دبي في عهد مكتوم: صروح اقتصادية شمخت وانجازات أبهرت العالم

تاريخ النشر: 05 يناير 2006 - 08:49 GMT

تبدو إمارة دبي بجزرها الصناعية ومحطتها للتزلج في قلب الصحراء وبرجها قيد الانجاز بارتفاع يفوق 700 متر، والتي توفي حاكمها صباح امس، موطن كل البدائع و«نمرا» اقتصاديا حقيقيا في المنطقة.
وبحسب أرقام رسمية نشرت في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فان الامارة التي تتسع لحوالي 1.2 مليون نسمة على الساحل الجنوبي للخليج قبالة إيران، شهدت عام 2005 نموا اقتصاديا هائلا بلغ 16 في المائة مما يشكل رقما قياسيا عالميا بكل تأكيد. وقالت دائرة التنمية الاقتصادية في دبي ان اجمالي الناتج الداخلي تضاعف ثلاث مرات في عشر سنوات ليبلغ 136 مليار درهم (37 مليار دولار). وهذا النمو الكبير ناجم عن استراتيجية انمائية قوية اطلقت قبل عشرين عاما على يد الحاكم الجديد للامارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، 56 عاما، الذي خلف تلقائيا امس اخاه الاكبر الشيخ مكتوم على رأس الإمارة.
وكان في مقدمة المؤسسات التي شهدت تطوراً كبيراً في عهده رحمه الله مطار دبي الدولي عبر سلسلة من التوسعات المتتالية، حيث كشف النقاب عن إجراء تعديلات كبيرة على مشروع التوسعة الثانية لمطار دبي الدولي، بهدف مواكبة النمو القياسي المتوقع في حركة طيران الامارات، وتوفير ارقى التسهيلات لأسطولها من طائرات السوبر جمبو التي تعاقدت على شرائها خلال السنوات القليلة المقبلة، علماً بأن هذه التعديلات رفعت الكلفة الاجمالية لمشروع تطوير مطار دبي الدولي إلى 15 مليار درهم مقارنة مع 6 مليارات درهم سابقاً، كما ان الاضافات الجديدة سوف تجعل مطار دبي الخيار المفضل امام صناعة السفر الدولية وترفع طاقته الاستيعابية إلى 60 مليون مسافر و3 ملايين طن شحن سنوياً.

وكشفت حكومة دبي ودائرة الطيران المدني في دبي على هامش معرض دبي للطيران 2005 عن تفاصيل مشروع مدينة مطار جبل علي، الذي يجسد مفهوماً جديداً في مجال تخطيط المطارات العملاقة في العالم، حيث تم الإعلان عن ارتفاع التكلفة الاستثمارية للمرحلة الأولى من مطار جبل علي لتصل إلى ما يتراوح بين 5-6 مليارات درهم مقارنة بملياري درهم عند بداية الإعلان عن هذا المشروع.
وكشف مسؤولو دائرة الطيران المدني خلال المعرض عن أن التكلفة الإجمالية لمدينة جبل علي تبلغ 30 مليار درهم.
ويتمحور مشروع “مدينة مطار جبل علي” الذي سيشغل مساحة 140 كيلومتراً مربعاً، حول مطار جبل علي الدولي، وهو ميناء جوي ضخم سيوازي عند اكتماله الحجم الكلي لمطاري هيثرو في لندن وأوهار في شيكاجو.
ويتألف مطار جبل علي الدولي من ستة مدرجات متوازية الى جانب صالات ومرافق تستوعب نحو 120 مليون مسافر وما يفوق 12 مليون طن من الشحنات سنوياً، وسيجري تطوير هذا المشروع، الذي يبعد نحو 40 كيلومتراً عن مطار دبي الدولي و70 كيلومتراً عن مطار أبوظبي، وفق رؤية طموحة بعيدة المدى ترمي الى تلبية الاحتياجات المتنامية لإمارة دبي وخدمة المسافرين وزوار الإمارة وقطاع الشحن الجوي حتى العام 2050 وما بعده.

