كشف أحدث استطلاع للرأي أصدرته «ناتيكسيز غلوبال أسيت مانجمنت» NGAM، التي تعد إحدى أكبر 15 شركة لإدارة الأصول في العالم من حيث حجم الأصول الخاضعة للإدارة، عن أن المستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة لا يرغبون في زيادة مستوى المخاطر الاستثمارية، ويفضلون الإبقاء على نفس نسبة الاستثمارات النقدية في محافظهم الاستثمارية.
وأظهر الاستطلاع أن تقلبات السوق قلصت ثقة المستثمرين وخلقت مخاوف بشأن قدرتهم على تحقيق أهدافهم الخاصة بالادخار والتقاعد، الأمر الذي دفع المزيد من المستثمرين إلى اعتماد توجهات جديدة في الاستثمار واللجوء إلى المستشارين الماليين للحصول على النصح والمشورة، غير أن مستوى معرفة المستثمرين باستراتيجيات الاستثمارات البديلة لا يزال محدوداً.
وجاءت هذه النتائج في إطار استبيان جديد تم خلاله استطلاع آراء 251 من المستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة، أجراه مركز بحوث بناء المحافظ التي تتسم بالديمومة Durable Portfolio Construction Research Center التابع لشركة ناتيكسيز جلوبال أسيت مانجمنت. وجاء هذا الاستطلاع في إطار دراسة عالمية أكبر شملت 5.319 مستثمراً من 14 دولة في أوروبا، أميركا الجنوبية، الشرق الأوسط، أستراليا، جنوب إفريقيا، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية.
وقال السيد جمال صعب، المدير التنفيذي لـ«ناتكستيز غلوبال أسيت مانجمنت» في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «بات المستثمرون في منطقة الشرق الأوسط يركزون اليوم على مخاطر الاستثمار بشكل أكبر من أي وقت مضى، وهم يسعون لتبني توجهات استثمارية جديدة تعطي الأولوية لإدارة المخاطر وتساعدهم في إدارة التقلبات التي تواجهها محافظهم الاستثمارية».
وأضاف السيد صعب بقوله: «هناك حاجة واضحة للمزيد من المعلومات والوعي حول استراتيجيات الاستثمارات البديلة، وقد بات المستثمرون يلجؤون إلى مستشاريهم الماليين للحصول على النصح والمشورة في هذا الشأن. فمصدر القلق لنسبة كبيرة من المستثمرين الأفراد في دولة الإمارات العربية المتحدة يتمثل في الحاجة إلى ضمان قدرة استراتيجياتهم الاستثمارية على توفير دخل كاف لمرحلة التقاعد. ومن أجل تحقيق ذلك، يحتاج المستثمرون إلى تنويع استثماراتهم وبناء محافظ تتسم بمستويات أعلى من الديمومة وتتمتع بالقدرة على التعامل مع التقلبات الراهنة في الأسواق».
على الرغم من أن المستثمرين في الإمارات العربية المتحدة يشعرون بالقلق بشأن تحقيق أهدافهم للادخار والتقاعد، إلا أن غالبيتهم (نحو 58 % من الذين شملهم الاستطلاع) أكدوا أنهم لن يخفضوا نسبة الاستثمارات النقدية في محافظهم. يتفق نصف المستثمرون الإماراتيون على أن توقعاتهم السابقة للعوائد الاستثمارية المستقبلية لم تتحقق بسبب تقلبات الأسواق، وأعرب 22 % فقط من الإجمالي عن شعورهم بثقة كبيرة من أن نهجهم الاستثماري سيوفر دخلاً ثابتاً عند التقاعد، في حين أعرب 63 % من المشاركين عن ثقة معتدلة في هذا المجال.
وقد أظهر الاستطلاع أن أربعة من كل 10 مستثمرين في الإمارات (نحو 39 % من الذين شملهم الاستطلاع) يشعرون بالقلق حول كفاية أصولهم لمرحلة التقاعد. واعترف نحو نصف المشاركين أن هذه التوقعات ناجمة عن تقلبات السوق التي تقوض قدرتهم على تحقيق أهدافهم الاستثمارية. تركيز المستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة ينصب على الحفاظ على رأس المال أكثر من تعزيز العوائد أكد أربعة فقط من بين كل 10 مستثمرين (نحو 40 % من الذين شملهم الاستطلاع) أن مستوى المخاطر الاستثمارية المقبولة بالنسبة لهم آخذ في الارتفاع،
كما أكد 66 % من المستثمرين أنهم مستعدون لتحمل الحد الأدنى فقط من مخاطر الاستثمار، حتى إذا تم تحقيق ذلك على حساب العوائد. وأكد غالبية المستثمرين (نحو 51 % من الذين شملهم الاستطلاع) أن المخاوف من خسارة أموال نتيجة تقلبات السوق هي العامل الرئيس الذي يجعلهم يحدون من معدلات استثمارهم وادخارهم. كما أكد 35 % فقط من المشاركين في الاستطلاع أنهم يتطلعون لتعويض الخسائر السابقة، وأكد نفس العدد تقريباً استعدادهم الآن لتحمل مستويات أعلى من المخاطر بالمقارنة مع تلك التي كانوا يقبلونها قبل بضع سنوات مضت.
