عندما يكون الناس موظفين لديك، فإنك ترغب بمعاملتهم بالطريقة المستحقّة. لكن القواعد والتوقعات تختلف عندما تتعامل مع شخص يعمل لحسابه الخاص كالمتعاقد الفريلانس (freelancer) ولا يكون موظفاً متفرّغاً في شركتك.
فكيف يمكنك أن تحفّز شخصاً لا تمتلك سلطة رسمية عليه لكي تدفعه إلى تقديم أفضل ما لديه؟ وكيف تجعله يحافظ على اهتمامه بالعمل وشعوره بالإثارة تجاهه، وخاصّة أنه لا يحصل على أي محفّزات مثل العلاوات أو المنافع التي يحصل عليها الموظفون الدائمون؟ وهل يتعيّن عليك أن تجري مراجعة لأدائه لكي يعرف وضعه الحقيقي؟
ما الذي يقوله الخبراء؟
يفترضُ العديد من المدراء بأنهم ليسوا محتاجين إلى الاهتمام بمتعاقدي الفريلانس بالمقدار ذاته الذي يهتمّون به بموظفيهم المعتادين – وهذا أمر صحيح نوعاً ما، حسبما يقول دان بينك، مؤلف كتابي “أمّة من الناس الذين يعملون لحسابهم الخاص” و”الحافز”: “غالباً ما تكون العلاقة مع من يعملون لحسابهم الخاص أقلّ توتّراً، وأقلّ تراتبية وهرمية، ولا تنطوي على ذات التوقعات،” يقول دان.
لكنّ ذلك لا يعني التخلّي عنهم تماماً. فأنت دائماً بحاجة إلى إدارة هؤلاء الناس بطريقة فعّالة ومتأنّية لكي تستطيع أن تحصل منهم على أفضل النتائج الممكنة وتضمن بأن يظلّوا راغبين في العمل معك مجدّداً. أمّا ستيف كينغ، الشريك في “إيميرجينت ريسيرتش” فيقول: “ثمّة حرب مستعرة لاستقطاب الأشخاص الموهوبين والناس ذوي المهارات المتخصّصة.”
وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون لهؤلاء الناس الذين يعملون لحسابهم الخاص قيمة كبيرة تساوي تماماً قيمة الموظفين المتفرّغين، لذلك فإنّ أصحاب العمل يجب أن يعاملوهم بناءً على هذا الأساس. وفيما يلي بعض النصائح التي تساعدكم في تدبّر أمور علاقتكم مع المتعهّدين الفريلانس والخبراء الذين يعملون لحسابهم الخاص.
حاول أن تفهم منهم ما الذي يريدونه
أوّل سؤال تحتاج إلى طرحه على نفسك هو: ما سبب اهتمام هؤلاء الأشخاص بالعمل معي؟ “قد يكون السبب هو المال، أو الحصول على فرصة لتطوير مهارات جديدة، أو الحصول على فرصة للعمل مع أشخاص عظماء،” كما يقول بينك الذي يضيف: “ما الذي ستعطيه إلى ذلك الشخص في مقابل مواهبه التي يقدّمها إلى مؤسستك؟” وبما أنّك لن تتمكّن من التعرّف على هؤلاء الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص تماماً كما تتعرّف على أعضاء فريقك، فإنّك ربّما تحتاج إلى طرح هذا السؤال عليهم مباشرة. بوسعك أن تقول له مثلاً: “هلا أخبرتني ما الذي تأمل الحصول عليه من هذه المهمّة.” وبعد أن تتلقّى الإجابة منه، تأكّد من إعطائه ما يريده.
حدّد لهم توقعات واضحة
في الوقت ذاته، أنت بحاجة إلى أن تكون واضحاً بشأن ما تريده منهم في المقابل، سواء كنت تريد منهم تصميم موقع إلكتروني جديد، أو تصميم ملصق إعلاني، أو تقديم المشورة كلّ أسبوعين. وقد يكون مفيداً صياغة بيان بسيط يبيّن بالتفصيل ما الذي تريده منهم بالضبط ومتى تريده.
كما أنّ من المهم أيضاً اطلاعهم على السياق العام للأمور. فبما أن المتعهدين الفريلانس قد لا يكونون موجودين دائماً في الشركة، “فإنهم لن يفهموا الغرض من المهمّة المطلوبة منهم بذات الطريقة التي يفهمها موظفوك جرّاء احتكاكهم بك،” يقول بينك ثمّ يضيف: “يتعيّن عليك أن تقضي وقتاً إضافياً معهم في الحديث عن طبيعة الهدف المطلوب منهم إنجازه، وعلاقته بالإطار الأوسع للعمل، وسبب أهميته.”
حاول بناء علاقتك معهم
“من المنطقي القول بأنك لست مضطراً للاستثمار في شخص يعمل لحسابه الخاص تماماً كما تستثمر في موظف يعمل لديك،” كما يقول كينغ، أمّا بينك فيحذّر من “خطر الوقوع في فخ جعل العلاقة مع ذلك الشخص مجرّد علاقة مصلحة فقط.” حاول أن تتعرّف على ذلك الشخص أكثر من خلال سؤاله عن عائلته، وهواياته واهتماماته الواقعة خارج نطاق العمل، والمشاريع الأخرى التي يعمل عليها (بافتراض أنك لست الزبون الوحيد الذي يعمل معه). فهذا الأمر هام جداً، ولاسيما إذا كنت تريد مواصلة العمل مع هذا الشخص مجدّداً في المستقبل.
اقرأ أيضاً:
ما الذي يبحث عنه أصحاب أفضل الكفاءات؟
أخطاء يرتكبها المهنيون خلال عملية التواصل.. ماهي؟