محتوى ترويجي
تعدُ الصحراء المكان الأكثر انعزالاً وذات الجو الحار في العالم، حيث تنعدم موارد الحياة من ماء ونبات وحيوان. جيولوجيا، تعود الكثبان الرملية الصحراوية الى عصر تورتونيان أي ما يقارب عن 7 مليون سنةً، الذي مر بمراحل نحت وعواصف الرياح شديدة على مدى ملايين السنين، أدت إلى نحت جبال الرملية، ورسبت هذه الكثبان العملاقة التي نراها اليوم. ومعنى الصحراء في العربية، هي الأرض اللينة وذات الحر الشديد والمساحة الكبيرة التي تفتقر الي النبات والماء.
فلكل قارة لها صحاريها واختلاف تضاريسها من رملية وحجرية وبركانية. ومنها على سبيل المثال الصحراء الكبرى العربية الحارة في شمال أفريقيا وهي أكبر صحراء رملية مساحةً وأكثرها حرارةً في العالم، والتي تمتد من مصر مروراً بليبيا والجزائر الي والمغرب موريتانيا وجنوباً نحو تشاد والنجير والسودان، ثم يليه الصحراء العربية الشبه المدارية الحارة وهي التي تشمل الربع الخالي وتمتد بين البلدان المملكة السعودية والكويت والامارات وتصل للأردن والعراق شمالاً ثم صحراء جوبي الواقعة بين منغوليا والصين وهي صحراء حجرية باردة. تصل درجات الحرارة القصوى للصحاري الى 50 درجة مئوية في أشهر الصيف أعلى درجة حرارة سجلت عالمياً هي بصحراء أريزونا وتليها بمنطقة العزيزية غرب ليبيا.
جغرافياً، المناخ الحار القاحل هو مناخ من النوع الصحراوي وهو مصنف حسب درجات كوبن للمناخ. فتقع عادة الصحاري تحت حزام الضغط المرتفع شبه المداري، حيث ساعات استقبال أشعة الشمس الطويلة مع معدل رياح مستمر وتوسع الضغط الجوي المرتفع فوق خطوط العرض المسماة عروض الخيل (ما بين 30° شمالا و30° جنوباً).
تغطي الصحراء مساحات شاسعة من البلدان العربية، فأدت إلى ارتباطاهم الثقافي والاجتماعي الوثيق بها، فطبيعة البدو العرب هي الترحال والتنقل والبحث والاستكشاف عن مصادر الماء التي يحلو بها العيش تحت الظل. سمحت هذه الخاصية للبدو العرب معرفة الصحراء عن قرب وفهم طبيعة احوالها وأرضها واوقات السفر والتجارة.
الحياة في الصحراء أو حتى العبور منها هي مسألة بالغة التعقيد والتخطيط، فالصحراء تحتاج إلى تكنولوجيات بالغة القصوى في السرعة والدقة والاتصال المستمر، مثل تكنولوجيا الهاتف الفضائي وجي بي إس على غرار دقة شبكة البلوكشين وسرعة التطبيق المالي MT4. إن لم تكن الدقة بالسرعة التي سبقت، لربما سيعصب التغلب على عواق المسير في الصحراء. فلا كائن ولا مركبة تسيران بطريقة مستمرة في وسط هذا الوهج.
يحتاج عبور الصحراء الى امتزاج من التكنولوجيا الدقيقة السريعة وبين دمج العناصر الطبيعية للحفاظ على الأرواح، التي منها حيوان الأبل والصقر. فهذه الحيوانات التقليدية الصحراوية لطالما كانت مصدر ودليل للعرب عبر الصحراء والسفر الطويل. فالابل تمتاز بقوة تحمل للحر والعطش منح فرص الحياة بمدة تصل الي 10 أيام الي أسبوعين، كما أنه لها حاسة استشعار وجود الماء واكتشاف أثر نبات الصبار والأعشاب الغنية بالماء. أما الصقر يتميز بسرعة فائقة بالاستطلاع في الأفق، فيصل معدل سرعة تحليقه إلى 200 كم في الساعة، فهو يطلق في الجو لكي يحدد ويقنص مكان الطرائد، وعليه أينما توجد الطرائد يوجد الماء والعشب والظل.
برغم لهيبها وتحدياتها، إلا أن الصحراء تعدُ مكاناً فريداً وجميلاً، يضفي نسقاً روحياً للتأمل والهدوء والجلوس مع النفس، فباتت مكاناً يجذب السائحين من كل العالم، على غرار السياحة الصحراوية بدوز في تونس وليبيا بغدامس ودبي بالإمارات. لطالما ألقى بيها العرب والحكماء الشعر وتغنوا بجمالها:
أنا الصحراء يامن تجهلوني سلو الأعراب عن حبي وشوقي، وعن جودي بالعطايا إن أتوني،
سهيل حدوث