلى مستوى 48.26 دولار، وأدنى مستوى 47.33 دولار، ونزل خام برنت إلى مستوى 50.55 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 50.97 دولار، وسجل أعلى مستوى 51.08 دولار، وأدنى مستوى 50.26 دولار. 

وأنهي النفط الخام "تسليم مايو" تعاملات يوم الجمعة مرتفعا بنسبة واحد في المائة، في أول مكسب خلال سبعة أيام، وصعدت عقود برنت "عقود مايو" بنسبة 1.1 في المائة، بفعل عمليات تصحيح من أدنى مستوى في أربعة أشهر.

وعلى مدار كامل تعاملات الأسبوع الماضي فقدت أسعار النفط نسبة 1.2 في المائة، لتستأنف خسائرها الأسبوعية، تحت ضغط مخاوف تخمة المعروض في الولايات المتحدة، خاصة بعد ارتفاع مخزونات الخام لمستوى قياسي جديد، وتسارع إنتاج النفط الصخري لأعلى مستوى في عام.

 وأعلنت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية يوم الجمعة ارتفاع منصات الحفر في الولايات المتحدة بمقدار 21 منصة، في عاشر زيادة أسبوعية على التوالي، إلى إجمالي 652 منصة، وهو أعلى مستوى منذ أيلول (سبتمبر) 2015.

وتصب هذه البيانات في مصلحة توقعات استمرار تسارع إنتاج النفط الصخري الأمريكي، الذي بلغ 9.13 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 17 آذار (مارس) الجاري، وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ للإنتاج منذ كانون الثاني (يناير) 2016.

وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات بنسبة 0.77 في المائة، مسجلا أدنى مستوى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي 98.86 نقطة، الأمر الذي يدعم أسعار السلع والمعادن المقومة بالدولار الأمريكي، إذ يجعلها منخفضة التكلفة بالنسبة لمستهلكي العملات الأخرى.

من جانب آخر، انخفضت سلة خام أوبك وسجل سعرها 48.26 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 48.35 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومى لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق انخفاضا محدودا في إطار تقلبات سعرية متتالية، وأن السلة خسرت أكثر من دولار مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع السابق الذي سجلت فيه 49.36 دولار للبرميل.

اقرأ أيضًا: 
مع انضمام روسيا إلى "أوبك" في خفض الإنتاج... أسعار النفط تستقر.. لكن إلى متى؟
أوبك: ذروة الطلب على النفط غير واضحة
أوبك تعتزم التدخل من جديد في حال تراجع النفط
أوبك تؤكد بأن خفض إنتاج النفط سيعود بالإيجاب على توازن السوق العالمي











الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن