الموظفون في لبنان الاكثر تحفزا للعمل رغم التباطؤ الحالي

تاريخ النشر: 06 سبتمبر 2009 - 08:12 GMT

 تتمتع غالبية الموظفين في لبنان، أي 72% منهم، بالدافعية للعمل، وذلك على الرغم من التباطؤ الحالي وأثره السلبي على قطاع الأعمال في المنطقة، حسب دراسة حديثة أجراها موقع Bayt.com، أول موقع إلكتروني للوظائف في الشرق الأوسط، بالتعاون مع اختصاصيي الأبحاث YouGov.

فقد وجدت الدراسة أن لبنان تفوق بكثير على المعدل الإقليمي لدافعية الموظفين، والذي بلغ 63%، تماماً مثل تونس، حيث يتمتع الموظفون  في لبنان بالدافعية العالية ويشعرون بالدافع للقيام بعملهم كل يوم في مؤسساتهم.

وقد وجهت الدراسة سؤالاً إلى المشاركين حول مدى أهمية التوازن بين العمل والحياة بالنسبة إليهم وعما إن كان أصحاب العمل يشجعون ذلك التوازن. و قد قالت نسبة كبيرة بلغت 73% من المشاركين في المنطقة أن تحقيق توازن جيد بين العمل والحياة أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى مستويات دافعيتهم للعمل. ولا تتباين النتائج كثيراً عبر المنطقة، حيث تتراوح النسب من 66% في المغرب، حيث يؤمن الموظفون بأن الدافعية عامل هام لتحقيق التوازن، إلى 77% في مصر.

وبسؤالهم عما إن كانت مؤسساتهم تدعمهم في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، فقد أجاب غالبية المشاركين، أو 65% منهم، بأنهم يحصلون على ذلك الدعم من عملهم، مع وجود تباين في مستويات الدعم. فقد وجدت الدراسة أن أكثر من يتلقى هذا الدعم هم المشاركون في لبنان، والذين قال 76% منهم أنهم يحصلون على الدعم ، وذلك مقارنة مع 63% من الموظفين في الأردن و 55% في المغرب – وهي النسبة الأقل. و في دول الخليج، كان مستوى الدعم في تحقيق التوازن بين العمل والحياة متشابها بين الدول، حيث بلغ 70% في عمان و69% في البحرين و68% في الإمارات العربية المتحدة و65% في الكويت.

يشار إلى أن "دراسة تحفيز الموظفين" قد أجريت بغرض فهم كيفية تأثير المناخ الاقتصادي الحالي على مستويات رضا الموظفين في الشرق الأوسط، والتعرف إلى ما يزيد دافعيتهم للعمل.

وفي هذا السياق يقول السيد عامر زريقات، المدير الإقليمي لموقع Bayt.com: "عندما يتعلق الأمر بالعوامل التي تجعل الموظفين يشعرون بالرضا والدافعية، أو العوامل التي تجعلهم متوترين وغير متشجعين على العمل، فإننا نجد أن العناصر الأساسية الواضحة هي التي تلعب الدور الأبرز، كالقدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة."

ومن جانبها تقول السيدة جوانا لونغوورث، مدير التسويق في YouGov: "من المفيد جدا للمؤسسات التركيز على تعزيز الدافعية والحفاظ عليها ، كونها ذات قيمة كبيرة لدى الموظفين ولأنها لا ترتبط بتكاليف مباشرة ولها أثر إيجابي على الإنتاجية والعائدات."

ويضيف السيد عامر زريقات: "رغم أن الأمر لا يتطلب حسابات علمية دقيقة بل مجرد الحس المنطقي، إلا أنه لا يزال يلاقي تجاهلا من قبل أصحاب العمل الذين يفضلون جني الأرباح على حساب موظفين يشعرون بالرضا. ومن خلال الإشارة إلى تك النقاط الهامة عبر أبحاث كهذه، فإننا نزود أصحاب العمل بالصورة الكاملة لما تنطوي عليه دافعية الموظفين، مما يذكرهم بمدى أهمية اللمسة البشرية لتحفيزالموظف وراحته."

