خبراء يؤكدون أهمية دور المُعلّم في تعزيز ثقافة الاستدامة لدى الأطفال بعيدًا عن المواد التعليمية خلال نقاش عقدته مؤسسة قطر ضمن أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة

هناك حاجة إلى إحداث التغيير في المناهج التعليمية بهدف تثقيف الشباب وتعزيز وعيهم بتغيّر المناخ، هذا ما أكدّه الخبراء المشاركون في الحلقة النقاشية الافتراضية الأولى، التي نظمتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في إطار سلسلة فعالياتها ضمن أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة 2021.
في هذه الحلقة النقاشية التي عُقدت بعنوان:" كيف نبني منظومات تعليمية أكثر تقدمية، وقادرة على تمكيننا من الانخراط بشكل أكبر في مواجهة التغيّر المناخي؟"، أطلقت بثينة النعيمي رئيس التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، النقاش، خلال كلمتها الافتتاحية قائلةً:" يُعدّ التعليم التقدّمي الذي يقوم على أهمية الأفعال والمرتكز على التعلّم التحويلي ضروريًا لتطوير الكفاءات في سبيل تحقيق التنمية المستدامة".
من هذا المنطلق، قالت الدكتورة كارول أودونيل، المدير التنفيذي لمركز سميثسونيان لتدريس العلوم
أضافت أودونيل:" نحن بحاجة إلى تطوير مواد المناهج الدراسية والمواد التعليمية بهدف دعم الكوادر التعليمية، ممّا سيُمكنّهم من ثقيف طلابهم بشكل فاعل حيال هذا التحدي الخطير المتمثل بتغيّر المناخ"، مشيرًة إلى أن الهدف النهائي هو بناء العقلية المستدامة، وغرس قيمة العمل الفردي التي يمكن أن تؤدي إلى إحداث التغيير الإيجابي المنشود".
من جهته، رأى جميل أحمد، مدير الشؤون الحكومية الدولية، برنامج الأمم المتحدة للبيئة (الأمم المتحدة للبيئة)، أنه:" من المهمّ أن نعمل على إحداث التحوّل في التعليم العالي عبر الجامعات وتجهيزها بشكل أفضل من خلال تطوير المناهج والدورات التي تعالج قضية تغيّر المناخ"، ووفقًا لأحمد، ونظرًا لخطورة المشكلة البيئية: "يتعيّن علينا تجاوز سُبل التعليم الرسمي، والاستعانة بالتعليم خارج نطاق الفصول الدراسية الرسمية، وذلك عبر الاستفادة من ألعاب الفيديو، والأنشطة الترفيهية الأخرى للطلاب، وتوظيفها في غرس الوعي بأهمية البيئة، وتحفيز حسّ المسؤولية لدى الطلاب، بهدف حثّهم على العمل والتحرّك من أجل مكافحة التغير المناخي".
بدورها، شدّدت ديان وايتهيد، الرئيس التنفيذي لمنظمة تعليم الطفولة الدولية، على أهمية تفاعل الكوادر التربوية والتعليمية والقادة مع الطلاب بالطريقة الصحيحة، قائلةً:" من اللافت جدًا أن الشباب اليوم هم المُحرّك الرئيسي الذي يتحرك ويضغط في سبيل التصدّي لتغير المناخ، وهذا ما يظهر لنا واضحًا في أمثلة متعددة حول العالم".
أضافت وايتهيد:" يمتلك العديد من الطلاب حول العالم القدرة على مناصرة قضايا البيئة، ومن الضروري جدًا أن ندعم المعلّمين والأساتذة ونساعدهم ليكونوا جزءًا من المحادثات التي يجريها الشباب حول هذا التحدي، ومن ثم تعزيز فهمهم بالوسائل التي تُمكنهم من تحويل مناصرة هذه القضية إلى أفعال، كي يكونوا قوّة دافعة للتغيير في مجتمعهم. الشباب يمتلكون هذه القوّة، ولكننا نحتاج إلى مساعدتهم على إدراكها وكيفية استخدماها للبدء في إحداث التغيير داخل مجتمعاتهم".
ختم جميل أحمد هذه الحلقة النقاشية الأممية قائًلا:" من خلال استخدام الوسائل المناسبة، وبالاعتماد على قوّة الشباب وطاقاتهم، وبمساندة الكوادر التعليمية والتربوية، سنتمّكن من وضع التعليم في الريادة، ليكون التعليم مصدر إلهام للآخرين على مستوى كيفية التعامل مع تغيّر المناخ".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.