وضع الرئيس محمود عباس "ابومازن" وضيفه الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام نائب رئيس الوزراء الإماراتي، مساء السبت الفائت الحجر الأساس لمدينة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي ستقام على أرض مستوطنة "موراغ" المحررة، شمال محافظة رفح، لإسكان المواطنين المهدمة بيوتهم، بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي مئة مليون دولار أميركي.
وفي كلمة له سبقت وضع الحجر الأساس، شكر الرئيس عباس دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا، على ما بذلوه ويبذلونه من جهود من أجل مساعدة الفلسطينيين في عملية بناء ما دمره الاحتلال، قائلا: "من جنين إلى القدس إلى بيت لاهيا ورفح، كلها بصمات الشيخ زايد وبصمات أبناء الشيخ زايد في الأرض الفلسطينية... في كل بيت وفي كل قرية نرى هذه البصمات الخيرة، وليست في فلسطين فحسب، بل في العالمين العربي والإسلامي وكل بقاع المعمورة".
وتابع: "كان الشيخ زايد رجل خير يتمتع باحترام العالم، ونحن افتقدناه وقد مضى على رحيله الآن عام، رحم الله الشيخ زايد وأسكنه فسيح جناته..". وقال الرئيس مخاطباً ضيفه: "لقد جئت إلى فلسطين مرات، ولكن هذه المرة ثمة اختلاف قليل، إنك لم تر أحداً من المحتلين في طريقك، وبالذات في معبر رفح الذي عبرناه قبل قليل، متحدثاً عن مستوطنات الاحتلال الإحدى والعشرين، التي كانت جاثمة على أرض القطاع، ومدى معاناة المواطنين الكبيرة نتيجة وجود هذه المستوطنات، والحواجز التي كانت تقطع أوصال القطاع.
وتابع، وكما ذكرت صحيفة الأيام الفلسطينية، :" الآن جميع هذه المستوطنات التي كانت تستحوذ على أكثر من 40% من مساحة قطاع غزة الصغير أصبحت فلسطينية، وها نحن اليوم نضع الحجر الأساس لمدينة فلسطينية مكان ما كان يسمى بمستعمرة "موراغ"، ليسكن بها 52 ألف فلسطيني، من أولئك الذين دمرت بيوتهم، لنعيش مرحلة جديدة، فيها يعيش الشعب الفلسطيني حياة طبيعية، وإنسانية، وترتسم على وجهه البسمة التي افتقدها سنوات بل عقوداً طويلة، متمنياً أن يبدأ الفلسطينيون صفحة جديدة في التحرير التي انطلقت في غزة، لتستكمل في الضفة والقدس".وأكد الرئيس أن فرحة الشعب الفلسطيني لن تكتمل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
من جانبه ، قال الشيخ عبد الله في كلمته أمام جماهير رفح التي استقبلته بحفاوة كبيرة: "إن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات التقط اللحظة التاريخية الحاسمة، والتي كان الحديث فيها عن هدم المستوطنات وتخريبها، ليعلن للعالم وللشعب الفلسطيني أنه قرر بناء مدينة سكنية على أنقاض الخراب والدمار الذي خلفه الاحتلال وراءه، مجسدا الرؤية الحكيمة لديه، بان الرد على عمليات التخريب في فلسطين، يجب أن يكون رداً عملياً وعلى أرض الواقع.
وتابع الشيخ عبد الله: إن دولة الإمارات العربية المتحدة، وكما عهدتمونا دائما، تؤكد لكم وقوفنا إلى جانبكم في اللحظات المفصلية والحاسمة، مشيراً إلى استعداد الشيخ خليفة بن زايد للمساهمة في عملية بناء وتنمية فلسطين، إتباعا لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
من جانبه أوضح الدكتور محمد اشتية وزير الأشغال العامة والإسكان، في كلمة ألقاها خلال مراسم الاحتفال، إن مدينة الشيخ خليفة ستقام على مساحة مليون متر مربع، بتكلفة إجمالية تبلغ مئة مليون دولار أميركي، وستؤوي نحو 52 ألف مواطن دمر الاحتلال بيوتهم.وأشار اشتية إلى أن المدينة ستضم مساكن على مساحة 51% من الأرض، وكذلك عشر مدارس ورياض أطفال، إضافة إلى عيادة مركزية ومساجد، ومركزاً ثقافياً، ومساحات خضراء ومرافق للبنى التحتية الأخرى.
وشكر الدكتور اشتية دولة الإمارات حكومة وشعباً على هذه اللفتة الكريمة، مؤكداً أنها ستسهم في إنهاء معاناة عدد كبير من الأسر المهجرة.وأكد د. اشتية أن الحكومة أخذت كل الإجراءات من أجل أن تفتح الباب أمام المستثمرين الفلسطينيين والعرب، لكي يستثمروا في قطاع غزة وفي الضفة الغربية.وأشاد اشتية بدعم دولة الإمارات المستمر للشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذه المدينة هي إضافة جديدة لرصيد الإمارات بما قدمته من دعم للشعب عبر صندوق أبو ظبي، والهلال الأحمر الإماراتي وغيرها من المؤسسات في كافة أنحاء الوطن.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)