جمارك دبي تحتفي بتخريج دفعة جديدة من منتسبي برنامج "مسار 33" بالتعاون مع نافس برنامج "كفاءات"

احتفلت جمارك دبي، ممثلة في أكاديمية دبي اللوجستية وبالتعاون مع نافس برنامج "كفاءات"، بتخريج دفعة جديدة من منتسبي برنامج "مسار 33"، الحاصلين على شهادة أخصائي معتمد في العمليات الجمركية والتجارية، وذلك خلال حفل رسمي أقيم تحت شعار "شراكة وتمكين".
ويأتي هذا الإنجاز تتويجاً لمسيرة مهنية حافلة بالتعلم والتطوير والعمل الجاد، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى إعداد كفاءات وطنية قادرة على المنافسة وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بما يتماشى مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33).
ويُعد برنامج مسار 33 محطة تدريبية متقدمة تجمع بين التأهيل الأكاديمي والتطبيق العملي، ويجسد التزام جمارك دبي بالاستثمار في الكفاءات الوطنية وبناء منظومة توطين مستدامة. ويمثل البرنامج امتداداً للجهود التدريبية المعتمدة من مؤسسة CPD البريطانية، حيث استقطب خريجي الثانوية العامة والجامعات من المواطنين غير العاملين، وخضعوا لبرنامج تدريبي مكثف امتد 32 يوماً، شمل جوانب نظرية وميدانية.
ويتميز البرنامج بكونه منتهياً بالتوظيف في كبرى الشركات الرائدة بالقطاع اللوجستي، الأمر الذي مكّن المشاركين من اكتساب المهارات اللازمة للاندماج في سوق العمل، وفتح أمامهم آفاقاً مهنية واعدة، بما ينسجم مع رؤية دبي لبناء اقتصاد تنافسي وريادة مستدامة.
وفي كلمته خلال الحفل، عبّر راشد عبيد الشارد المدير التنفيذي لقطاع الشؤون المالية والإدارية في جمارك دبي عن فخره واعتزازه بالخريجين، مؤكداً أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأجدر، وأن تمكين الكفاءات الوطنية يمثل حجر الأساس لتحقيق الريادة الاقتصادية. وأضاف: "لقد أثبتم اليوم، أيها الخريجون، أنكم على قدر المسؤولية، وأنكم مستعدون للقيام بدور فاعل في تطوير بيئة الأعمال وتعزيز تنافسية الدولة.
كما أكد المدير التنفيذي لقطاع الشؤون المالية والإدارية أن الأكاديمية ليست مجرد مؤسسة تدريبية، بل بيت خبرة وطني يسهم في تمكين الأجيال الجديدة وبناء رأس المال البشري قادر على قيادة المستقبل، مشيراً إلى أن البرامج التدريبية التي تقدمها الأكاديمية تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، حيث أن تخريج هذه الدفعة يُعد خطوة نوعية نحو إعداد جيل جديد من المتخصصين القادرين على قيادة التحول في القطاع اللوجستي، وتعزيز مكانة دبي كمركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية.
وأشار المدير التنفيذي لقطاع الشؤون المالية والإدارية إلى أن هذا الإنجاز يأتي ثمرة تعاون بين مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، ووزارة الموارد البشرية والتوطين، ودائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تمكين الكفاءات الإماراتية وتفعيل دورها في مختلف القطاعات الحيوية.
كما حظي البرنامج بدعم واسع من نخبة من الشركات الرائدة التي ساهمت في استقطاب وتوظيف الخريجين، من بينها: ميرسك , FedEx آرامكس، DHL، الغرير، CMA-CGM، في خطوة تعكس التزام القطاع الخاص بدعم الكفاءات الوطنية، والمساهمة الفاعلة في بناء اقتصاد معرفي مستدام يعزز تنافسية الدولة على الساحة العالمية.
واختتم راشد الشارد الحفل برسالة تحفيزية للخريجين، جاء فيها: هذه ليست نهاية الطريق، بل بدايته. فأنتم اليوم تحملون شعلة التميز، ونحن على ثقة بأنكم ستواصلون مسيرتكم بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
الجدير بالذكر أن أكاديمية دبي اللوجستية شريكاً استراتيجياً في بناء القدرات وتطوير الكفاءات، حيث عملت على تصميم برامج تدريبية متخصصة تجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية. كما وفّرت بيئة تعليمية متكاملة تُعد الخريجين ليكونوا ركائز فاعلة في دعم سلاسل التوريد والقطاع اللوجستي، الذي يُعد شرياناً حيوياً لاقتصاد دبي ودولة الإمارات.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.