تداعيات أزمة اليورو والاضطرابات السياسية الدولية تؤثر على القرارات الاستثمارية؛ مع تفضيل غالبية المستثمرين الأفراد في الإمارات العربية المتحدة لعامل السلامة على الأداء. أكد غالبية المستمرين في الإمارات أو نحو 57 % من الذين شملهم الاستطلاع (أو ما يعادل 70 % من النساء و53 % من الرجال)، إنهم إذا اضطروا إلى الاختيار، فإنهم سيفضلون السلامة على الأداء، في حين أكد 36 % فقط من المشاركين استعدادهم للتضحية بالعوائد مقابل الأمان. وقال نصف المستثمرين الذين أجريت لقاءات معهم ضمن الاستطلاع إنهم قلقون بشأن أزمة الديون الأوروبية. وتضمنت الملاحظات الإيجابية تأكيد نحو ثلثي المستثمرين (نحو 65 % من الذين شملهم الاستطلاع) أنهم يسعون إلى تحقيق توازن بين المخاطر والعائد عند الاستثمار، وتأكيد نحو 67 % من الإجمالي أنهم يعطون عامل المخاطر اهتماماً أكبر من أي وقت مضى.
أغلبية كبيرة من المستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة يعتقدون أن نهجهم الاستثماري يمضي على الطريق الصحيح، ولكن عدداً متزايداً منهم يلجؤون حالياً إلى الاستعانة بمستشارين ماليين أكثر من أي وقت مضى. أظهر الاستطلاع أن حوالي أربعة من كل خمسة مستثمرين (نحو 82 % من الإجمالي) يتمتعون بالثقة من أن نهجهم الاستثماري الحالي قادر على حماية استثماراتهم من فترات الضعف التي تمر بها السوق، وأكد عدد مماثل من المشاركين في الاستطلاع (نحو 83 % من الإجمالي) ثقتهم في قدرة نهجهم الاستثماري الحالي على حماية استثماراتهم من التقلبات الكبيرة (حيث عبر 67 % من الإجمالي عن ثقة معتدلة في هذا المجال وعبر 16 % عن ثقة عالية). كما عبر نحو 83 % من المستثمرين عن ثقتهم من أن نهجهم الاستثماري الحالي قادر على توليد أداء قوي. وعلى الرغم من ذلك، فإن غالبية المستثمرين (نحو 54 % من المشاركين في الاستطلاع) يوضحون توقعاتهم لمستشاريهم الماليين في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، كما أن نسبة 61 % من الإجمالي يبدون اهتماماً أكبر بمناقشة المخاطر مع مستشاريهم الماليين أكثر من أي وقت مضى. المستثمرون في الإمارات العربية المتحدة يؤكدون حاجتهم لمعرفة المزيد عن منتجات الاستثمارات البديلة. أكد أكثر من ثلثي المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع (نحو 68% من الإجمالي) أنهم بحاجة لمعرفة المزيد من المعلومات عن الاستثمارات البديلة قبل الاستثمار فيها.
وأظهر الاستطلاع أن هناك حاجة واضحة للمزيد من المعلومات والتثقيف بشأن المنتجات الاستثمارية البديلة، حيث إنه ينظر إليها حالياً على أنها «خطرة» نظراً لتدني مستوى الوعي بشأنها. كما كشف الاستطلاع عن أن نحو 30 % فقط من المستثمرين يعتقدون أن الاستثمارات البديلة مناسبة للمستثمرين الأثرياء أو للمؤسسات فقط، في حين يقول (45 %) من الذين شملهم الاستطلاع إنهم لم يتناقشوا على الإطلاق مع مستشاريهم الماليين حول الاستثمارات البديلة.
وقال هيرفي غوينامنت، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ«ناتيكسيز غلوبال أسيت مانجمنت- التوزيع الدولي»: «أظهرت نتائج الاستطلاع الذي شمل أكثر من 5.000 مستثمر في مختلف أنحاء العالم، وجود بعض أوجه التشابه المذهلة. ففي ظل مراوحة أسعار الفائدة عند مستويات متدنية، والترابط الكبير بين فئات الأصول المختلفة، والمخاوف من تكبد خسائر نتيجة تقلبات السوق، بات المستثمرون في مختلف أنحاء العالم يشعرون بالقلق بشأن إمكانية توليد ما يكفي من الدخل عند التقاعد. فما يريده المستثمرين هو نهج جديد يعطى الأولوية للتعامل مع المخاطر ويساعدهم على بناء محافظ استثمارية تتمتع بقدرات أفضل على مواجهة آثار تقلبات الأسواق حتى يتمكنوا من الحفاظ على استثماراتهم وتلبية أهدافهم الادخارية». النهج المعتمد في إنجاز الاستطلاع شمل الاستطلاع الكمي عبر الإنترنت آراء 251 من المستثمرين الأفراد في دولة الإمارات العربية المتحدة، وقد أجرى الاستطلاع خلال شهري مايو ويونيو من عام 2012 من قبل مؤسسة «كور داتا ريسيرش».
وشكلت الدراسة التي أجريت في دولة الإمارات العربية المتحدة جزءاً من استطلاع أوسع شمل 5.319 من المستثمرين الأفراد في 14 دولة في آسيا، أوروبا، أميركا الجنوبية، الشرق الأوسط، أستراليا، جنوب إفريقيا والمملكة المتحدة. وتم تقسيم المستثمرين الأفراد حسب مستوى الأصول القابلة للاستثمار: فئة القاعدة الأشمل من المستثمرين (الذين تتراوح قيمة أصولهم القابلة للاستثمار بين 200.000 إلى 300.000 دولار)؛ الفئة العليا من القاعدة الأشمل من المستثمرين (الذين تتراوح قيمة أصولهم القابلة للاستثمار بين 300.000 إلى 500.000 دولار)؛ فئة الأثرياء الصاعدين (الذين تتراوح قيمة أصولهم القابلة للاستثمار بين 500.000 إلى مليون دولار)، فئة المستثمرين الأثرياء (الذين تزيد قيمة أصولهم القابلة للاستثمار عن 1 مليون دولار). كما تم تقسيم المشاركين أيضاً حسب فئاتهم العمرية: 18- 29 عاماً، 30- 46 عاماً، 47- 66 عاماً، و67 فيما أكثر.