وتختلف أسباب الدافعية في العمل، إلى جانب التوازن الجيد بين العمل والحياة، وتتصدرها فرص النمو المهني على المدى الطويل وذلك باتفاق 36% من الموظفين. كما يرى 33% من الموظفين المشاركين في الدراسة أن سمعة الشركة أو العلامة التجارية مهمة ، بينما من المثير للاهتمام أن 5% من الموظفين فقط قالوا أنهم مهتمون بالراتب.

وغالباً ما يعتبر شعور الانتماء إلى المؤسسة عامل دافعية هاماً، ومن الطرق التي يمكن ضمان توافر هذا العامل من خلالها تعزيز متانة قنوات الاتصال الداخلية. وفيما يشعر 64% من الموظفين بأنهم على اطلاع مستمر بالمجريات وأنشطة الشركة، بحدود متباينة، فإن 20% منهم فقط يقولون أنهم يصدقون دائماً ما توصله إليهم الشركة رسمياً فيما يتعلق بالخطط الداخلية والتطورات. ومن المفاجئ أن 25% من الموظفين يقولون أنهم نادراً ما يصدقون شركاتهم، بينما لا يصدق 8% منهم ما يقال لهم أبداً.

وتعليقاً على ذلك تقول جوانا لونغوورث: "يشير تصديق خُمس الموظفين فقط لما تخبرهم به شركاتهم، ووجود نسبة كبيرة نادراً ما تصدقه، إلى أن الكثير من المؤسسات في المنطقة لا تتمتع بثقة الأشخاص الذين يجب أن يثقوا بها ، وهم موظفوها. إن تلك قضية قد يكون لها أثر كبير على تقدم أعمالهم، من حيث معدلات الاحتكاك أو السمعة. في تلك المؤسسات لا بد من اتخاذ الإجراءات لمعالجة الأمر سريعاً."

وقد وجهت الدراسة سؤالاً للمشاركين حول ما إن كانوا يشعرون بأن العمل الذي يؤدونه في وظائفهم مهم ومؤثر في الشركة. يوافق أغلب المشاركين (76%) بشدة على أن عملهم هام، حيث كان أكثر المشاركين إيجابية حول الأمر الموظفون في سوريا (84%) و المغرب (83%). ومن المثير للاهتمام أن المشاركين في دول الخليج أقل إحساساً بأهمية مساهماتهم في العمل، فقد وافق بشدة 63% من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة وقطر و67% في البحرين على أن العمل الذي يقومون به مهم. ومن الواضح أن الموظفين في المنطقة يتفقون أيضاً أن العمل الذي يقومون به مهم بالنسبة إليهم – وذلك بحدود متباينة. فقد بلغت نسبة إيجابية الموظفين حول أهمية عملهم بالنسبة إليهم 92% في الجزائر وتونس لتكون الأولى في هذا المجال، تليها عمان (90%) وسوريا (89%)، مقارنة بمستوى مرتفع أيضاً بلغ 84% في لبنان.

وضمن الدراسة وجهت إلى المشاركين عدة أسئلة تتعلق برضاهم عن العمل والمؤسسة، وهما عاملان أساسيان يزيدان من دافعية الموظفين في مكان العمل. وقالت غالبية الموظفين، أي 79% منهم، أنهم راضون –إلى حدود متباينة- عن مسؤوليات وظائفهم التي عليهم تحقيقها. وكان المشاركون من البحرين الأكثر رضا بما مجموعه 84% من الأصوات، تلتها تونس (83%) و مصر (82%). وفي لبنان أكد 78% من المشاركين رضاهم عن مسؤوليات وظائفهم.
 
وفيما يتعلق بالتقدير على القيام بالعمل بشكل جيد، يقول 59% من إجمالي المشاركين بأنهم راضون أو راضون جداً. ففي لبنان قال 58% أنهم يشعرون بالرضا إلى الرضا التام بينما يؤكد 27% بأنهم لا يشعرون بالرضا. ويسود هذا الشعور في بقية المنطقة، مما يشير إلى أن هناك القليل من الجهد لتقدير العمل الجاد من قبل الموظفين، حيث قال 31% من المشاركين في الإمارات العربية المتحدة إلى جانب 30% في البحرين وقطر أنهم غير راضين، تلتهم الكويت والأردن بنسبة 29% لكل منها.