وفي مايو/ أيار من العام 2001 كشف النقاب عن مشروع “جزيرة النخلة”، الأكبر من نوعه على مستوى العالم، وجاء مشروع “النخلة” شاهداً معمارياً ضخماً، الى جانب ميناء جبل علي وسور الصين العظيم من حيث الضخامة.
واشتمل المشروع على إنشاء جزيرتين الأولى يتم انشاؤها قرب فندق رويال ميراج وتبلغ مساحتها 55 مليون قدم مربعة اسمها “النخلة جميرا” وجزيرة ثانية مشابهة سوف يتم انشاؤها لاحقاً في الجنوب الغربي لفندق جبل علي واسمها “النخلة جبل علي”. وعند انجاز المشروع سوف تضم الجزيرتان مسافة 120 كيلومتراً من الشواطئ الرملية الى خط دبي الساحلي، وتشمل كل جزيرة ألفي فيلا سكنية.
وقد أقيمت الجزيرتان على شكل شجرة نخيل “تضم 17 سعفاً” يحيط بهما سلسلة صخرية قريبة من سطح الماء للحماية، وتمتد كل منهما على طول 5 كم في البحر بقطر 5 كيلومترات، وتظهر كل واحدة من سعف النخيل ال17 المنبثقة عن الجزيرة تصميماً معمارياً مختلفاً له تميزه وتتمتع معظم الفلل كذلك بشواطئ خاصة بها أو مرسى خاص لليخوت، ويتم الوصول الى الجزيرة من خلال جسر طوله 300 متر وينتهي بموقف كبير للسيارات تحت الأرض، اما القاطنون او المقيمون في فنادق الجزيرة فسوف يتم توفير تسهيلات مستقلة خاصة بهم.

وأعلنت شركة “نخيل” في أواخر العام 2004 عن أحدث المشاريع العقارية التي ستنفذها في دبي، وهو مشروع جزيرة “النخلة ديرة”. التي ستكون الأكبر حجماً بين الجزر المثيرة للدهشة والإعجاب والتي تطورها “نخيل” على شكل “نخلة”، بحيث تضم 8 آلاف فيلا، بالإضافة إلى عدد من المنشآت والمرافق، مثل مراكز التسوق والمرافق الرياضية والخدمات العامة والمرافق الفخمة الأخرى، وبالتالي ستكون الفصل الأخير في أعجوبة العالم الثامنة المتمثلة في مشروع “النخلة”.
ويوازي حجم “النخلة ديرة” الضخم والمقدر ب80 كيلومتراً مربعاً، حجم لندن الكبرى، وستتفوق في حجمها على باريس ومانهاتن، لاسيّما أنها تتكون من 34 منطقة.
وسيتم تشييد الكتلة الأرضية للجزيرة باستخدام مليار متر مكعب من الصخور والرمال التي سيتم توريدها من داخل دولة الإمارات. وستتكوّن هذه النخلة الجديدة من جذع و41 سعفة وحاجز هلالي الشكل سيشكل كاسر الأمواج لحماية هذه الجزيرة.

ومن المشاريع المهمة التي أطلقتها دبي مشروع واجهة دبي البحرية التي تعتبر الأكبر من نوعها على مستوى العالم، وقد أعلن عن اتمام المخطط الأساسي للمشروع من خلال شركة “جروزن سامتون” المعروفة عالمياً في مجال التصميم المعماري والتخطيط.
واستغرق تنفيذ المخطط، الذي وضع التصور الأولي له في يناير/ كانون الثاني من العام ،2004 شهوراً من العمل الذي شمل التخطيط الاستراتيجي ووضع عملية التحضير للمشروع وفقاً لأدق التفاصيل. ويتضمن المخطط الأساسي للمرحلة الاولى من مشروع مدينة العرب التطويري شروط التطوير والتصميم، وقد تم تزويد كل مستثمر بخريطة تفصيلية عن قطعة الأرض التي اشتراها مع طبيعة استخدامها وحجمها وموقعها وشروط البناء من حيث ارتفاع المبنى والمساحة المبنية.
وتم بيع المرحلة الأولى من “مدينة العرب” في يوليو/ تموز الماضي مقابل مبالغ تجاوزت 13 مليار درهم وخلال خمسة أيام فقط.
ووضعت ضوابط ومعايير عديدة خاصة بالبنية التحتية لمشروع واجهة دبي البحرية من ضمنها مخططات الشوارع والكثير من متطلبات ومستلزمات التخطيط المدني العصري لتواكب أعداد السكان الكبيرة التي ستقطن وتزاول أعمالها ونشاطاتها الترفيهية في المشروع.
ويعتبر مشروع واجهة دبي البحرية مشروعاً طموحاً وعصرياً، ليصبح من الوجهات والمعالم الحضارية العالمية وبوابة لمشروع القناة العربية. كما تهدف الواجهة الى المساهمة بشكل كبير في التطور والتحول الكبيرين اللذين تشهدهما دبي لتشكيل مكانتها كواحدة من المدن العالمية الرئيسية. ومن المتوقع ان تبلغ استثمارات الواجهة البحرية والمراسي في المنطقة نحو أكثر من 20 مليار دولار 73 مليار درهم خلال السنوات الخمس المقبلة.

© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)