أكد توم رودز، مدير معرض سيتي سكيب جلوبال، أن القطاع العقاري في الإمارات يعزز قدرته على جذب الاستثمارات الأجنبية رغم قوة الدولار، متوقعاً تسجيل زيادة في الأسعار تبلغ نسبتها 5% مع انقضاء فترة التصحيح نهاية النصف الثاني من العام الحالي.
وقال رودز، في حوار مع «الاتحاد» قبيل انطلاق الدورة الـ16 من معرض «سيتي سكيب جلوبال»، إن نمو عدد سكان دبي بنسبة 3.5% سنوياً يسهم في استيعاب المعروض من العقارات الجديدة من دون ضغط على الأسعار ما يحفز استقرار السوق العقارية، ونموها المستدام على المديين القريب والمتوسط. واستند رودز، إلى تقرير عالمي يتوقع نمو المعروض من الوحدات بنسبة 15% للحاق بركب «إكسبو 2020» الوارد في
التقرير الفصلي لمؤسسة «جيه إل إل» للربع الثاني من العام 2017، متوقعاً تحكم المطورين في وتيرة إطلاق مشاريعهم في السوق، بما يحافظ على التوازن الصحي بين العرض والطلب.
الاستثمار الأجنبي
وقال توم رودز، مدير معرض سيتي سكيب جلوبال، إنه رغم أن قوة الدرهم ساهمت في خفض القوة الشرائية الدولية والاستثمار الخارجي في دبي، إلا أن الاستثمار الإماراتي تحسن في الأسابيع الأخيرة، حيث يشير تقرير دائرة الأراضي والأملاك إلى إجراء مواطنين إماراتيين 4.510 عملية في النصف الأول من العام.
وأكد رودز، أن قطاع دبي العقاري يبدي مؤشرات استقرار بعد فترة من الهبوط. وتظهر الأرقام الأخير الصادرة عن دائرة الأراضي والأملاك نموا قويا في النصف الأول من العام مقارنة بنفس الفترة من 2016، بزيادة بنسبة 26% في التعاملات العقارية. وأضاف أنه بعد فترة من ثبات أسعار المنازل، أشارت تقارير الربع الثاني من العام إلى زيادة في قوة السوق مع نهاية العام، مشيراً إلى أن استمرار هذا الاتجاه التصاعدي يعتمد على عدد المنازل التي سيتم تقديمها.
المعروض
ولفت رودز، إلى ما أوردته «بروبرتي مونيتر» من أن شهر يوليو 2017 شهد أكبر عدد من مبيعات الوحدات على المخطط منذ العام 2012، مرجعاً ذلك إلى خطط الدفع الميسرة وعدم تطلب رأس مال كبير. وقال رودز، إن مع اقتراب موعد انعقاد «سيتي سكيب جلوبال»، يستعد كبار المطورين في الدولة لإطلاق مشروعات جديدة خلال المعرض، بتقديم خطط دفع تجذب المستخدمين والمستثمرين، مشيراً إلى وجود عوامل عدة ساهمت في تعزيز جاذبية السوق ونضوجه، منها النمو السكاني، وتضمين قوانين موثوقة، ومستوى الإنشاءات العالي تحضيرا لـ«إكسبو2020».
وأضاف أنه لم يكن هناك تناسق في عدد الوحدات المعلن عنها وعدد الوحدات المتوافرة في دبي، فنحو 25000 وحدة تم جدولتها للتسليم نهاية العام، إلا أن خبراء القطاع يعتقدون أن نحو 50% منها ستنتهي، وهذا سيساهم في حل مشكلة الزيادة في المعروض وضمان استقرار الأسعار في السوق. وأكد أن خبراء الصناعة يتوقعون زيادة الأسعار خلال الأشهر القليلة القادمة خاصة على الوحدات المميزة، غير المتوفرة بكثرة في السوق. ومع زيادة نسب السيولة في دبي، يفضل كثير من المستثمرين والمستخدمين النهائيين شراء العقارات بدلا من تجميد أموالهم. وقد ساهمت المشروعات الجديدة المعلن عنها على تعزيز هذه الظاهرة بفضل عدم تطلبها لاستثمار أولي كبير وخطط الدفع الميسرة.
أسعار النفط
وحول تأثير انخفاض أسعار النفط على القطاع العقاري في الدولة قال رودز إن السوق العقارية في الإمارات سجلت أفضل أداء في ظل الأسعار العالمية السائدة للنفط. وأضاف أن في الأشهر الـ 12 الماضية، شهد قطاع دبي العقاري فترة استقرار مع إعادة ضبط السوق مع العوامل الاقتصادية مثل انخفاض أسعار النفط مرجعاً ذلك إلى جهود الإمارات، لتقليل الاعتماد على عوائد النفط، الذي يمثل الآن نحو 2% من اقتصاد إمارة دبي.
