قال خبير رائد في مخاطر الطيران ان منطقة الشرق الاوسط لا تحتاج فقط الى رفع الطاقة الاستيعابية لحركة الطيران لمواجهة الطلب المتزايد على النقل الجوي وإنما يترتب على السلطات المعنية ايضا ان تستثمر بقوة في الادارة الفعالة لسلامة الطيران.
وذكر رويل بيرندسن نائب الرئيس لقسم الطيران في شركة اي اس آر تكنولوجي، احدى الشركات العالمية الرائدة في الهندسة والسلامة وادارة المخاطر ان دول الخليج العربي بصورة خاصة تشهد ارتفاعا غير مسبوق في حجم حركة الطيران وتحتاج للاستثمار في مجال ضمان الحفاظ على معايير السلامة الممتازة في المطارات وايضا في الاجواء.
واضاف ان المطارات تتعرض ايضا لضغوط كبيرة حتى تتكيف مع النمو الضخم المتوقع لقطاع الطيران الاقليمي. وتشير الاحصاءات الى ان حجم الاستثمار في المشروعات الحالية لبناء مطارات جديدة او توسعة القائم منها في الشرق الاوسط وافريقيا وجنوب اسيا يتجاوز 68 مليار دولار منها 43 مليار دولار في منطقة الخليج.
وتمر اي اس آر – التي تعرض خبرتها الدولية في مخاطر وأمن الطيران خلال معرض المطارات بدبي الذي يقام بين 2-4 يونيو 2008 في مركز معارض المطار بدبي – بمرحلة نمو كبرى في منطقة الشرق الاوسط مع نمو قطاع الطيران في المنطقة.
واضاف بيرندسن قائلا:" ان خبرتنا في هذا القطاع بالذات تشمل وضع نماذج لمخاطر التصادم الجوي، دراسات خاصة بطاقة المطارات الاستيعابية، ادارة سلامة وأمن المطارات والحركة الجوية، التفتيش الموثوق، استمرارية الاعمال، ووضع خطط الطوارىء".
وقال ان التخطيط السليم لادارة السلامة وتقييم المخاطر هو من الامور الاساسية في اي مكان من العالم لما لذلك من نتائج ايجابية على الامن والسلامة الجويين. ففضلا عن تقليص زمن الاعطال والتأخير، يمكن لأنظمة النقل الجوي التي تتمتع بالتخطيط والتنفيذ الجيد ان تقلص من وقوع مخاطر الحوادث.
واشار الى ان كبار المسؤولين في شركات الطيران الاقليمية الرائدة عبروا عن مخاوفهم من ان موضوع ادارة سلامة المجال الجوي المتواصل الازدحام والذي تشترك فيه الطائرات المدنية والعسكرية بصورة قد تضر بنمو قطاع الطيران.
رغم ذلك يرى بيرندسن ان الاستثمار سيكون ضروريا لتحسين ادارة الحركة الجوية واستمثال استخدام المجال الجوي المحدود مع الحفاظ في الوقت نفسه على سلامة الحركة في المطارات.
وقال ان التعقيد المطلق لعمليات المجال الجوي في مناطق المطارات يعني ضرورة ايلاء المخاطر التي تواجه الحركة الجوية مثل العوائق قرب المطارات والمطبات الهوائية عند الهبوط وغيرها من المخاطر كل دراسة جدية ممكنة في كل الاوقات عند دراسة اجراء تغييرات.
واضاف ان تعقد العمليات الحالية وتلك التي قيد التخطيط تتطلب ان تكون عمليات ضمان السلامة لأي تغيير عمليات فاعلة ودارسة للمخاطر، والالتزام ببساطة بالمعايير الدولية المتعلقة بالتصميم قد لا يكون كافيا ابدا الآن لضمان تحقيق مستوى كاف من السلامة.
وتشهد المنطقة العديد من مشاريع التنوسع الجوي من ابرزها المبنى الثالث لمطار دبي الدولي حيث سيتضاعف عدد المسافرين الى 65 مليون مسافر سنويا. كما يتم حاليا بناء مطار جديد عند اطراف دبي في منطقة جبل علي بطاقة استيعابية تصل الى 120 مليون مسافر سنويا. واعلن في الامارات عن مشروع لبناء مطار جديد في امارة عجمان فيما تقوم الشارقة بتوسيع مطارها الدولي لمواجهة الطلب المتزايد على الحركة.
وتقوم قطر ببناء مطار الدوحة الدولي الجديد الذي سيتعامل مع 50 مليون سافر سنويا فيما بدأت السعودية بتطوير وتوسعة شبكة مطاراتها باستثمار عدة مليارات من الدولارات وتحذو حذوها عمان والكويت والبحرين بتوسعة مطاراتها الحالية او ببناء مطارات جديدة.
وتشير تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي الى ان اجمالي عدد المسافرين جوا في منطقة الشرق الاوسط سيصل الى 105 ملايين مسافر بحلول 2011 اي بارتفاع قدره 30 مليونا مقارنة بأرقام 2006 ، فيما تمثل المنطقة اقوى نسبة نمو في طلب المسافرين دوليا بمتوسط سنوي يبلغ 6.8% وترتفع النسبة في الامارات الى 8.4%.
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)