وبالنسبة إلى فرص التطور الشخصي والمهني ضمن المؤسسة، فقد قال أكثر من نصف المشاركين بقليل، أي 52% منهم، أنهم راضون أو راضون جدا عن الأمر، بينما قالت نسبة 45% أنهم غير راضين، وذلك بحدود متباينة. قال 57% من الموظفين في لبنان أنهم راضون عن فرص التطور المتاحة،  بينما كان 29% منهم غير راضين و 12% غير راضين أبداً. وكانت مستويات عدم الرضا مرتفعة أيضاً في بقية منطقة الخليج، حيث وصلت الى 50% في الكويت والمملكة العربية السعودية، 49% في الإمارات العربية المتحدة 48% في البحرين.

وتوضح لونغوورث : "يعتبر التطور والنمو المهني ذا أهمية بالغة بالنسبة إلى إحساس الموظف بالقيمة، وما نراه من خلال تلك الأرقام هو أن فرص التطور ليست متاحة بشكل عام، وأنها في حال توافرها ليست جيدة بما يكفي ولا تناسب احتياجات الموظفين. إلا أنه من المعروف أن أصحاب العمل يستثمرون في موظفيهم ويشجعونهم على تطوير مهاراتهم وشخصيتهم، ليكون الموظفون أكثر التزاماً تجاه عملهم ومؤسستهم. إنه أمر ثانوي نسبياً في المؤسسة ولكن له أهمية كبرى لدى الموظفين."

وقد وجد أن مستويات التوتر في العمل، وهو أحد أهم عوامل تقليل الدافعية لدى الموظفين، عالية بين أوساط الموظفين في المنطقة. فقد قال حوالي خمس المشاركين (19%) أنهم يتعرضون لتوتر شديد، بينما قال 66% أنهم يشعرون بالتوتر بشكل أو بآخر. وكانت الدول التي يعاني موظفوها من أكبر قدر من التوتر هي الأردن ومصر، حيث قال 90% و 88% من الموظفين على الترتيب أنهم يعانون من أحد أشكال التوتر في العمل. أما في منطقة الخليج فقد كانت الإمارات العربية المتحدة والبحرين أكثر الدول التي يعاني فيها الموظفون من التوتر، حيث بلفت نسبتهم 87% في كل منها، تليهما قطر, الكويت والمملكة العربية السعودية بنسبة 85% لكل منهم.

وأخيراً فقد سئل المشاركون عن شعورهم تجاه وظائفهم الحالية، وما إن كانوا يخططون للاستمرار فيها أو مغادرتها، وهي مؤشرات قوية أخرى على مستويات الدافعية. وقد قالت نسبة كبيرة قوامها 70% من المشاركين أنهم إما في صدد محاولة مغادرة وظائفهم الحالية أو يبحثون باستمرار عن وظيفة أخرى، أو راغبون في ترك وظائفهم الحالية، مما يشير إلى أن الموظفين في المنطقة يرون أنه وقت التقدم في مسيرتهم أو أنه يمكنهم القيام بأفضل مما يقومون به حالياً."

ويختتم السيد زريقات حديثه بالقول: "تعتبر الدراسات من هذا النوع مهمة جدا لقطاع الموارد البشرية وأصحاب العمل في المنطقة، لأنها ترسم صورة واقعية واضحة لبيئة العمل في المنطقة وتوضح نقاط الاهتمام لدى الموظفين، وهو أمر تزيد أهميته في ظل التباطؤ الحالي حيث يسعى أصحاب العمل إلى الاحتفاظ بأفضل العاملين لديهم. ومن خلال التطرق إلى نتائج هذه البيانات والتعرف على كيفية ارتباطها بمؤسساتهم، يمكن لقادة الأعمال تحويل موظفيهم من كونهم سلبيين لا يتمتعون بالدافعية ويشكلون عبئاً على المؤسسة إلى فريق من الموظفين ذوي الإنتاجية والربحية والدافعية العالية."


تم جمع بيانات "دراسة تحفيز الموظفين" عبر الانترنت في الفترة ما بين 3 و 17 أغسطس 2009، حيث شارك 13,376 مشارك من الإمارات العربية المتحدة و المملكة العربية السعودية وقطر وعمان والكويت والبحرين وسوريا والأردن ولبنان ومصر والمغرب وتونس والجزائر وباكستان. وقد شملت الدراسة ذكوراً وإناثا من عمر الحادية والعشرين وما فوق ومن كافة الجنسيات.

© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)