يعيش العالم في الوقت الحالي سنة من أصعب السنوات، مع انتشار وباء كورونا الذي تسبب في انهيار اقتصادي تعاني منه جميع البلدان ، ومن هنا تبحث البلدان عن الحلول لإنقاذ الاقتصاد والتصدي لهذا الوباء المجهول النهاية ، حيث تعمل كل دولة بطريقتها الخاصة لإنقاذ هذا الانهيار، ومن هنا قامت السعودية باستضافة قمة العشرين في اجتماع افتراضي مصغر لأول مرة عربياً ، حيث بدأت القمة انطلاقتها في 21 نوفمبر وتنتهي في 22 نوفمبر في جو تخيّم عليه جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد والأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة التي تسبّب بها.
وبما أن قمة العشرين هذا العام استثنائية وافتراضية، فقد قامت أمانةُ رئاسة مجموعة العشرين بتصميم صورةٍ جماعية افتراضية لقادة دول المجموعة، وعرضتها على جدران حي الطريف في الدرعية التاريخية، توثيقاً لإقامة القمة في السعودية.
و تأتي أهمية هذه المجموعة من كون الدول الأعضاء فيها، مجتمعةً تستحوذ على حوالي 80 بالمائة من الناتج الاقتصادي العالمي، ويعيش في دولها ثلثا سكان العالم، وتستحوذ أيضًا على ثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، وتعتبر فعالية قمة "مجموعة العشرين" السنوية على أنها الحدث الأبرز والأهم على صعيد الاقتصاد العالمي، وهي بمثابة منتدى رئيسي للتعاون الاقتصادي الدولي حيث تضم قادة من جميع قارات العالم يمثلون دولا متقدمة وأخرى نامية يجتمعون لمناقشة القضايا المالية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية.
و في هذا العام تنعقد قمة أغنى دول العالم المستمرة على مدى يومين ، وسط رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإقرار بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، وكذلك وسط انتقادات لما يعدّه ناشطون استجابة غير كافية من قبل المجموعة لأسوأ ركود اقتصادي منذ عقود.
ويركز زعماء العالم في هذه القمة على تكثيف الجهود العالمية لإنجاز وتوزيع لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع في أعقاب تجارب ناجحة أخيرا.
وتتميز القمة العام الحالي بأنها مصغرة ومختصرة مقارنة بالسنوات السابقة، إذ إنها كانت تشكل عادة فرصة للحوارات الثنائية بين قادة العالم، على أن تنحصر هذه المرة في جلسات عبر الإنترنت ضمن ما يسميه مراقبون "الدبلوماسية الرقمية."
افتتح قمة العشرين العام الحالي العاهل السعودي الملك سلمان، حيث تولت المملكة العربية السعودية رئاسة مجموعة العشرين في ديسمبر 2019 تمهيداً لقمة القادة التي ستُعقد في الرياض يومي 21 و22 نوفمبر 2020 ، وطرحت تحت عنوان " "اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع" وكانت المحاور ا الرئيسية الثلاث التي طرحت لرئاسة مجموعة العشرين في عام 2020م كالآتي:
تمكين الناس: من خلال تهيئة الظروف التي يتسنى فيها للجميع، خاصة النساء والشباب، الفرصة للعيش والعمل وتحقيق الازدهار.
حماية الكوكب: من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية.
تشكيل حدود جديدة: من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.
لكن في ظل الظرف الاستثنائي بعد انتشار فيروس كورونا ، كانت الكلمة الافتتاحية من قبل العاهل السعودي تركز على العمل على تهيئة الظروف التي تتيح الوصول إلى اللقاحات بشكل عادل وبتكلفة ميسورة لتوفيرها للشعوب كافة إلى جانب أدوات أخرى لمحاربة جائحة كوفيد-19.
وأيضًا أعرب عن تفاؤله بالتقدم الذي تم تحقيقه في إيجاد لقاحات وعلاجات وأدوات التشخيص لفيروس كورونا.
وصرح المنظمون إن دول مجموعة العشرين ضخّت 11 تريليون دولار "لحماية" الاقتصاد العالمي، وأسهمت بأكثر من 21 مليار دولار لمكافحة وباء كورونا المستجد.
ويواجه قادة مجموعة العشرين ضغوطا متزايدة لمساعدة الدول النامية في عدم التخلف عن سداد ديونها.
وأعلن وزراء مالية المجموعة الأسبوع الماضي عن "إطار عمل مشترك" لخطة إعادة هيكلة ديون البلدان التي اجتاحها الفيروس، لكن ناشطين ومسؤولين وصفوا الإجراء بأنه غير كاف.
وأيضًا دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريز في رسالة إلى زعماء مجموعة العشرين إلى اتخاذ "إجراءات أكثر جرأة،" مشددا على "الحاجة إلى مزيد من العمل لتخفيف الديون."
وفي يوم الختام لقمة العشرين عاد الملك سلمان بتوجيهاته على ضرورة مواجهة أزمة كورونا قائلاً : إن هذا العام كان استثنائياً، إذ شكلت الجائحة "صدمة" غير مسبوقة طالت العالم في فترة وجيزة، داعياً إلى الاستمرار في دعم الاقتصاد العالمي، وإعادة فتح الاقتصاد وحدود الدول لتسهيل حركة التجارة والأفراد مع الاستبشار بالتقدم المحرز في إيجاد لقاح.
في حين شدد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على على العمل الجماعي والتعاون الدولي، ليس للخروج من الأزمة بأسرع وقت ممكن، بل بأقل الخسائر.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى البحث عن نهج مشترك لبناء العلاقات الاقتصادية والتجارية العالمية.
في حين أكد رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون التزام لندن بتوفير أي لقاح تنتجه بعدل في أنحاء العالم.
ودعا رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، التي تستضيف بلاده القمة المقبلة، إلى الوحدة والتضامن في ظل التحديات والأزمات التي يمر بها العالم .
في حين صرح رئيس البرازيل جايير بولسونارو إن "التعاون هو السبيل لتجاوز جائحة كورونا وتداعياتها".
وبعد نجاح قمة العشرين ،ساد التفاؤل حول العالم لإنقاذ الاقتصاد المتدهور وإيجاد لقاح للتخلص من وباء كورونا.