شركات النفط العالمية كانت تتابع المفاوضات الدائرة بين إيران والدول الأوروبية عن قرب، في محاولة منها لفتح أسواق جديدة لاكتشاف واستخراج الذهب الأسود ، وتعد إيران سوقا متميزا حيث تمتلك رابع اكبر احتياطي في العالم ويصل انتاجها حاليا من النفط 2.8 مليون برميل يوميا.
التصريحات الاخيرة لرئيس مجلس ادارة شركة توتال الفرنسية العملاقة التي قال فيها “سنكون في موقع جيد لدراسة الفرص في قطاعات الغاز والنفط والبتروكيماويات وتوزيع الوقود في إيران، لكن كل ذلك سيكون رهنا بشروط تعاقدية جيدة”.
ومع رفع العقوبات بصورة تدريجية وتحت مراقبة دولية دقيقة تسعى إيران للاسراع في زيادة انتاجها بنحو 600 الف برميل يوميا بهدف التوصل الى انتاج 4.2 ملايين برميل اواخر العام 2016.
لكن الاحتمال كبير بان يؤدي ذلك الى تراجع جديد لاسعار الخام المتدهورة اصلا في سوق يتوافر فيه فائض في العرض مقابل تراجع في الطلب.
وتنتج إيران ايضا 600 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، للاستهلاك الداخلي باكملها تقريبا.
في مجمل الاحوال تأمل ايران جذب 25 مليار دولار من الاستثمارات النفطية والغازية بفضل نمط من العقود سبق وكشفت عنه في نوفمبر الماضي اثناء اجتماع ضم كل فعاليات القطاع في طهران في غياب ملحوظ للشركات الاميركية.
وهذا العقد سيسمح للشركات الاجنبية بان تكون مشاركة في مرحلة الانتاج وليس فقط في رحلة التنقيب، لكن في اطار شركات مختلطة يعود 51% من حصصها لشريك ايراني.
الشركات الاوروبية سيكون لها افضلية على الشركات الاسيوية التي تمكنت من العمل في ظل العقوبات، ولاحظت ايران انها لم تكن دائما الافضل.
وبالنسبة للشركات الروسية فان الرهان سلاح ذو حدين لان وصول عرض للغاز والنفط اكثر وفرة في السوق العالمية سيجعلها في وضع تنافسي خصوصا في سوقها المفضلة اوروبا.
اما الشركات الامريكية فتبدو غير مهتمة ظاهريا بالعمل في إيران ولكن قد تظهر المنافسة القوية مع نظيراتها الاوروبية في حالة ظهور مستجدات على الاوضاع في الشرق الاوسط.
نستعرض معا أقوال كبار المسؤولين عن شركات البترول العالمية لنتعرف على ردود افعالها تجاه الاستثمار في إيران:
“توتال” الفرنسية: حريصون على العودة للعمل في إيران، نظرا لما تتمتع به من تاريخ طويل هناك.
“إيني” الإيطالية: إن إيران كي تصبح منتجا كبيرا للنفط تحتاج إلى 150 مليار دولار من الاستثمارات في قطاع النفط بها، وهو ما قد يستغرق “أربع أو خمس سنوات”.
“شتات أويل” النرويجية قولها إنها “جاهزة للفرص الجديدة” في إيران.
“شل” البريطانية الهولندية العملاقة كانت تمتلك مشروعات نفط بحرية في إيران، لكنها قالت “من المبكر جدا” التصريح بما إذا كانت الشركة ستستثمر من جديد أم لا.
اقرأ أيضاً:
إيران تطرح على الشركات العالمية عقود النفط الجديدة
إيران تواجه العقوبات بإضفاء «محسنات تجميلية» على عقود النفط
إيران قد تصدر 1.26 مليون برميل نفط يوميا بداية من 2016