«أوبك»: النفط سيبقى متمتعا بقدرة تنافسية في قطاع النقل الجوي لعقود

تاريخ النشر: 31 مارس 2015 - 07:46 GMT
النفط سيستمر في التمتع بقدرة تنافسية عالية في قطاع النقل الجوي لأنه من الصعب تصور وجود طائرة تعمل بالغاز الطبيعي المسال نظرا لأمور تتعلق بقضايا الاعتماد والسلامة
النفط سيستمر في التمتع بقدرة تنافسية عالية في قطاع النقل الجوي لأنه من الصعب تصور وجود طائرة تعمل بالغاز الطبيعي المسال نظرا لأمور تتعلق بقضايا الاعتماد والسلامة

أكد رالف فوجل كبير الباحثين والمحللين في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في تقرير قدمه للمنظمة الدولية أن النفط سيتمتع بالتأكيد بمستقبل واعد في مجال وسائل النقل وذلك لعدة عقود مقبلة.

وأشار فوجل إلى أن النفط سيستمر في التمتع بقدرة تنافسية عالية في قطاع النقل الجوي لأنه من الصعب تصور وجود طائرة تعمل بالغاز الطبيعي المسال نظرا لأمور تتعلق بقضايا الاعتماد والسلامة.

وأوضح فوجل أن قطاع النقل سيشهد خلال الفترة القادمة تزايد الاعتماد نسبيا على الغاز الطبيعي كوقود بديل وستعتمد مضخات محطات البنزين على الغاز الطبيعي بشكل أكبر ومتزايد إلى جانب الديزل والبنزين، لافتا إلى أن منافسة هذا التطور الجديد تأتي من خلال رفع مستوى جودة البنزين الى أقصى درجة ممكنة وهو الاتجاه الذى بدأ بالفعل – رفع درجة أوكتان إلى أكثر من 100-

وأضاف فوجل في تقريره إلى "أوبك" عن النفط وقطاع النقل إنه سيتم تطبيق الكيمياء الأكثر تطورا في معالجة النفط بدلا من مجرد التقطير والتكسير وهو ما سيؤدى إلى إنتاج وقود أكثر كفاءة وذي جودة مرتفعة بما يمكّن من المنافسة بشكل أفضل مع الغاز الطبيعي إلا أن وسائل النقل البرى ستستمر في الاعتماد على النفط بشكل أساسي في المرحلة الراهنة.

وذكر فوجل أنه في بعض الحالات تطبق بالفعل صناعة النفط مفاهيم مبتكرة تقوم على الجمع بين الوقود الحيوي مع المكونات المشتقة من النفط، مثل أخذ الإيثانول وإنتاجه مع البوتان المشتق من النفط لإنتاج بنزين عال جدا في مستوى الجودة.

وقال فوجل إن الولايات المتحدة تنتج كميات كبيرة من هذا الهجين وتصدره إلى اليابان من أجل تلبية الحاجة إلى الوقود الحيوي وهو ما يمثل قيمة مضافة جيدة لكل من صناعة الوقود الحيوي وصناعة النفط، موضحاً أن الاتجاه السائد حاليا بين المنشآت والمحطات المركزية الضخمة هو الابتعاد نسبيا عن استخدام النفط والاتجاه بشكل أسرع وأقوى نحو الغاز مع الحفاظ بعض الشيء على الاعتماد على الفحم. ويؤكد فوجل في تقريره أنه على الرغم من هذه التوجهات إلا أن جهود الابتعاد عن الوقود الصلب لا تزال تراوح مكانها ولكن ذلك لا يمنع أن محطات توليد الطاقة ذات الكفاءة العالية والتي تعمل بالغاز الطبيعي قادمة، مشيراً إلى أن أحدث خطة صادرة من الوكالة الأمريكية لحماية البيئة تركز على الحد من انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة بنسبة 30 في المائة لأقل من المستويات التي كانت قد سجلت في عام 2005.

وبحسب تقرير فوجل فإن هذه الخطة تمثل إشارة واضحة لهذه الصناعة كي تتبني منظومة إنتاج تكون هي الأنظف والأكثر كفاءة بالاعتماد على التكنولوجيات المتطورة، وأن الفحم كان وسيظل جذابا للاعتماد عليه كمصدر للطاقة لبعض الوقت لأنه يتسم برخص التكلفة ولكن القوانين الدولية خاصة ما يتعلق بالبيئة أصبحت أكثر صرامة للعمل على الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مما سيكون له تأثير قوي في اختيار نوع الوقود مستقبلا. وأشار فوجل إلى أن الضغوط والضوابط البيئية التي تحد من استخدامات الفحم سيكون لها تأثير واسع في مخزونات الكربون وفي تكثيف ثاني أكسيد الكربون وتحويله إلى سائل تحت الأرض من أجل التخزين واستخلاص النفط.

