كثفت تركيا جهودها لتقييد التفشي السريع لوباء انفلونزا الطيور على اراضيها، بعد الاعلان امس عن 15 اصابة بشرية جديدة بالفيروس القاتل والاشتباه ب70 اخرى، في حين حذرت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) من ان فيروس <<اتش 5 ان 1>> الفتاك يمكن ان يصبح مستوطنا في تركيا، ويمثل تهديدا خطيرا للدول المجاورة من بينها الدول العربية، التي حثتها على البقاء في حالة تأهب.
وفي مقابل تاكيد منظمة الصحة العالمية ان اجراءات الحكومة التركية لمواجهة انتشار المرض <<مناسبة>>، كشف مسؤول الصحة الحيوانية في المنظمة جوان لوبروث، ان الفيروس ينتشر على الرغم من اجراءات الوقاية التي اتخذت، وحث الدول المجاورة على أن تكون في حالة تأهب.
وفيما قال أطباء منظمة الصحة العالمية انه لا يوجد أي مؤشر على انتقال فيروس انفلونزا الطيور بين البشر، قالت <<الفاو>> ان المرض يمكن ان يصبح مشكلة دائمة في تركيا على غرار المشكلة التي يمثلها للدواجن في أجزاء من آسيا.
وانتشر الفيروس بسرعة بين الطيور في نحو 30 من بين 81 اقليما، من بينها منطقة قريبة من ساحل بحر ايجة، بالاضافة الى أنقرة واسطنبول. وقد كثفت السلطات التركية عمليات اعدام الطيور الداجنة وشملت أكثر من 300 الف طائر، وسط الاعلان عن اصابة 15 شخصا بالفيروس الفتاك، وعن اكثر من 70 شخصا يشتبه في اصابتهم بالمرض يخضعون لاختبارات.
واكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان <<ان الوضع بات تحت السيطرة التامة وسنواصل مواجهته باكبر قدر من الاهتمام>>، موضحا ان الاشخاص المصابين بفيروس <<اتش 5 ان 1>> تلقوا العلاج اللازم وحياتهم ليست في خطر.
وفي الاطار، قال المدير القطاعي في البنك الدولي لشؤون التنمية الريفية في شرق اوروبا، يورغن فويغل، ان تركيا مرشحة للحصول على 30 مليون دولار مساعدة من البنك الدولي، بعد تقييم لاحتياجاتها للتعامل مع فيروس انفلونزا الطيور.
من جانبها، تحاول الدول العربية المجاورة لتركيا تفادي خرق الوباء لاراضيها. وفي سوريا، اعلن مدير الصحة الحيوانية في وزارة الصحة الدكتور جورج خوري، ان الحكومة اتخذت اجراءات مكثفة للتصدي لاحتمالات انتقال المرض الى البلاد من جارتها الشمالية.
وفي فلسطين، اكد وزير الصحة بالوكالة غسان الخطيب، ان مزارع الطيور في الاراضي الفلسطينية خالية من انفلونزا الطيور بعد فحص عينات طيور داجنة نفقت في مزرعة في الضفة الغربية.
اما في العراق، فقد منع الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني استيراد الدواجن الحية من تركيا الى شمال البلاد. كما قلل الاردن من احتمال وصول وباء انفلونزا الطيور اليه، مؤكدا في الوقت ذاته على <<الإجراءات الاحترازية التي لا تزال قائمة>>.
وقد اتسع نطاق انتشار مرض انفلونزا الطيور في تركيا ليلقي بظلاله على احتفالات الأتراك بعيد الأضحى المبارك، وخصوصاً مع وجود مخاوف من انتقال المرض من الطيور للأبقار والأغنام، الأمر الذي يثير توقعات بأن يصل حجم الخسائر المالية إلى نحو 3 مليارات دولار.
وحذر رئيس اتحاد منتجي الدواجن في تركيا يوجه جانولر من أن هناك احتمالات كبيرة لفقدان مئات الآلاف من العمال في مصانع إنتاج الدواجن (مورد رزقهم( في حال استمرار هذه الأزمة لعدة أسابيع.
وقال ، وكما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط،" إن 75 في المئة من العاملين في قطاع إنتاج الدواجن أصيبوا فعلاً بأضرار مادية كبيرة، في الوقت الذي توقفت فيه تجارة الدواجن وبيع اللحم الأبيض في شتى أسواق تركيا بشكل كامل في الوقت الراهن".
ومن المعروف أن المصانع التركية أنتجت العام الماضي نحو مليون طن من اللحوم البيضاء المذبوحة، من بينها 29 ألف طن تم تصديرها للخارج. ويوجد في تركيا حالياً أكثر من 150 مليون طائر مجنح و10 ملايين رأس أبقار و32 مليون رأس أغنام، كلها أصبحت مهددة بالإعدام في حال استمرار انتشار المرض.
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)