وأشار إلى أن الأسعار الجديدة للنفط والتي تبلغ نحو 50 دولارا للبرميل سيكون تأثيرها أقل على القطاع العقاري بالمقارنة مع الاقتصادات المعتمدة على النفط في المنطقة. وقال إن مستثمرين عديدين يعتبرون «إكسبو2020» حافزا أساسيا للسوق المحلي ودافعا له، فخلال السنوات الماضية، تم التعاون مع أكثر من 1200 متعاقد بخصوص الحدث، إضافة إلى 47 عقدا إنشائيا بقيمة 11 مليار درهم تم تقديمها في شهر يناير وحده. وقال إن موقع «Juwai.com » الصيني المتخصص بالعقارات أشار إلى زيادة في الطلبات على العقارات الإماراتية بنسبة تزيد على 80% خلال عامي 2015 و2016، ومع مواصلة الفعاليات الجيوسياسية في أوروبا وما ورائها، يمكن النظر لدولة الإمارات كسوق جذاب للاستثمارات الآمنة.
الإسكان الميسر
أكد توم رودز، مدير معرض «سيتي سكيب جلوبال»، أن زيادة الاستثمار في مشاريع الإسكان الميسر خاصة يشكل مؤشرا صحيا يظهر نضج السوق العقاري، والتفهم الكامل لسلوكيات المستثمرين. وأوضح أن المستثمرين يركزون حاليا على الأهداف طويلة المدى لتعزيز ثرواتهم، مقارنة بعقلياتهم قبل 4 أو 5 سنوات عندما كانت أكثر ميلا للشراء والبيع بسرعة.
وقال إن «هناك العديد من الخيارات الجذابة من مطورين أمثال عزيزي للتطوير ودانوب ودبي الجنوب وماغ بي دي وجميرا جولف إستيت ومجموعة شوبا وديار والاتحاد العقارية، الذين يقدمون مشروعات تستهدف هذه الشريحة في السوق، ونتطلع قدما لقيام المزيد من المطورين بالإعلان عن مزيد من المشاريع قبيل انطلاق المعرض. وأضاف أن من وجهة نظر استثمارية، ستوفر هذه الشريحة بعض العوائد الجذابة، حيث تظهر الأرقام الأخيرة أن العوائد لمنطقتي دسكفري جاردنز والمدينة العالمية تزيد على 8%».
البيع المباشر يرفع نسبة العارضين من الإمارات إلى 60%
أكدت أكثر من 300 شركة عارضة من 23 دولة حول العالم مشاركتها في الدورة الـ16 من معرض «سيتي سكيب جلوبال 2017»، على مساحة عرض تبلغ 42.000 متر مربع &ndash في 9 قاعات من مركز دبي التجاري العالمي، حسب توم رودز، مدير المعرض .
وأشار إلى أن نحو 60% من العارضين من دولة الإمارات، حيث زاد عدد المطورين منها الراغبين في عرض مشروعاتهم في المعرض بعد تأكيد قرار إتاحة البيع المباشر هذا العام، ونتطلع قدماً لاستعراض مجموعة أكبر من الفرص العقارية هذا العام.
ومن بين أبرز العارضين المشاركين في النسخة الـ 16 من سيتي سكيب جلوبال، دبي العقارية، نخيل، جزيرة المرجان، بن غاطي للتطوير، الاتحاد العقارية، تمليك، ماريابي للتطوير العقاري.
وتوقع تسجيل المعرض نحو 38.000 مشارك من 179 دولة في دورة المعرض لعام 2017، ويقام سيتي سكيب جلوبال من 11 سبتمبر إلى 13 سبتمبر في مركز دبي التجاري.
وقال رودز عن دورة هذا العام سنشهد مشاركة قوية من عارضين من كل من باكستان (12%) والمملكة المتحدة (6%) والبحرين وقبرص (4%).
اشتراطات البناء الجديدة تعزز سلامة المباني
أكد توم رودز، مدير معرض سيتي سكيب جلوبال، أن المطورين العقاريين والمقاولين يولون أهمية بالغة للتوافق مع اشتراطات البناء الجديدة التي أصدرتها الجهات المختصة في الدولة ما يسهم في تعزيز أمن وسلامة المباني والأفراد. وأشار إلى أن آخر منشور رسمي صادر عن بلدية دبي يسلط الضوء على عدد من المتطلبات الجديدة في قطاع الإنشاءات، مؤكدا الحاجة لمواد بناء مختارة بعناية لواجهات المباني بهدف ضمان أمنها ومقاومتها للحرائق.
اقرأ أيضًا:
ارتفاع عوائد الاستثمار في القطاع العقاري في الإمارات بنسبة 10%
في الإمارات.. ما هي العقارات المُعفاة من ضريبة القيمة المضافة؟