وطالب فوجل بالبحث عن تقنيات ومناهج جديدة تماما في استخدام النفط أو توليد الطاقة بالاعتماد على النفط وهو ما يمكن أن يلعب دورا مهما في تحديد ملامح خريطة مستقبل الطاقة. وقال فوجل إن نحو 30-60 في المائة من طاقة النفط يتم ضخها في محطات الطاقة التقليدية (في السيارات فقط نحو 40 في المائة) إذ إنه يمكن استغلال 90 في المائة من محتوى الطاقة في النفط المستخرج ولكن هناك الكثير الذى لم نستغله بعد في النفط والنفط سلعة مكلفة لذا يسعى المستهلكون للحصول على المزيد منها.

وأوضح لـ "الاقتصادية"، سباستيان جرلاخ رئيس مجلس الأعمال الأوروبي، أن نفط الشرق الأوسط سيحافظ على مركزه وتأثيره في سوق الطاقة العالمية حيث يتمتع بعديد من المزايا النسبية في إنتاجه وفى استهلاكه، مشيرا إلى أن تقرير أوبك يؤكد أن النفط سيظل العنصر الرئيس المؤثر في قطاع النقل لفترة طويلة.

وأشار جرلاخ إلى أن الانخفاضات الحالية في الأسعار تحمل الكثير من الجوانب الإيجابية لدول الاستهلاك وتوفر فرصا جيدة للحصول على الوقود الرخيص لقطاع أكبر من المواطنين حول العالم موضحا أن حالة وفرة المعروض مرشحة للاستمرار بسبب تنوع المنتجين وزيادة المنافسة بينهم.

من جانبه، يقول لـ "الاقتصادية"، بيوتر فدفنسكى المحلل البولندي، إن سوق النفط العالمية تترقب احتمالا قويا لعودة الصادرات النفطية الإيرانية بنحو يقدر بمليون برميل يوميا وذلك بعد الاتفاق مع الدول الغربية حول البرنامج النووي ورفع العقوبات الاقتصادية، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيقود لمزيد من انخفاضات الأسعار بسبب تنامى المعروض.

وأوضح فدفنسكى أن الطلب العالمي ما زال بطيئا خاصة القادم من الدول الرئيسة في الاستهلاك الصين واليابان وفى الوقت نفسه نجد أن ارتفاع المخزونات الأمريكية ساهم أيضا في تراجع الأسعار بينما توالى توقف منصات الحفر الأمريكية لم ينجح بالشكل المتوقع في دفع الأسعار نحو الارتفاع.

وفيما يخص الأسعار، هبطت أسعار النفط أمس في الوقت الذي يناقش فيه المسؤولون من إيران والقوى العالمية الست اتفاقا محتملا بشأن برنامج طهران النووي قد ينهي العقوبات ويسمح بزيادة صادرات النفط الإيرانية، وأمام الجانبين حتى نهاية اليوم للتوصل إلى اتفاق خلال المحادثات الجارية في لوزان بسويسرا. وبحسب "رويترز"، فقد قال مسؤولون قريبون من سير المحادثات إن تقدما قد تحقق ويعتقد مستثمرون كثيرون أن هناك صفقة قيد الإعداد ويستبعدون انتهاء المحادثات دون اتفاق ما، وقال بيارني شيلدروب كبير محللي أسواق السلع الأولية لدى "إس.إي.بي ماركتس" إنه بخصوص إيران هناك نتيجتان محتملتان: اتفاق إطاري أو تمديد للمهلة. وتراجع خام القياس العالمي مزيج برنت 25 سنتا إلى 56.16 دولار للبرميل حيث بدأت السوق تأخذ في الحسبان إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران، ونزل الخام الأمريكي 40 سنتا إلى 48.47 دولار.

وتتمتع أسواق النفط بوفرة في المعروض وتظهر البيانات الصادرة في الفترة الأخيرة أن الإنتاج العالمي يفوق الطلب بنحو 1.5 مليون برميل يوميا بما يغذي مخزونات الخام.

وتوقع بنك باركليز أن استمرار صعود الدولار يضغط أيضا على تعافي أسعار النفط متوقعا صعود الدولار متجاوزا التساوي مع اليورو بحلول الربع الأخير من 2015، فيما يتوقع بعض المستثمرين أن تقوم منظمة أوبك التي تضخ ثلث النفط العالمي بتقييد الإنتاج لدعم الأسعار.

ويرى محللون أن منتجي النفط يركزون بشكل كبير على الحفاظ على نصيبهم في السوق، ودفع هبوط أسعار النفط بعض شركات النفط والغاز إلى وقف عمليات الحفر وبصفة خاصة في الولايات المتحدة لكن من غير المرجح أن يؤثر ذلك في إنتاج الخام حتى أواخر العام.

اقرأ أيضاً: 

أسعار النفط تهبط مع سعي إيران والقوى العالمية للتوصل لاتفاق نووي

وزير النفط الكويتي: أسعار النفط الحالية تثير القلق ونأمل تحسنها نهاية 2015

هل ستعود اسعار النفط الى 100-120 دولارا للبرميل؟

شركات الطيران تزيد التحوط بأسعار الوقود لتحقيق وفورات